العباس سلام الله عليه وهو إبن الإمام علي ابن ابي طالب ، وأمه فاطمة الخزامية الملقبة بأم البنين
العباس لقب بأبو الفضل .. مواقفه في كربلاء ، افصحت عن نقاء معدنه الاصيل ووفاءه وإيثاره الذي يسلب الألباب ..
فكيف لرجل تذوب مهجته عطشاً .. ويقف على النهر ويرفع الماء بيده ، ثم يقوم برميه من يده ويقول:
يا نفس من بعد الحسين هوني وبعــــــــده لا كـــنت أن تكوني
هــــــذا الحسين شارب المنون وتشربيــــــن بـــــارد المعـــين
هيهـــــــــات ما هذا فعال ديني ولا فعــــــال صـــــــادق اليقين
أي قلب يحمل العباس في صدره .. أي حب يمتلك تجاه الحسين أي إيثار يفضل ريحانة رسول الله على نفسه .. حتى يستطيع ان يردع نفسه العطشه ، ويرمي الماء ونفسه تبغيه ..
كان يستطيع ان يشرب الماء ، ثم يحمله للحسين وأطفاله .. ولكنه فاق الوفاء وفاءاً .. حتى لم يسمح لنفسه ان تذوق الماء حتى يذوقه الحسين ..
هذا الرجل الشجاع القوي .. لا يستطيع ان يقف ساكناً امام صيحات أطفال الحسين وهم يقولون .. يا عماه العطش العطش .. فيستأذن الحسين عليه السلام في الذهاب ليطلب الماء ..
فلما ان وصل للماء ، خاطب جيش الاعداء المحيطون بجانب نهر الفرات .. هذا الماء تشربه الكلاب والخنازير وتمنعونه عن ريحانة رسول الله .. فيقولون له : والله لو كانت الارض كلها ماءاً ، وكانت في أيدينا ما
سقيناكم شربة من الماء حتى تنزلوا على بيعة الامير ..
فهجم عليهم وفرقهم عن الماء وملئ القربة .. وأحاطوا به .. فقطعوا يمينه ، وأخذ القربة بيساره .. فقطعوها ، فأخذ القربة بفمه ، فرموا القربة بسهم ..
فوقف حائراً لا يدري ما يصنع .. فوقع سهم في عينيه ، وضربه أحدهم في أم رأسه بعمود من حديد .. فسقط وهو يقول: أدركني يا اخي ..
أبيت يا أبا الفضل إلا ان تكون للفضل أبا .. سلام الله عليك سيدي ومولاي
وعلى أخيك الحسين الشهيد المظلوم .. لعن الله ظالميكم من الاولين والآخرين