إنّ ما يُميز أسماك علب السردين من ناحية القيمة الغذائية هو أمران : محتواها الدهني ، ومحتواها من الكالسيوم .
ولو أخذنا أحد علب السردين العادية الحجم ، نجد أنّ فيها حوالي 200 كالورى من طاقة السعرات الحرارية ، وحوالي 25 غراما من البروتين ، 13 غراما من الدهون ، ومن تلك الدهون ، تُشكل دهون أوميغا-3 لزيت السمك
حوالي 2 غرام , وتحتوي العلبة من السردين على أقل من 0,3 غرام من الملح .
وغني عن الذكر فائدة البروتينات العالية في سمك علب السردين , لكن من جانب الدهون ، فإنّ الأسماك الصغيرة للبلشار وغيره ، المُستخدمة في معلبات السردين ، تُعتبر من الأسماك الدهنية ، خاصة أنها تتضمن جلد
السمكة الصغيرة .
ومعلوم أنّ دهون أوميغا-3 للأسماك عالية التركيز في جلد السمكة نفسها , والإشكالية هي أنه كلما زاد عُمر السمكة ، وزادت كمية الدهون في جلدها ، كلما زادت احتمالات ترسب الزئبق في جلودها أيضاً .
ولذا فإنّ الحوامل والأطفال بالذات عليهم الحذر من التعرض للزئبق وعليهم أيضاً تناول زيوت أوميغا-3 للسمك , وهنا تُمثل أسماك علب الساردين ، الصغيرة الحجم والغنية بالدهن ، حلاً عملياً لهم.
وما يُلفت النظر تلك الدراسة الصادرة في عدد إبريل الماضي من المجلة الأميركية لعلم الأوبئة , وفيها لاحظ الباحثون من جامعة هارفارد أنّ الأمهات اللواتي يتناولنّ أسماكاً غنية بالدهون وقليلة التلوث بالزئبق
يلدن أطفالاً أكثر ذكاءً .
وأعطى الباحثون ، تحديدا ً، مثالاً على هذه الأسماك ، السلمون والسردين والتونة. ولاحتواء علب السردين على أسماك محتفظة بهيكلها العظمي وبطبقة القشور الخارجية لجلدها ، فإنها مصدر جيد للكالسيوم .
وكل 100 غرام منها يحتوي على حوالي 360 ملغم من الكالسيوم , أي أكثر مما يُؤمنه كوب من الحليب المحتوي على 300 ملغم من الكالسيوم ، أو 100 غرام من اللبن الزبادي ، المحتوي على 200 ملغم من الكالسيوم .
هذا دون الحديث عن غنى تلك الأسماك بمركبات تريبتوفان ، المسهلة للراحة الذهنية والنوم ، أو مجموعات فيتامينات بي ودي ، أو معادن الفسفور والمغنيسيوم والسيلينيوم .
للفائدة منقول.