* صفة دعاء القنوت في الوتر:
إذا صلى ثلاث ركعات مثلاً رفع يديه بعد القيام من الركعة الثالثة، أو قبل الركوع بعد انتهاء القراءة فيحمد الله عز وجل ويثني عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما شاء مما ورد، ومنه:
((اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت)). أخرجه أبو داود والترمذي
.
* ويستفتح أحياناً قنوته بما ثبت عن عمر رضي الله عنه وهو: ((اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكافرين ملحق، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك
الخير ولا نكفرك، ونؤمن بك ونخضع لك، ونخلع من يكفرك)). أخرجه البيهقي .
* وله أن يزيد من الأدعية مما ثبت ولا يطيل، ومنها: ((اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت
راحة لي من كل شر)). أخرجه مسلم .
((اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا
تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها)). أخرجه مسلم .
* ثم يقول في آخر وتره: ((اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك)). أخرجه أبو داود والترمذي .
* ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر قنوت الوتر، ولا يمسح وجهه بيديه بعد الفراغ من الدعاء في قنوت الوتر وغيره.
* يكره القنوت في غير الوتر إلا أن تنزل بالمسلمين نازلة أو مصيبة، فيُسن أن يقنت الإمام في الفرائض بعد الركعة الأخيرة، وأحياناً قبل أن يركع.
* القنوت في النوازل يكون بالدعاء للمسلمين المستضعفين، أو الدعاء على الكفار الظالمين، أو بهما معاً.
* أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة، وما يشرع له الجماعة كالكسوف، والتراويح ونحوهما فيصليها في المسجد جماعة.
* من كان في سفر فالسنة أن يصلي الوتر على راحلته مستقبلاً القبلة عند تكبيرة الإحرام إن تيسر، وإلا صلى حيثما توجهت به.
* يسن لمن صلى الوتر أن يصلي بعده ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع قام فركع.
الوتر.وقته من صلاة العشاء ,ولو جمعت صلاة العشاء مع المغرب جمع تقديم لأنه تابع لصلاة العشاء لا لوقتها ,وينتهي وقته بطلوع الفجر
أفضل أوقات الوتر قالت عائشة (من كل الليل قد أوتر النبي صلى الله عليه وسلم من أوله و أوسطه وآخره )متفق عليه .
والأفضل:.أن يكون في آخر الليل ,إلا إذا خشي عدم القيام في آخره فليوتر أول الليل ,لقوله صلى الله عليه وسلم (من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أول الليل ,ومن طمع أن يقوم آخره ,فان صلاة آخر الليل
مشهودة,وذلك أفضل)صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه.وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة أن يوتر قبل أن ينام .متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .وعللوا ذلك بأن أبا هريرة
كان يقرأ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في أول الليل وينام في آخره ,فكان من المناسب وتره قبل أن ينام .
عدد الوتر وصفته: أقله ركعة واحدة ,وأكثر إحدى عشر ركعة .
صفته المسنونة الحالة الأولى إذا أوتر بثلاث ركعات فهو مخير أن يسلم من ركعتين ,ثم يوتر وهو أفضل .
الحالة الثانية أن يقرنها بسلام واحد,ويسن أن يقرأ في الأولى ب(سبح) والثانية ب(الكافرون)والثالثة ب(الإخلاص)أخرجه الترمذي وأبو العباس الأصم في حديثه والحاكم وصححه الذهبي .وكان يضيف إليها أحيانا(أي
الركعة الثالثة)ب(الفلق ),وب(الناس).
2-إذا أوتر بخمس ,فانه يقرنها بسلام واحد في آخرها .
3-إذا أوتر بسبع يقرنها بسلام واحد في آخرها .
4-إذا أوتر بتسع ,فانه لا يسلم إلا في آخرها ,إلا أنه بعد الثامنة يجلس للتشهد ولا يسلم , ثم يقوم التاسعة و يسلم بعدها
5-إذا أوتر بإحدى عشرة ركعة يسن أن يسلم من كل ركعتين .
القنوت في الوتر :القنوت في الوتر هو الدعاء والرسول صلى الله عليه وسلم لم يقنت قي الوتر ولكنه علم الحسن دعاء القنوت .
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال :(علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر :(اللهم أهدني فيمن هديت ,وعافني فيمن عافيت ,وتولني فيمن توليت ,وبارك لي فيما أعطيت ,وقني شر ما قضيت
فانك تقضي ولا يقضى عليك ,انه لا يذل من واليت,تباركت ربنا وتعاليت )وزاد البيهقي (و لا يعز من عاديت ) وصححه الألباني-رحمه الله تعالى-في الارواء429والمشكاة 1273وغيره .
قال الترمذي :(واختلف أهل العلم في القنوت في الوتر,فرأى عبد الله بن مسعود القنوت في الوتر في السنة كلها ,واختار القنوت قبل الركوع ,وهو قول بعض أهل العلم ,و به يقول سفيان الثوري ,وابن المبارك وإسحاق
وأهل الكوفة, وقد روي عن علي بن أبي طالب أنه كان لا يقنت إلا في النصف الآخر من رمضان ,وكان يقنت بعد الركوع ,وقد ذهب بعض أهل إلى هذا ,و به يقول الشافعي وأحمد )أ.ه
حكم القنوت في الوتر :أختلف العلماء في حكم القنوت في الوتر:
1- قال بعض العلماء :حكم القنوت في الوتر :مكروه ,لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقنت في وتره
2- قال بعض العلماء :انه يقنت في رمضان .
3- قال بعض العلماء: انه لا يقنت إلا في رمضان .
والراجح : أن فعله المصلى لا ينكر عليه ,ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم علمه الحسن ,وهو لم يقنت ,فان قنت بناءا على السنة القولية فهذا خير,وان تركه بناءا على السنة الفعلية فهو خير.
ويستحب أن يقنت في الوتر أحيانا ,ويترك أحيانا حتى يحصل المصلي على السنتين جميعا ,ولا ينبغي المداومة عليه .
هذا ما ذهب إليه الشيخ العثيمين- رحمه الله –في (الشرح الممتع ) حيث قال :(المتأمل لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الليل يرى أنه لا يقنت في الوتر ,إنما يصلي ركعة يوتر بها ما صلى ,وهذا هو الأحسن أن لا
تدوم على قنوت الوتر )
محله :بعد الركوع ,وأن قنت قبل الركوع بعد القراءة فلا بأس
حكم الصلاة بعد الوتر :أخرج الدارمي وابن خزيمة وابن حبان من طريق عن ابن وهب :حدثني معاوية بن صالح عن شريح بن عبيد عن الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن ثوبان قال :(كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سفر فقال :أن هذا السفر جهد وثقل ,فإذا أوتر أحدهم فليركع ركعتين ,فان استيقظ وإلا كانت له ) صححه الألباني .
وأستدل بهذا الحديث الإمام ابن خزيمة على (أن الصلاة بعد الوتر مباح لجميع من يريد الصلاة بعده ,وأن الركعتين اللتين كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها بعد الوتر لم يكونا خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم
دون أمته ,إذا النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالركعتين بعد الوتر أمر ندبا وفضيلة ,لا أمرنا إيجاب وفريضة .أنظر السلسلة الصحيحة .
فكان يقرأ فيهما الزلزلة )و(الكافرون )أخرجه أحمد و ابن نصر بسند حسن .وثبتت هاتان الركعتان في (صحيح مسلم )وغيره
فائدة هامة :استفدنا من هذا الحديث ,وقد مترددين في التوفيق بين صلاته صلى الله عليه وسلم الركعتين وبين قوله صلى الله عليه وسلم :(اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا )وقلنا في التعليق على صفة صلاة النبي :(قد
اختلف العلماء في التوفيق بين الحديثين على وجوه لم يترجح عندي شيء منها .و الأحوط تركها اتباعها للأمر .ثم وقفت على حديث صحيح فيه الأمر بالركعتين بعد الوتر ,فاتفق الأمر مع الفعل وثبت مشروعية الركعتين
للناس جميعا ,والأمر الأول يحمل على الاستحباب فلا منافاة )
وقد تبين لنا الان من الحديث أن الركعتين بعد الوتر ليستا من خصوصيا ته صلى الله عليه وسلم لأمره صلى الله عليه وسلم بهما أمته أمرا عاما فكأن المقصود بالأمر بجعل آخر صلاة الليل وترا ,أن لا يهمل الايثار
بركعة ,فلا ينافيه صلاة ركعتين بعد هما كما ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم وأمره أنظر السلسلة الصحيحة
والله تعالى أعلم