بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد: فهذه بعض فتاوى العلماء-رحمهم الله تعالى-في حكم بلع النخامة في نهار رمضان, أحببت نقلها لعموم البلوى بها.
سئل الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- عن حكم بلع النخامة؟
السائل: شيخ بالنسبة للنخامة تنزل من الأنف للحلق هل تفطر؟
الشيخ: من الأنف مباشرة إلى الحلق, لا تفطر.
السائل: طيب لو جمّعها في فمه؟
الشيخ: لا نفس الحكم يا أخي, بس ما بيجوز أنه يأخذها من برّ لأنه يصبح كطعام أو شراب, وإن كان أمراً مستقذراً فعليه أن يلفظه وأن يرميه أفضل, أما إفطار ما فيه. (سلسلة الهدى والنور شريط رقم 52)
سئل الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله تعالى-عن حكم ابتلاع النخامة في نهار رمضان؟
السائل: أشكو كثيراً عندما أصبح صائماً من البلغم، ولا أستطيع إخراجه، فيدخل إلى جوفي، فما حكمه؟
الشيخ: هذه مشكلة، أحياناً يكون عند الناس غلو. يسأل بعض الناس يقول: دخلت فيه شوكةٌ، وخرجَ منه دم كدم البعوض فقط، هل يفطِّر؟ ما هو الجواب؟ لا يفطِّر، هو قياساً على ماذا؟ قياساً على الحجامة، فيقول: هل
يفطِّر؟ ويسأل كثير من الناس أيضاً عن دم التحليل، شيء يسير، يحلَّل الدم ويُختبَر، هل يفطِّر أو لا؟ نقول: ما يفطِّر، يعني: هذا ليس حجامة، ولا بمعنى الحجامة.
النخامة أيضاً سمع بعضُ الناس أن بعض العلماء قال: إن بلع النخامة يفطِّر، وبلع النخامة التي قال بعض العلماء: إنه يفطِّر هي: النخامة التي تصل بنفسها إلى اللسان في الفم، ثم يبتلعها الإنسان، ولا أظن أحداً
يفعل هذا، لا أظن أن أحداً تصل النخامة إلى فمه ثم يبتلعها؛ لماذا؟ لأن النخامة مُسْتَقْذَرة، ما أحد يذهب يبلعها؛ لكن بعض الناس إذا صارت النخامة في الحلق، وجاءت من الخياشيم وراحت حَدَراً، حاوَل هو أن
يطلِّعها بالقوة فتجده يتنخَّم ويتعصَّر كله لأجل أن تطلع هذه النخامة البعيدة خوفاً من ماذا؟ من أن يفطر، هذا خطأ، النخامة التي لا تصل إلى اللسان ليس فيها شيء، خلِّها تروح، ما عليك منها شيء، ولا تفسد
الصوم، لكن هذا من مغالاة بعض العامة، ونحن نشكرهم على احتياطهم لدينهم يعني: هم يُشكَرون على هذا. فالذي يذهب إلى احترام الدين وإن أخطأ في المغالاة خير من الذي يتهاون؛ لكن مع ذلك العلم له فضل كبير، نور
يهتدي به الإنسان.
فنحن نقول: النخامة أولاً: أنها ليست محل اتفاق بين العلماء. فإن بعض العلماء يقول: إن النخامة لا تفطِّر حتى لو وصلت إلى الفم وابتلعها، ردَّها وابتلعها ما تفطِّر، هذه واحدة.
ثانياً: الذين قالوا بأنها تفطِّر يقولون: إن التي تفطِّر هي التي تصل إلى الفم، ثم يبتلعها، أما شيء من الخياشيم إلى الحلقوم إلى الجوف فهذه لا تفطِّر إطلاقاً، نعم. (من محاضرة: جلسات رمضانية لعام 1411
هـ).
وسئل الشيخ العثيمين-رحمه الله- ما حكم بلع البلغم أو النخامة للصائم؟
فأجاب: البلغم, أو النخامة إذا لم تصل إلى الفم فإنها لا تفطر قولاً واحداً في المذهب, فإن وصلت إلى الفم ثم ابتلعها ففيه قولان لأهل العلم:
منهم من قال: إنها تفطر؟ إلحاقاً لها بالأكل والشرب.
ومنهم من قال: لا تفطر, إلحاقاً لها بالريق, فإن الريق لا يبطل به الصوم حتى لو جمع ريقه وبلعه فإن صومه لا يفسد.
وإذا اختلف العلماء فالمرجع الكتاب والسنة, وإذا شككنا في هذا الأمر هل يفسد العبادة أو لا يفسدها؟ فالأصل عدم الإفساد وبناء على ذلك يكون بلع النخامة لا يفطر.
والمهم أن يدع الإنسان النخامة ولا يحاول أن يجذبها إلى فمه من أسفل حلقه, لكن إذا خرجت إلى الفم فليخرجها سواء كان صائماً أو غير صائم, أما التفطير فيحتاج إلى دليل يكون حجة للإنسان أمام الله عز وجل في
إفساد الصوم.
( من كتاب فتاوى أركان الإسلام صفحة 483).