مالك بن فهم الدوسي الزهراني اعظم ملوك العرب وكاسر الفرس
اولا ملوك الحيرة الزهارين
ملوك الحيرة بالجاهلية من زهران
اجمع المؤرخون وأهل النسب على أن نسب زهران هو : زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نضر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان .
وزهران في اللغة مشتق من الفعل ( زَهَرَ ) ومن معانيه : زهر النبت وهو نوره ، وخص بعضهم به الأبيض ...
نبذة تاريخية عن زهران في الجاهلية
العصر الجاهلى ((ملوك الحيرة))
1- جذيمة بن مالك الدوسي
هو جذيمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران
يكنى بابي مالك ، ولي الملك سنة خمسين وثلاث مئة قبل الهجرة بعد مقتل أبيه ، وقيل بعد موت عمه عمرو بن فهم في أزمان ملوك الطوائف ، ودام ملكه ستين سنة ، وقيل مئة وعشرين سنة .
2- عمرو بن فهم الدوسي
هو أخو مالك بن فهم الدوسي ، ولي الحكم بعد أخيه فكان ثاني ملوك العرب النازلين بأرض الحيرة في العراق، دام ملكه نحو خمس وعشرين سنة، وتوفي سنة خمسين وثلاث مئة قبل الهجرة تقريبا .
3- مالك بن فهم
هو أبو جذيمة مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران .
نزح بقومه من أرض السراة إلى أرض عمان إثر حادثة جرت لجاره مع أولاد أخيه عمرو بن فهم ، فاستقر بعمان فترة من الزمن ، وتزوج بها امرأة من عبدالقيس فولدت له غلمانا كثيرة سليمة
شخصيتنا لهذا اليوم
مالك بن فهم الدوسي الزهراني
(أحد أشهر ملوك العرب وهو الوحيد الذي قهر الفرس وحرر عمان من أيديهم)
حين هاجر إلى عمان مالك بن فهم الدوسي . إثر حادثة جرة لجاره مع أولاد أخيه عمرو بن فهم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران، عندما كانا يعيشان معاً في ديار السراة في قرية الجبور بجوار جبل العرنين ،
وبسبب هذه الحادثة تحول مالك بن فهم عن أخيه ولحق بعمان، ويحكي الأزدي تلك الحادثة فيقول: كان مالك بن فهم رجلاً جليلا في قومه شريفاً، وكان منزله بالقرب من العرنين( جبل إلى الآن يسما بذلك الأسم)، وكان
سبب خروجه من السراة إلى عمان أنه كان له جار وكان له كلبه فرماها بنو أخي مالك بن فهم فقتلوها - وكانوا أعز من ولده - وكان له من الأولاد تسعة، فغضب وقال : لا أقيم ببلد يُنال فيه من جاري فلا أقدر أن أمنع
عنه، ثم خرج هو وولده حتى نزلوا عمان، وفي ذلك يقول
ألا مـن مبلغ أبناء فـهـم ......مغـلغـلة عـن الرجل اليماني
ومـبلغ منهبا وبنـي بشير ....وسـعد اللات والحي الـمدان
تـحية نـازح أمـسى هواه .......بـجنح البحرمن أرض عمان
فحـلـو بالسراة وحل أهلـي .....بأرض عمان في صرف الزمان
جنبنا الخيل من برهوت شعثاً ....إلى تـلهاب مـن شرقي عمان
زهارين كـنا أهـل عـز .......مـلكنا بـربراً وقـرى معان
وهاجر معه أخرون من بطون زهران من نسل غالب بن عثمان بن نصر بن زهران ، فما لبثوا أن انتشروا في نواحي عمان
وقام ومن معه من الأزد بإجلاء الفرس عن عمان وأصبح ملكاً لعمان واتخذ من مدينة قلهات عاصمه لملكه وقد حكم عمان أكثر من 70 سنة وسار فيهم سيره حسنه، وكان مالك قد أتخذ من أولاده حرساً له حيث كان يحرسه في كل
ليلة واحداً منهم وكان يحب أصغر أولاده سليمة ويخصه بلعناية ويعلمه الرماية فغار منه اخوته وكادوا له عند أبيه وقالوا أن سليمة ينام أثناء حراسته لك فقام مالك بلتخفي للتاكد مما قاله أبنائه عن سليمة فاحس
سليمة بصوت فرمى بأتجاهه فأصابه بسهمه فلما تكلم عرفه سليمة فقال أنا سليمه فقال مالك ولأمك الويل أحسبك والله قد قتلتني فادن فأحملني فحمله وانصرف بأخس كرة ولم يزل مالك وجعاً من رميته حتى مات سنة (480)
قبل الهجره النبويه الشريفة (157م) وفي ذلك قال مالك جـزاه الله من ولد جـزاء ....سليمة انه سا ماجـزاني
اعـلمه الرماية كـل يوم .....فـلما اشتد ساعده رماني
فلا ظفرت يداه حين يرمي ......وشلة منه حـاملة البناني
فـبكوا يابني علي حـولا .....ورثوني وجازوا من رماني .
وهنا يلاحظ ان مالك اراد ان يعطي سليمة فرصة للهروب من عقاب اخوانه عندما طلب رثائه حولا كاملا ثم محاسبة سليمه وهذه حكمة رائعة
وقال سليمة في ذلك ندما على رمه لابيه
انـي رميت بغـير ثـائـرة ......بيت المكارم مـن بني غـنم
ماكـنت فيما قـلت تعـلم .......من قد احاطت من ذوى الفهم
ولقد رمبت الركب اذا عرضوا .....بين التليل فـروضة النجـم
فـرميت حـاميهم بـلا علم 0..ان ابـن فـهم مالكا ارمـي
فـوددت لو نفع المنـى احدا ...نـي هناك اصابني سـهمي
معركة سلوت
تعتبر معركة سلوت (1). مفخرة من مفاخر التاريخ العسكري العماني، بقيادة الملك الزهراني
وحسبنا أنها لم تقتصر على نحت أروع ملحمة في سجل تاريخ عمان فحسب، بل شكلت منعطفا هاما في مسار التاريخ العماني، ذلك أن النصر الذي تحقق في هذه المعركة الحاسمة أسفر عن تحرير عمان من الهيمنة الفارسية،
وأعطى لهويتها العربية بعدا جديدا.
والورقة التالية لا تسعي إلى سرد تفاصيل أحداث هذه المعركة وجزئياتها لأنها معروفة ومتداولة في جل المراجع التاريخية التي تناولتها إسهاب، بل تهدف في المقام الأول إلى تحليل العوامل التي كانت وراء الانتصار
الذي حققه الجنود العمانيون.
وعلى محك هذه الرؤية، ومن خلال تحليل كافة الوقائع والأحداث كما وردت في كتاب (تحفة الأعيان) للمؤرخ العماني الشيخ نور الدين السالمي الذي اعتمد على مختلف الروايات والنصوص الواردة في المصادر التاريخية
العمانية (2)، يتبين أن مجموعة من العوامل تضافرت لتحقيق ذلك الانتصار المؤزر، يمكن حصرها فيما يلي:
1- القيادة الواعية والشجاعة:
يجمع الدارسون على أن أسباب النصر في المعارك لا تعزى إلى التفوق في التسلح ووفرة العدة والعتاد فحسب -
من هذه القواعد والتجارب التاريخية، يمكن تفسير الانتصار الساحق الذي حققه الأزد العمانيون في معركة سلوت تحت قيادتهم الشجاعة المتمثلة في مالك بن فهم. ولا غرر فإن المصادر تجمع على بأسه وشجاعته حيث كان
يتقدم الصفوف الأولى في الحروب بجرأة نادرة وبسالة ذكرها المؤرخون بإعجاب. وكدليل على ذلك تذكر الروايات المتواترة أنه قبل بدء معركة سلوت، تقدم اليه أربعة قادة من أكابر المرازبة والأساروة الفرس (ممن كان
يعد الرجل منهم عن ألف رجـل) (5). وطلبوا منه أن يتقدم اليهم للمبارزة واحدا تلو الأخر، فنهض اليهم بكل جرأة، وتمكن من حصد رؤوسهم جميعا الا الرابع الذي لم ينجه سوى الفرار بعد أن راعه هول قتل زملائه أمام
بصره ليرتد مذعورا نحو صفوف الفرس.
وكان الأسلوب القتالي الذي اتبعه مالك بن فهم ينم عن تقنيات فريدة ومستوى عال من التدريب العسكري اذ كان على معرفة دقيقة بقواعد الطعان، وهو ما يفسر قول الشيخ السالمي ابان حديثه عن مواجهته للفارس الثاني
من مرازبة الفرس الذين طلبوا منه المبارزة: (ثم حمل الفارس الثاني على مالك وضرب مالكا، فلم تصنع ضربته شيئا، فضربه مالك على مفرق رأسه).(6)، مما يدل على اتقانه لأسلوب الدفاع والهجوم فضلا عن ذلك كان مالك
بن فهم يعرف كيف يمتص حماس العدو المهاجم عن طريق الحيلة والذكاء ليحول هجومه إلى اندحار، وهذا ما عبر عنه الشيخ السالمي أيضا ابان حديثه عن صراع مالك بن فهم مع حاكم الفرس - المرزبان - حين قال: (ثم ان
المرزبان حمل على مالك بالسيف حملة الأسد الباسل، فراغ عنه مالك روغان الثعلب وعطف عليه بالسيف فضربه على مفرق رأسه). وكانت ضرباته من القوة والبأس ما جعل سيفه يخترق الدرع والبيضة التي كان يلبسها قادة
الجيش الفارسي الذي واجههم عن طريق المبارزة الفردية. فعندما قاتل الفارس الثالث أفلح في ضربه على عاتقه فقسمه قسمين. بل انتهى السيف إلى الحصان الذي كان يركبه (فرمى به قطعتين) (7) وهذا تعبير يفسر مدى قوة
ضربات مالك بن فهم ويعطي الدليل على شجاعته وبأسه.
وللدلالة على دور شجاعة مالك بن فهم في صنع انتصار معركة سلوت يكفي القول أن المبارزات الفردية التي سبقت المعركة والتي أظهرت فيها ضوربا من البسالة قد أرهبت العدو ومهدت لانتصار الأزد خاصة بعد انتصاره على
المرزبان نفسه، فقد فت ذلك في عضد الفرس، في الوقت الذي رفع معنويات الجنود العمانيين، فانطلقوا يثخنون قتلا وأسرا في جنود الفرس ويطاردونهم يمينا وشمالا حتى اضطروا إلى الاستسلام، وهذا يدل على أن شجاعة
القائد مالك بن فهم وجنوده كان لها أثر كبير في صنع هذا النصر (8).
2- التخطيط العسكري المحكم:
لقد وعى مالك بن فهم وجنوده الأزد أن حربهم مع الفرس ليست حربا متكافئة، فلم يكن عددهم يتجاوز 8 آلاف مقاتل، بينما وصل عدد الجيش الفارسي إلى 30 أو 40 ألفا حسب اختلاف الروايات، فضلا عن تفوقهم في العدة
والعتاد، ولعل هذا ما جعل الفرس يحتقرون مالكا وقومه، فقابلوا طلبه بمنحه أرضا من عمان ليستقر بها بكثير من المهانة والازدراء، بل قادتهم عجرفتهم واعتدادهم بالجيش والأموال إلى رفض أي صيغة من صيغ التعايش
معه، لذلك كان على مالك بن فهم أن يعتمد على التخطيط المنظم والبحث عن أفضل الاستراتيجيات العسكرية رغم ضعف العتاد والقوة البشرية لذلك بدأ تنظيمه من خلال الخطوات التالية التي تضمن له الانتصار:
واسباب النصر وكسر الفرس هي
1- تأمين قاعدة عسكرية خلفية وحماية من لا يستطيعون المشاركة في الحرب:
فمنذ هجرته إلى أرض عمان، كان مالك بن