الوهابية هو مذهب فيه غلو : والغلو في الدين آفة قديمة في جميع الأمم السابقة ، وقد كانت هذه الآفة الخطيرة سببا لهلاكها كما قال صلي الله علية وسلم فإنما أهلك من
كان قبلكم الغلو في الدين ) .من أجل ذلك جاءت الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية محذرة من هذه الآفة .. ومبينة ما يترتب على الغلو من أضرار ..
قال تعالى : (قل يا أهل لكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل )
وجاء في (صحيح البخاري ) (كتاب الاعتصام بالسنة ) باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو في الدين والبدع )، لقولة تعالى يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا علي الله إلا الحق )
قال الحافظ ابن حجر التعميق فهو بالمهمة وبتشديد الميم ثم قاف ومعنا التشديد في الأمر حتى يتجاوز الحد فيه ).
وقال : (وأما الغلو المبالغة في الشيء والتشديد فيه بتجاوز الحد ، وفيه معنى التعمق ) .
وقال تعالي : ( وكذلك جعلنا كم أمة وسطا ).
قال الإمام ابن الجوزى رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : ( وأصل ذلك أن خير الأشياء أوسطها ، والغلو والتقصير مذموما ، وذكر ابن جبر الطبري أنه من التوسط في الفعل ، فإن المسلمين لم يقصروا في دينهم كاليهود
، فإنهم قتلوا الأنبياء وبدلوا كتاب الله ، ولم يغلوا كالنصارى ، فإنهم زعموا أن عيسى ابن الله !!)
ومن الأحاديث :
فالأحاديث التي حذرت من الغلو ونهت عنه كثيرة ، منها :
قوله صلي الله علية وسلم : ( هلك المتنطعون ) قالها ثلاثا . قال الإمام النووي رحمه الله في الشرح الحديث : (المتنطعون ): أي المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم
وروى البخاري وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله علية وسلم يسألون عن عبادة النبي صلي الله علية وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا : أين نحن من النبي
صلي الله علية وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر !.
قال أحدهم : أما أنا فأصلي الليل أبدا .
وقال الأخر : وأنا أصوم الدهر أبدا ولا أفطر .
وقال الأخر : وأنا اعتزل النساء فلا أتزوج أبدا !!.
فجاء رسول الله صلي الله علية وسلم إليهم فقال : ( أنتم الذين قتلهم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكنى أصوم وأفطر ، وأصلى وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فلي منى )
ومن مظاهر الغلو في هذا العصر :
تكفير المجتمع على العموم ، حتى وصل الأمر ببعضهم أنهم كفروا من لا يوافقهم على أرائهم !!.
وهناك من يتوقف في الناس فلا يحكم عليهم بشيء حتى يتحقق من صحة عقيدتهم .
وهناك من يحرم الصلاة في مساجد المسلمين ، وبعضهم يقول : لا نصلى إلا وراء من نعرف عقيدته !!.
الدعوة الي العنف والخروج علي المسلمين بالسلاح ، وقتل الأبرياء وإثارة الفتن والقلاقل وعدم مراعاة حرمة دماء المسلمين.