الصَّباح، جابر الأحمد (1345هـ - ، 1927م - ). الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت. وواحد من أشهر حكامها، وأكثرهم تحقيقًا للإنجازات في الكويت
المعاصرة.
حياته المبكرة. عند بلوغه السادسة من عمره بدأ دراسته في مدارس الكويت، والتحق بالمدرسة المباركية، والمدرسة الأحمدية. وقام والده الشيخ أحمد الجابر ـ وكان وقتها حاكمًا للكويت ـ باختيار نخبة من أكفأ
الأساتذة، وأكثرهم مقدرة وأغزرهم علمًا لتقوم بأمر تعليمه. وقد درس على أيدي هذه المجموعة عددًا من المواد التي تشمل شتى المجالات المعرفية.
خبراته الإدارية. بدأ الشيخ جابر الأحمد في تولي المناصب الإدارية منذ أن بلغ الحادية والعشرين. ففي عام 1949م تم تعيينه رئيسًا للأمن العام في منطقة الأحمدي، واستمر في منصبه ذاك حتى عام 1959م. وفي ذلك
العام عُين رئيسًا للدائرة المالية، وبعد ثلاث سنوات من تعيينه بها غُيِّر اسمـها من الدائرة المالـية إلى وزارة المالية. وكان ذلك في 17 يناير عام 1962م. وبهذا أصبح الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أول
وزير للمالية في دولة الكويت.
وعمل الشيخ جابر وزيرًا للمالية حتى 30 نوفمبر 1965م، حين أسند إليه أمر تشكيل الوزارة، فقام بتشكيل وزارة لأول مرة. وفي يوم 31 مايو 1966م بويع بالإجماع في مجلس الأمة وليًا للعهد، وصدر في الوقت نفسه
مرسوم أميري بتعيينه في ذلك المنصب.
وفي ديسمبر عام 1977م توفي الشيخ صباح السالم الصباح، وعين الشيخ جابر الأحمد الصباح أميرًا لدولة الكويت. وقد بدأت إمارته للكويت منذ 31 ديسمبر 1977م.
شخصيته. عُرف الشيخ جابر بالاتزان. وهو رجل له عدد من الهوايات التي مارسها منذ صباه، وتشمل الفروسية والسباحة، وغيرها من أشكال الرياضة.
إنجازاته. حقق الشيخ جابر الكثير من الإنجازات، فمنذ التحاقه بالسلك الإداري في بداية حياته أخذ في العمل الجاد المتواصل. ولهذا يصعب حصر إنجازاته التي حققها للكويت وللشعوب الإسلامية والعربية المختلفة،
فمن أول إنجازاته التي حققها للكويت، أنّه طوَّر الإدارة المالية وحوَّلها إلى وزارة، وطوَّر الوزارة نفسها ونظمها واستحدث فيها من النظم ما جعلها تفوق وزارات كثير من الدول التي كانت سابقة لها.
ومما حققه الشيخ جابر للكويت أيضًا الإشراف على وضع سياسة إسكانية محكمة، والعمل على تنفيذها محققًا بذلك السكن المناسب للجميع، وتمثل ذلك في إيجاد نهضة عمرانية مشرِّفة. ومما ساعد على ذلك عمله على زيادة
رؤوس أموال بنوك التسليف بحيث جعلها قادرة على تلبية طلبات المواطنين.
وللتأكد من سير الكويت على خط واضح ومدروس أنشأ الشيخ جابر معهدًا ضخمًا للبحوث العلمية، كما أنشأ لجنة وطنية للتكنولوجيا، برئاسة وزير الكهرباء والماء، تعمل مع معهد البحوث العلمية. كما عمل على تشجيع
التعليم وتطويره، وفتح الأبواب الواسعة أمام شباب الكويت للتعليم. ولم يجعل تعليم الشباب قاصرًا على التعليم المحلي، بل فتح الفرص أمام الراغبين والمؤهلين للدراسات خارج البلاد في أشهر جامعات العالم، فعاد
كثير من المؤهلين المتخصصين ليسهموا في عملية البناء، ولايزال كثير منهم يتابع دراساته التخصصية في المجالات العلمية المختلفة.
ومما حققه الشيخ جابر أنه عمل على عقد المؤتمر الأول للعقول العربية المهاجرة، وكان من المتوقع أن تتابع الدول العربية عقد هذا المؤتمر دوريًا حتى تستفيد من العقول المهاجرة، لكن حالت الخلافات دون ذلك.
وإضافة إلى ذلك فقد أنشأ عددًا كبيرًا من المشروعات الزراعية والصناعية في كثير من البلاد العربية والإسلامية، وقد وفرت هذه المشاريع سبل العيش لأعداد لاتُحصى في تلك البلاد، وأسهمت في تعزيز أوضاعها
الاقتصادية؛ هذا إضافة إلى الهبات والمنح والقروض العديدة.
وأهم إنجازات الشيخ جابر أنه قوَّى دعائم دولة الكويت الحديثة، وجعل لها مكانة مرموقة بين كل دول العالم. وبناها اقتصاديًا وحضاريًا.