ما من شك، أن الحكم السعودي المطلق للجزيرة العربية يثير كثيرا من الجدل، داخل المملكة وخارجها، فبنظرة قصيرة وإطلالة على تاريخ تكوين الحكم السعودي، والذي جاء
تبعا لنشاط مخابراتي عسكري انجليزي للإطاحة بحكم الشريف حسين .
وبقدرة قادر، تحول عبد العزيز وإتباعه من قطاع طرق معروفين في صحراء العرب(الدرعية)، إلى منظرين ورافعي راية جهاد .
فبدأ تصدير الجهاد إلى أفغانستان، في البداية بإيعاز من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، والجميع يتذكر تلك الأشرطة التي كانت توزع مجانا بصوت كشك، القطان و العثيمين، والتي كانت تكفِّر
كل الأنظمة الجمهورية في الوطن العربي (وأكثر من نالهم التهجم الوهابي، الرئيس جمال عبد لناصر، الرئيس حافظ الأسد والرئيس هواري بومدين) .
وكانت المملكة ملاذا آمنا لكل متطرف ولكل حاملي الفكر المتطرف،...
فلقد كانت الاشتراكية ترهب الحكم الوهابي السعودي، لأنها لا تؤمن بتوريث الحكم، ولا تؤمن بقصور الجواري وما ملكت الإيمان، ولا يمكن بأية حال من الأحوال، أن تصل جواري الملك فهد ثلاثة آلاف
امرأة، وبثروة قدرت بأكثر من مائة وخمسون مليار دولار .
لقد شجعت الانتفاضة الإسلامية في الجزائر، لكنها نزعت البساط من تحتها ....
فبقدرة قادر، تحول آل سعود من حاملي ألوية الجهاد إلى مكفرين للحركات الجهادية، فالخروج على الحاكم كفر، والديمقراطية كفر ، والتداول على السلطة كفر، والمطالبة بالوزارة من آل سعود كفر،
و إن طلب مسلم الدخول إلى الرياض فهذا كفر الكفر، والكفر بعينه، وإن حلم مواطن بتكوين جمعية فهذا كفر، وان فكروا ببناء مسجد في السعودية فهذا كفر، و ما الإيمان إلا طاعة الملك، و ما الحسنات الا
إن أحسنت ذكر الملك، و يقوى ميزان حسناتك و يزداد ثقله، كلما زادت ثروة الملك، لا عاش الملك، و لا عاش كل متسلط مورث للحكم، ولا عاش حاكم لواء الجهل، فدماء 200 ألف جزائري شريف لا يختلف اثنان أنه يوم
القيامة يحمل وزرها آل سعود ، وكل من سار بأفكارهم .
إن شبكة العنكبوت (الانترنت)هذا الاختراع العجيب لا تستطيع المخابرات السعودية أن تقمعه ولا فتاويهم المأجورة .
إن ثورة الياسمين، بدايتها تونس ونهايتها آل سعود، فالشعب أبي، انه الشعب الذي عاش في وسطه رسولنا الأكرم - صلى الله عليه وسلم- ... فلا يمكن أن يبقى حكم العصبة جاثما على صدره، فهذا
سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه وأرضاه و جعل الجنة مأواه و مأوى من اقتدى به- لم يورث حكما لابنه بل أقام عليه الحد، وهذا سيدنا أبو بكر-رضي الله عنه - لم يورث حكما لابنه .