عليك بكتاب تربية القرآن لجيل الايمان للمفكر الاسلامى الاستاذ/ فوزى محمد ابو زيد وهو يعلمك كيفية الاهتمام بالابناء وهم أجنة حتى ما بعد المراهقة واليك
مقتطفات من الكتاب
عنى الإسلام عناية كبيرة جدا بالشباب لأنهم عماد الأمة ومطمح أمالها وعليهم جل اعتمادها في أي نهضة تقوم بها وقد كان لجيل الشباب المسلم في بدأ الدعوة الإسلامية أمثال على بن أبى طالب وعمار بن ياسر ومصعب
بن عُمير وزيد بن حارثه وأسامة بن زيد وغيرهم الفضل الأول في نشر الدعوة الإسلامية وتثبيت أركانها وتعتبر فترة الشباب أهم فترة في حياة الإنسان لأنها تبدأ من لحظة البلوغ أو سن الرابعة عشر تقريبا وفى هذه
الفترة تكون قد اكتملت للإنسان ذكرا كان أو أنثى أعضاؤه الجسمانية وتنشط جميع غرائزه محوله إبراز ملامح شخصيته ويقترب العقل من النضوج فيسعى للإلمام بكل ما حوله ومن هنا فان الشاب يخضع لدوافع داخليه كثيرة
وخطيرة غير المؤثرات الخارجية تؤثر في سلوكه وعاداته وتحاول أن تلقى بظلها على شخصيته وتصرفاته والإسلام بطبيعته الشمولية لم بهمل هذه المؤثرات ولم يطالب بتنحيتها جانبا ولكنه وضع امثل الطرق لاستخدامها
والاستفادة بها في حياة المرء حتى يكون المرء متوازنا بين مطالب الجسد ومطالب الروح عاملا لسعادة نفسه وبني جنسه في الدنيا ونجاة نفسه في الآخرة وذلك ما نجده واضحا في بناء الإسلام للشباب في هذه الفترة فهو
يهتم بكل ماله علاقة بالجنس بدءا من المراهقة فالبلوغ وعلاماته . إلى الخطبة فالزواج وما يتعلق بذلك من أحكام شرعية وآداب خلقية وهو حريص على تكوين جهاز الرقابة الإيمانية في نفوس الشباب واهتم الإسلام
بالجنس اهتمام منقطع النظير ويظهر ذلك في إشباع الفقهاء القول في كل ماله علاقة بالأعضاء التناسلية فقد تكلموا بإسهاب عن ختان الذكور وأنه من الفطرة وخفاض النساء وأنه مكرمة وتكلموا عن الخطبة والزواج
وذكروا العيوب التي ترد بها الزوجة ومنها عيوب الفرج التي لا يمكن معها المعاشرة وتكلموا عن العذارة والبكارة والثيوبة وقد فرقوا بين العذراء والبكر وأعطوا لكل منها حكما مستقلا لاسيما عندما يصل الأمر إلى
القضاء وتكلموا عن الحمل والولادة والرضاع وحكم جماع المرضعة وزواج المتعة والزنا والشذوذ الجنسي واللواط والسحاق فلابد أن يعرف الأبناء في تلك المرحلة الحرجة أولا نواقض الوضوء عند الرجل والمرأة على سواء
وبالتالي يتعرفون على كل ما يخرج من السبيلين لديهما ما ينقض الوضوء فيعرفون ألوان الماء الخارج من الرجل ومكان خروجه صراحة ويتعرفون على خصيصة هذا الماء من بول ومذى وودي ومنى ووقت خروج كل من هذه الثلاثة
الأخيرة وسبب خروجه ثم كيفية الطهارة منه ومتى يكون خروج أي من الأربعة ناقضا للوضوء أو موجبا للغسل ومتى لا يوجب وضوءا أو غسلا وتقتضى دراسة خروج المنى معرفة أسبابه وما كان منها حلالا أو حراما أو مكروها
وما يقتضيه خروج المنى شرعا من وجوب الغسل هذا للشاب والذي يجب أن يعرفه أما للفتاة فيجب أن تعلمها أمها في هذه السن على ألوان الخارج من قبل المرأة صراحة ماء أو دماء وأسبابها ومتى تمنع هذه الدماء مباشرة
الرجل لزوجته ومتى لا تمنع مع وجودها وتعلمها التفريق الدقيق بين دم الحيض ودم الاستحاضة والنفاس ودرجات هذه الماء كثافة ورقة وماء المرأة الذي يعقب الحيض تماما وهذا الأخير لا تعلمه أكثر النساء وأيضا
تعليمها الغسل وموجباته الخمسة وفى مقدمتها المباشرة الزوجية وكيف تتم هذا في حال إقدام الفتاة على الزواج ويجب أن نعلم أبناءنا المقدمون على الزواج المباشرة الجنسية وكيف تتم وواجب المرأة حيالها وكذلك
الرجل وآداب هذه المواصلة حتى لا يقع الرجل على زوجته كما تقع البهيمة على أنثاها وإذا انتقلنا إلى الحديث النبوي الشريف نجد الصحابة والصحابيات لم يترددوا أن يسألوا عن دينهم سواء تعلق الأمر بالجنس أو
بغيره يستعملون الوساطة أحيانا لظروف خاصة ويسألون طورا آخر الرسول مباشرة ومواجهة استفادة وإفادة وهذه بعض النماذج سألت امرأة النبي عن غسلها من الحيض فقال لها(خذي فرصة من مسك فتطهري بها قالت:كيف أتطهر؟
قال: تطهري بها قالت: كيف؟ قال:سبحان الله تطهري فقالت السيدة عائشة:فاجتذبتها إلى فقلت :تبتغى بها اثر الدم) والصحابي أبا موسى الأشعري أتى السيدة عائشة فقال لها :لقد شق على اختلاف أصحاب النبي في أمر انى
لأعظم أن استقبلك به فقالت ما هو؟ ما كنت سائلا عنه أمك فسلني عنه فقال: الرجل يصيب أهله ثم يكسل ولا ينزل فقالت: إذا جاوز الختان فقد وجب الغسل فقال:لا أسأل عن هذا أحدا بعدك أبدا--- وأم سليم قالت لرسول
الله المرأة ترى في المنام ما يراه الرجل أتغتسل؟ فقال : نعم تغتسل فقالت عائشة: أف لك وهل ترى ذلك المرأة؟ فقال رسول الله: تربت يمينك ومن أين يكون الشبه؟ وجاءت أم سليم امرأة أبى طلحة الانصارى إلى رسول
الله وقالت يا رسول الله إن الله لايستحى من الحق هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت فقال نعم إذا رأت الماء وقضايا كثيرة منها فضية العسيلة ومباشرة الحائض وإذا انتقلنا إلى القران نجده يذكر الحيض أربع
مرات ويذكر النكاح ثلاثا وعشرين مرة ويصرح بلفظة الزواج اسما وفعلا إحدى وثمانين مرة ويذكر العملية الجنسية بعبارات مختلفة كلها تؤدى نفس المعنى الذي هو الجماع المباشرة في قوله تعالى(عَلِمَ اللّهُ
أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ) والإتيان(نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ
أَنَّى شِئْتُمْ) الإفضاء(وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ)الملامسة(أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ ) التغشى( فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ
حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ) لقد كان اهتمام الإسلام بالتربية الجنسية لان العاطفة الجنسية مظهر إنساني يؤثر في سلوك الإنسان فكان لابد أن يتناوله التهذيب مع عدم البعد عن الحقيقة ولذلك فالسلبية
المطلقة والرد على تساؤلات النشء بقولنا (عيب لا يصح) طريقة غير سليمة في إفهامهم هذه النواحي الجنسية الطبيعية ونحن نترك أبناءنا يتيهون فيما يشعرون به في دور البلوغ من اختلاف جسمي وعقلي ونفسي ونتركهم
للطبيعة وانحرافهم راجع إلى إهمالهم وعدم اللباقة في وقوفهم على حقائق واضحة فحين يجد الناشئ نفسه قد افرز في حلمه وهو لم يألف ذلك يخشى أن يصارح أباه في أمره وكذلك البنت ويتلقى كلاهما من المحيط الخارجي
في صورة مشوهة ما يدور حول الناحية الجنسية وبذلك يكون الانحراف أن واجب كل أم أن تعرف لأبنتها حقيقة العاطفة الجنسية من أنها شئ طبيعي يراد به حفظ النوع ولها في الحيوان الأليف(القطة) في البيت ما يذلل لها
الصعوبة وتربية الغريزة في دور البلوغ تحتاج إلى حسن القيادة وجمال التصرف فان محاصرة البالغين والبالغات والأخذ بالعنف في تقبيح نداء الغريزة يولد شعورا خفيا بأن المباشرة الجنسية شيئا غريبا مستكرها بعيد
عن الإنسانية وقد يضل كثير من الأبناء والبنات لعدم التوجيه السديد وفى أوائل البلوغ تميل الأنثى إلى النوم كثيرا ويغرق الذكر في أحلامه ويغيب عما حوله ويريد التنفيس عما يلاقى من مظهر غريب عنه لم يألفه
وبخاصة حين يفرز في نومه المادة المنوية ويخيل إليه انه فريد في ظاهرته فالواجب على الأم أن تعرف ابنتها كل ما يتصل بالحياة الجنسية في صراحة مع التحفظ وعدم التنزل والابتذال كما يفعل الكاتبون الذين يكتبون
ليثيروا لا ليفيدوا هذا إلى أن الجهل بالتربية الجنسية يؤدى إلى ارتكاب مخالفات شرعية يقع فيها المرء وهو يظن انه على صواب مثل: قد يمس الرجل ذكره بباطن كفه أو المرأة باطن فرجها فيبطل الوضوء من كل منهما
وهما لا يشعران -- كم من فتاة اغتسلت بعد الطهر من الحيض بدون رفع موانع الحيض وبدون احترام لشرائط الغسل وفرائضه إنما أفرغت الماء على نفسها مصحوبا بعقاقير وعطر وشبهه لأنها كانت تعتقد أن النية والشروط
والفرائض تخص المتزوجات--- وكم من ملامسات سطحية وقعت بعد مراكنة الخطيبين لبعضهما وقبل العقد الشرعي وهما يحسبان أن الخطبة (بكسر الخاء)عقد. وقد أدت تلك الملامسات إلى حمل غير شرعي والطب يثبت الحمل بمثل
هذه الملامسات ولقد دلت الدراسات عن المراهقين من الفتيان دلالة واضحة على أن فترة المراهقة هي فترة رغبات جنسية قوية وقد ثبت أن ما يزيد على%95 من المراهقين الذكور في المجتمع الأمريكي يكونون فعالين جنسيا
حين بلوغهم الخامسة عشر من العمر وفى هذا دليل على الحاجة الكبرى للتربية الجنسية ذلك بأن المراهق بحاجة لمساعدته فيما يخص مشكلاته الجنسية وفى إمكان المدرسة والبيت أن يساعدا المراهق كثيرا في هذا الخصوص-
من كتاب تربية القرآن لجيل الإيمان للمفكر الإسلامي الأستاذ/ فوزي محمد أبو زيد
http://www.fawzyabuzeid.com