الغناء و استعمال الآلات الموسيقية حرام باتفاق المذاهب الأربعة، وهاك قول الأئمة الاربعة رحمهم الله:
قال أبو حنيفة رحمه الله: الغناء حرام وهو من الذنوب، بل صرح أصحابه بتحريم الملاهي- آلات اللهو- كلها، وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد به الشهادة، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: إن السماع- الغناء- فسق
والتلذذ به كفر.
وعن أبي حنيفة رحمه الله قال :( أن الغناء حرام في جميع الأديان)
وأما الإمام مالك رحمه الله: فقد سُئل عما يرخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال: إنما يفعله عندنا الفساق، وقال: إذا اشترى رجل جارية فوجدها مغنية كان له أن يردها بالعيب.
ووسئل الإمام مالك رحمه الله عن ضرب الطبل والمزمار ، ينالك سماعه وتجد له لذة في طريق أو مجلس ؟ قال : فليقم إذا التذ لذلك ، إلا أن يكون جلس لحاجة ، أو لا يقدر أن يقوم ، وأما الطريق فليرجع أو يتقدم
.
قال أبو الطيب الطبري : ( أما مالك بن أنس فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه … وهو مذهب سائر أهل المدينة
وقال ابن القاسم : ( سألت مالكا عن الغناء ؟ فقال : قال الله تعالى: { فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ } أفحقٌ هو ؟اهـ
وعن إبراهيم بن المنذر المدني أنه سئل فقيل له : ( أنتم ترخصون في الغناء ؟ فقال : معاذ الله ! ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق ) .
وأما الشافعي رحمه الله: فقد صرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه بل تواتر عنه أنه قال: خَلَّفتَ ببغداد شيئًا أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن، والتغبير هو شعر يزهد في الدنيا يغني
به أحد المغنين على نغمة ضرب على طبلة ونحوها. فسبحان الله كيف يصرح الشافعي بأن من يفعل هذا هو زنديق، فكيف لو سمع غناء اليوم الذي سعى به أولياء الشيطان حتى أسمعوه الناس رضوا أم أبوا، وكيف لو سمع
الشافعي ما أحدثه بعض من ينتسبون إلى مذهبه اليوم وهم يقولون بجواز استماع الغناء وعدم تحريمه وأنه شِعرٌ حسنه حسن وقبيحه قبيح يلبسون على الناس أمور دينهم وكأنهم أتوا من كوكب آخر ولم يعرفوا الغناء
الموجود اليوم.
وقال الشافعي رحمه الله: وصاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه ترد شهادته. وقال في ذلك قول عظيمًا. فقال: هي دياثة.
وأما الإمام أحمد رحمه الله: فقد قال ابنه عبد الله: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق في القلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول الإمام مالك إنما يفعله عندنا الفساق.
هذا ما تيسر جمعه بإختصار وأقوالهم في ذلك كثيرة ومعروفة، لكل من نظر في كتبهم وطالع كلامهم.