(و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا) سورة الأعراف.
رحلة إلى ؟ زاوية متجددة تبحر بكم إلى مدن و دول مختلفة, و نتعرف من خلالها على تاريخها و أنماط معيشة شعوبها و تقليدهم......
رحلة اليوم إلى أطيب بقعة..من إعداد العزيزة إعصار
الرجاء ربط الأحزمة.......و رحلة موفقة ^_^
مهوى أفئدة ألف مليون مسلم في شتى أرجاء الأرض ..
مهبط الوحي وموقع المسجد الحرام المبارك ، وكعبته المشرفة ..
مقصد ملايين الحجاج والمعتمرين والزائرين ..
أطهر بقعة على وجه الأرض ..
قد خصها الله تعالى في كتابه العزيز بالتكريم ، وذكرها بأسماء عديدة بلغت أحد
عشر اسماً ، ومن هذه الأسماء : مكة ، وبكة ، والبلد الآمن ، والبلد الأمين ،
والحرم الآمن ، وأم القرى . كما أشار إليها في مواقع عديدة بأسماء أخرى ، وأقسم
بها ، وأعطاها ما لم تحظ به أية مدينة في الدنيا .
تلك هي ..
:: مكة المكرمة ::
____________________________
((وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى
كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ
لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا
رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا
البَائِسَ الفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ
وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ العَتِيقِ))
هذا هو النداء الذي أحيا مكة وجعل افئدة الناس تهفو إليها منذ أن أمر الله
خليله
إبراهيم -عليه السلام- أن يهتف بالناس داعياً لهم إلى حج البيت ..
مكة هي تلك المنطقة الجبلية التي تتناثر فيها الجبال والتلال
التي اتـُخِذت من سفوحها مناطق عمرانية وسكنية لأهاليها .. تلك الجبال التي ضمت
بين جنباتها غارُ حراء وغارُ ثور .. حيث كانا نقطتا تحول في حياة البشرية
..
مكة فيها ولد رسولنا صلى الله عليه وسلم وبها تزوج من خديجة
زوجته الأولى ..
مكة هي تلك المدينة التي ضمت الدعوة السرية والجهرية لرسول الله
صلى الله عليه وسلم مدة ثلاثة عشر عاماً ..
مكة هي الشديدة الحرارة صيفاً .. و التي تحمل حرارتها أؤلاءك
الصحابة الذين صبروا في سبيل اسلامهم واتباعهم لأمر الله ..
مكة هي التي رحلتنا إليها اليوم .. فـ استمتعوا بها معنا
..
يبدأ الطريق إلى بيت الله من جدة "بوابة الحرمين" اذا كان الوصول جواً أو بحراً
.. ثم بالسيارة أو الباص لمده ساعة تقريباً حيث أن المسافة بين جده ومكة حوالي
الـ70 / 75كلم .. أما إذا كان عن طريق البر فيكون التوجه مباشرة لمكة والحرم ..
عن طريق الخطوط السريعة .. التي تنبهك حين الدخول لحدود الحرم بجدارٍ كتب عليه
"بداية حد الحرم" وهكذا عند الخروج أيضاً بـ "نهاية حد الحرم"
عند الوصول إلى مقربة من الحرم أول مايشد انتباهك هو .. مآذن الحرم التسعه
العالية التي تشعرك بـ الهيبة وبأن تلك المناظر التي لم نكن نراها سوى بالتلفاز
أصبحت حقيقة تبث في أنفسنا الرهبة والإجلال لهذا المكان العظيم .. ولا يسعك
وأنت تمشي في الساحات الخارجية للحرم إلا أن تناظر الفنادق العالمية العالية
التي فقط كي تناظرها ترفع عينيك إلى أعلى مستوى .. وتكون الكلمة التي تخرج
تلقائياً ودون ارادةٍ منك "يالله .. سبحان الله .. ماشاء الله ..
كيف بنو هذي الفنادق" .. ويدهشك أشد الدهشةِ حين ترى أن العمل متواصل
فيها ليل نهار ..
وعند دخول الحرم من أحد أبوابها العديده لتتوجه إلى الكعبة المشرفه .. تلفتك
حافظات المياه والتي تحوي خير مياه الأرض "ماء زمزم" ذلك
الماء الذي نبع من البئر المباركة التي فجرها جبريل عليه السلام بعقبه لإسماعيل
وأمه -عليهما السلام-، حيث تركهما خليل الله إبراهيم -عليه السلام- في ذلك
الوادي القفر الذي لا زرع فيه ولا ماء. وذلك حين نفد ما معهما من زاد وماء،
وجهدت هاجر وأتعبها البحث ساعية بين الصفا والمروة ناظرة في الأفق البعيد علها
تجد مغيثًا يغيثها، فلما يأست من الخلق أغاثها الله -عز وجل- بفضله ورحمته ..
وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عنه : "خير ماء على وجه
الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم"
وعن جابر وابن عباس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ماء
زمزم لما شُرب له
بعد شرب ماء زمزم تخطي الخطوات للوصول الى ساحة الحرم الداخلية حيث الكعبة قبلة
المسلمين ، التي جعلها الله سبحانه وتعالى مناراً للتوحيد ، ورمزا للعبادة ،
يقول الله تعالى : { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس} فيملأك الخشوع
والرهبة وأنت واقف هناك .. تريد أن تصل إليها ..
و من المفيد معرفة أن الكعبة شيء والمسجد الحرام شيء آخر. فالكعبة بناء إبراهيم
وإسماعيل (عليهما السلام) في أول الأمر وبادئ العهد، وقد يطلق عليه المسجد
الحرام باعتبارها مكان السجود وقبلته، أما المسجد الحرام فهو المحيط بالكعبة،
وأول من بناه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
وتقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً على شكل حُجرة كبيرة مرتفعة البناء
مربعة الشكل ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر مترا وفي ضلعها الشرقي يقع الباب مرتفعا
عن الارض نحو مترين .
أما عن اركان الكعبة فهي اربعة هي بدايةً الركن الاسود سمي به لأن فيه الحجر
الأسود الذي وضعه إبراهيم -عليه السلام- في هذا المكان علامة لبدء الطواف. ويسن
تقبيله عند الطواف إذا تيسر ذلك، فإذا لم يتيسر اكتُفي بالإشارة إليه.، ويسمى
أيضا بالركن الشرقي.
وروى الحاكم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبَّل الحجر الأسود وبكى طويلا،
ورآه عمر فبكى لما بكى، وقال: "يا عمر هنا تُسكب
العبرات". وثبت أن عمر -رضي الله عنه- قال وهو يقبله:
"والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبلتك"، رواه البخاري ومسلم.
ثم الركن العراقي الذي سمي بذلك لأنه إلى جهة العراق، ويسمى هذا الركن أيضا
بالركن الشمالي نسبة إلى جهة الشمال، وبين هذا الركن والركن الأسود يقع باب
الكعبة.
ويليه الركن الشامي وسمي بذلك لأنه إلى جهة الشام والمغرب، ويسمى هذا الركن
أيضا بالركن الغربي. وبين هذا الركن والركن العراقي يقع حجر إسماعيل (عليه
السلام) الذي يصب فيه ميزاب الكعبة.
ثم الركن اليماني وقد سمي باليمانـي لاتجاهه إلى اليمن. وكان النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود (رَبَّنَا
آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخرة حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ
النَّارِ)
وإذا أطلق الركن وحدهُ فالمراد به الركن الأسود فقط.
وفي اعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من
الذهب الخالص ومطل على حجر اسماعيل .
أما عن حِجر اسماعيل فهو بناء مستدير على شكل نصف دائرة،
أحد طرفيه محاذٍ للركن الشمالي، والآخر محاذٍ للركن الغربي، ويقع شمال الكعبة ،
ويبلغ ارتفاعه عن الأرض 30ر1 متر
ويُسمي بحجر إسماعيل؛ لأن إسماعيل -عليه السلام- قد اتخذ إلى جوار الكعبة حجرًا
. وقيل سُمِّي بذلك؛ لأن قريشًا في بنائها تركت من أساس إبراهيم -عليه السلام-،
وحجرت على الموضع ليعلم أنه من الكعبة ..
ويسمى أيضاً بالحطيم لأنه حطم من البيت أي كسر منه حيث انقصته قريش من البيت
حين جددت بناء الكعبة المشرفة . وهو ساحة مرخمة عليها جدار على صورة نصف دائرة
وعليه ثلاثة فوانيس إضاءة وزينة . وجزء منه بمقدار ستة أذرع وشبر يعتبر امتدادا
للكعبة المشرفة وجزءا منها . وقد رمم أكثر من خمس وعشرين مرة ..
وتفيد الروايات التاريخية أن الكعبة المشرفة بنيت 12 مرة عبر التاريخ
يوجد في ساحة الحرم أيضاً مقام ابراهيم وهو الحجر الذي
قام عليه نبي الله إبراهيم الخليل (عليه الصلاة والسلام) حين ارتفع بناؤه
للبيت، وشق عليه تناول الحجارة، فكان يقوم عليه ويبني، وإسماعيل (عليه السلام)
يناوله الحجارة. وهو أيضًا الحجر الذي قام عليه للنداء والأذان بالحج في الناس.
روى البخاري (رحمه الله) في صحيحه من حديث ابن عباس (رضي الله عنهما) في قصة
إبراهيم (عليه السلام) وبنائه للبيت، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"فعند ذلك رفعا -إبراهيم وإسماعيل- القواعد من البيت؛ فجعل
إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر
فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجر وهما يقولان: ربنا تقبل
منا إنك أنت السميع العليم، قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت، وهما
يقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم".
وفي هذا الحجر المكرم معجزة أثر قدمي إبراهيم (عليه السلام) حيث جعل الله تعالى
تحت قدميه من ذلك الحجر في رطوبة الطين حتى غاصت قدماه وبقي أثرهما ظاهرًا حتى
يومنا هذا، وقد تغير أثر قدميه في ذلك الحجر عن هيئته وصفته الأصلية؛ وذلك بمسح
الناس له بأيديهم خلال هذه القرون الطويلة، قبل وضع المقام في مقصورة مغلقة.
ثم إذا كنتم معتمرين أو حاجين فـ