{...تحديد نوع الجنين علمياً...}
--------------------------------------------------------------------------------
عبر العصور ظل جنس المولود المنتظر هو الشغل الشاغل للوالدين لاعتبارات خاصة بعضها تحكمه الطبيعة والفطرة البشرية والأخرى الاعتقادات المتوارثة.. والكثير من النساء اللائي مررن بمراحل الحمل والولادة انطبعت
لديهن خبرات عديدة في أذهانهن حول المولود المنتظر وجنسه وزعمن بأن غذاء الأم خلال الحمل بات يلعب دورا كبيرا في تحديد جنس المولود.وألقى الكثير من الأزواج على كاهلها مسئولية تحديد جنس المولود.. ومع هذه
المعتقدات السائدة اطلعتنا دراسة حديثة من واشنطن تؤكد ذلك وتقول إن نوعية الغذاء الذي تتناوله المرأة يؤثر بشكل كبير على عملية اختيار جنس الطفل.. فالغذاء يؤثر على المستقبلات التي ترتبط بها الحيوانات
المنوية في جدار البويضة والتي عن طريقها تخترق الجدار ويحدث التلقيح.. فزيادة نسبة عنصري الصوديوم والبوتاسيوم في الغذاء وانخفاض نسبة الكالسيوم والماغنسيوم يسبب تغيرات في جدار البويضة لجذب الحيوان
المنوي الذكري y)).
واستبعاد الحيوان المنوي الانثوي (x) فتكون نتيجة الحمل ذكرا.. اما العكس اي اذا زادت نسبة الكالسيوم والماغنسيوم في الغذاء. يا ترى ما رأي اطبائنا في هذا الصدد.. «دنيا الناس» في محاولة منها لعرض
المعتقدات الخاطئة وتفنيدها بما يساعد الحامل في التعرف على الحقائق الطبية والاساسيات العلمية الدقيقة حول الحمل التقت بعدد من الاطباء وسبرت اغوار هذه الدراسة فكان لنا هذا التحقيق:
دكتورة منى سامي الجيار «اخصائية الاطفال بمستشفى البراحة واستشارية العناية المركزة الاطفال» تقول: منذ القدم وحتى عصرنا الحالي حيث التطور المذهل لعلم الجينات والعلماء يتسابقون للبحث في العوامل المؤثرة
والاسرار المحيطة بالتأثير على جنس المولود حيث يتطلع الكثير من الآباء الى الذكور والاخرين الى الاناث ويلجأون الى الطرق المتوارثة والى العرافين والدجالين للتدخل في الاقدار والتحكم في جنس المولود.
وعلى مدى السنوات الماضية تم اكتشاف الكثير من المؤثرات التي تؤدي الى تحديد جنس الوليد فكما هو معلوم ان جنس الجنين يحدده الحيوان المنوي الذكري حيث يحمل الكروموسوم او العامل الوراثي المؤثر فان كان يحمل
عامل y فان المولود يكون ذكرا وان كان يحمل عامل x فالمولود يكون أنثى وجنس الوليد يعتمد على الحيوان المنوي الذي يلقح البويضة الانثوية فيخترق الجدار وتموت بقية الحيوانات المنوية التي لم تصل الى
الهدف.
وقد ادت الدراسات الى اكتشاف نوع من المستقبلات على جدار الخلية تجذب اليه الحيوان المنوي الذكري ان كانت سالبة أو الحيوان المنوي الانثوي ان كانت موجبة وعلى هذا دأب العلماء على تحديد العوامل التي تؤثر
على هذه المستقبلات وقد وجد انها تتأثر بالعوامل البيئية وبأيام معينة في السنة لدى كل امرأة حسب الساعة البيولوجية الخاصة بها والتي تعتمد على تغيير الهرمونات في جسمها.
ولذلك فقد وضعت جداول زمنية تستطيع التكهن بجنس المولود بناء على الوقت الذي يحدث فيه تخصيب البويضة علاوة على اكتشاف العلاقة الوثيقة مع وقت الجماع فكلما كان بعيدا عن وقت التبويض كان المولود أنثى وذلك
لأن الحيوان المنوي الذكري أقل سمكا وأقصر عمرا من الحيوان المنوي الانثوي لذا فيكون عرضة للهلاك أسرع من الآخر ولذلك فان تحديد وقت التبويض بالطرق المختلفة ومنها درجة حرارة الجسم والتي نستطيع من خلالها
التعرف على وقت التبويض قد تعطينا الفرصة لاختيار الوقت المناسب للتخصيب حسب الجنس المختار..
وتضيف: اما احدث الدراسات فقد ربطت انواع الطعام التي تتناولها المرأة وجنس المولود حيث وجد ان نوعية الطعام تؤثر على المستقبلات المختلفة على جدار البويضة وقدرتها على جذب الحيوان المنوي الذكري او الانثوي
ومن خلال الدراسات وجد أن تناول الأطعمة الغنية بأملاح الصوديوم كرقائق البطاطا المملح، البوتاسيوم واللحوم الحمراء تشجع الحيوانات المنوية الذكرية بينما الاغذية الغنية بالكالسيوم والماغنسيوم والأسماك
ومنتجات الالبان تحفز المستقبلات لجذب الحيوان المنوي الأنثوي.
وقد اشترطت الدراسات ان السيدات اللاتي يرغبن في تحديد جنس المولود بهذا الاسلوب عليهن اتباع حمية غذائية لمدة لا تقل عن شهرين لدعم المخزون الغذائي الذي يدعم جنس المولود المرغوب فيه.. وتشير وقد لوحظ ايضا
ان النساء النباتيات يحصلن على فرصة اكبر للحصول على مواليد اناث بنسبة عالية..
وأخيرا فان تلاعب الانسان بالبيئة ومحاولة الحصول على مبتغاه قد يخل بالتوازن الطبيعي فقد دلت الاحصائيات الحديثة على انخفاض ملحوظ في عدد الاناث حيث يفضل معظم الآباء الحصول على مولود ذكري ومن خلال التخلص
من الاجنة الانثوية فان النساء خاصة في بعض المناطق التي تبيح للأمهات اجهاض المولود غير المرغوب فيه.. فقد بلغت نسبة المواليد في الصين مثلا 86 انثى لكل 100 ذكر وعلى هذا فان التوازن البيئي معرض للخلل
والاضطراب جراء تدخل الانسان.
آلية عمل المعادن
الدكتورة دارين مالك «ولادة ونساء» تقول: هناك أربعة معادن موجودة في الطعام تلعب دورا اساسيا في تحديد جنس المولود هي الصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم.. ولا نعرف بعد آلية عمل هذه المعادن في
تحديد جنس المولود بشكل دقيق لكن ذكرت نظريات عديدة ان هذه المعادن تقوم بتعديل الافرازات المهبلية التي تصبح اكثر تقبلا لهذا النوع من الحيوانات المنوية او ذاك بتعديل في سطح البويضة فتصبح اكثر تقبلا لاحد
الحيوانات المنوية أو بتعديل في جهاز المناعة.
لكن وكما يبدو أن نسبة بعض المعادن الى المعادن الاخرى هي التي تلعب دورا في تحديد جنس المولود.. اكثر من كمية كل معدن على حدة.. انها نسبة مجموع الصوديوم والبوتاسيوم الى مجموع الكالسيوم والماغنسيوم وهكذا
كلما كانت النسبة عالية كلما زاد حظ انجاب ولد وللحصول على نسبة مرتفعة يكفي زيادة تغذية غنية بالصوديوم والبوتاسيوم أو تخفيف تغذية غنية بالكالسيوم والماغنسيوم.. وتضيف: النظام الغذائي الواجب اتابعه
لانجاب ذكر هو:
1ـ الحليب: ممنوع بكافة أشكاله كما تمنع الصلصات والكريمات التي تحتوي على الحليب.
2ـ الالبان الطازجة: ممنوعة كافة انواع الكريما واللبنة والالبان..
4ـ اللحوم: كلها مسموح بها مهما كانت الكمية.
5ـ الاسماك: كلها مسموح بها.
6ـ البيض: صفار البيض ممنوع أما البياض فمسموح.
7ـ الخضار والفواكه: مسموح باستثناء السلق والبقدونس والثوم والسبانخ والفاصوليا الخضراء والصبار والفريز والتوت البري.
8ـ ويحبذ بقوة الباذنجان والفطر والملفوف والبطاطا والبندورة والمشمش والاناناس والموز والبطيخ والدراق والتفاح والاجاص والخوخ.
ـ أما النظام الغذائي الواجب اتباعه لانجاب بنت:
1ـ ممنوع تناول الملح بكافة اشكاله.
2ـ يحبذ تناول الالبان والحليب والاجبان غير المملحة.
3ـ اللحوم والاسماك مسموح بها بحيث لا تتجاوز كميتها 120 غراما وألا تكون مملحة.
4ـ البيض: مسموح به خاصة صفار البيض.
5 ـ الحبوب: ممنوعة كلها مثل الفول والفاصوليا البيضاء، الحمص، العدس.
6ـ الفواكه: مسموح بتناول التين والصبار والتوت والتفاح والعنب.
وتشير: مدة الحمية يجب ان تبدأ قبل شهر او شهر ونصف من الموعد المقرر الحمل فيه او على الاكثر في بداية الدورة الشهرية السابقة على الموعد المذكور اذا كانت عاداتك الغذائية تؤدي لانجاب ولد من جنس معين وانت
ترغبين بولد من الجنس الاخر فسيحتاج جسمك الى شهر اضافي لاحداث التغيرات المطلوبة.. كما ان تجفيف الاطعمة أو تمليحها محبذة في الحمية المتبعة لانجاب صبي لغناها بالصوديوم والبوتاسيوم ويفضل في هذه الحمية
تناول الاطعمة الطازجة بدلا من المعلبة المعتمدة في الحمية لانجاب البنات لغناها بالاملاح
الدكتور محمد بوحديبة «اخصائي أمراض النساء والتوليد بمستشفى ويلكير»» يقول: ظل الناس يرغبون وبشكل متوال في تحديد جنس أطفالهم، وقد ظل هذا الحلم القديم يشغل مخيلة الاجيال المتعاقبة، وقد تم سرد العديد من
الممارسات في التاريخ لمحاولات تمت للتحكم في جنس المواليد اتسم بعض منها بالسخف والسذاجة مثل القيام بربط الخصية اليسرى ظنا بأنها تعمل على انتاج الاناث فقط من المواليد، او القيام بممارسة الجنس طبقا
لاتجاه الرياح او لشكل القمر.
من الطبيعي ان يكون عدد المواليد من الذكور اكثر قليلا من عدد الاناث «51 الى 49» تقريبا. وقد تم تقديم العديد من الافتراضات العلمية في محاولات لتفسير هذا الفرق، ومن اكثر الآراء العلمية شيوعا الرأي
القائل ان الحيوانات المنوية المذكرة اخف وزنا وأسرع حركة في السباحة.
يبدو ايضا ان للبيئة اساليب غامضة في التأثير على تحديد الجنس، فعلى سبيل المثال، يتكرر ميلاد الذكور بشكل اكبر في كل من جنوب أوروبا وشمال اميركا، وقد يعزى ذلك نتيجة لدرجة الحرارة او للحساسية ضد التلوث.
ومن الامثلة الاخرى لتأثير البيئة، ملاحظة ان الطيارين يرزقون بعدد اكبر من الذكور بينما يرزق الغواصون في اعماق البحار بعدد اكبر من الاناث. الا انه يصعب تحديد التأثير المباشر للبيئة نتيجة لتدخل العديد
من العوامل الاخرى.
ويضيف: لقد تلاحظ ايضا وبالاضافة الى البيئة، تدخل كل من الوقت والنجوم في تحديد نوع المولود، حيث توجد في معهد العلوم ببكين روزنامة تم العثور عليها في ضريح ملكي منذ آلاف