أبو الطيب المتنبي
أحمد بن الحسين الكوفي (303هـ -354 هـ)
وهذا البيت من قصيدة شامخة للمتنبي قالها بين يدين سيف الدولة بعد ما كان قد عزم الرحيل عنه لأسباب الخلافات التي بينهما .. وقد اختلف الرواة في اسباب هذه الخلافات منهم من قال كان هناك من يشب نار الفتنة
بينهما .. ولكني لا اصدق هذا القول .. وما اعتقده أن المتنبي أصلا لم يمدح سيف الدولة حبا فيه بل لأنه رأى أنه حقق شيئا من النفوذ قد كان المتنبي اراده لنفسه .. وعندما طمع المتنبي بشيء من نفوذ سيف الدولة
بدأ سيف الدولة بابعاد المتنبي بطريقة ذكية .. لأن المتنبي كان شاعرا حساسا ولن يرضى أن يشاركه أناس في مدح سيف الدولة .. وقد بدأ سيف الدولة في تقريب الشعراء .. وشب نار الغيره بينهم .. وقد كانت هذه
القصيدة قبل رحيل المتنبي عن سيف الدولة .. وقد ألقاها أمامه وأمام الشعراء والنقاد جميعا .. فياله من شاعر شامخ .. تخيل من يقول هذا البيت أمام من يتحداه .. أنا لا أريد أن أطيل في جماليات القصيدة لأني لن
أنتهي .. ومن الممكن أن أطرق هذا الموقف في موضوع منفرد لاحقا ولكن هنا سأذكر بعض الأبيات اللتي قالها في هذا الموقف واللتي أعلن التحدي بها على الشعراء والأدباء على الملأ ..
وقد قال في ذلك الموقف ..
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا
بأنني خير من تسعى به قدم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
أنام ملئ جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم
وجاهل مده في جهله ضحكي
حتى أتته يد فراسة وفم *
إذا رأيت نيوب الليث بارزةً
فلا تظن أن الليث يبتسم
وقد قال أكثر من ذلك إلى أن قال
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم**
صحبت في الفلوات الوحش منفردا
حتى تعجب مني القور والأكم
* وطبعا هذا البيت قرأت رأي الدكتور غازي القصيبي فيه وكان يقول أنه يتوقع أن المقصود في هذا البيت هو أبو فراس الحمداني منافس المتنبي في ذلك الوقت .. لأن المتنبي ذكر كلمة فراسه بدلا من بطاشه أو فتاكه أو
كلمات أخرى غيرها ..
** هناك من يدعي أن هذا البيت هو من تسبب في مقتل المتنبي ولكن الراجح أنه قاله بين يدي سيف الدولة ولكن السبب الصحيح في مقتله كما قرأت هو هجاء ضبة بن يزيد الأسدي العيني ولكن بعض الرواة تحججو بأنه عندما
هم خال ضبه فاتك بن أبي جهل الأسدي ومعه جماعه وقد كان المتنبي مع ابنه محشد وغلامه مفلح ومعهم جماعة وبعض الرواة رأو أنه عندما أراد المتنبي الهروب من فاتك دعاه أبنه وقال له هذا البيت فرجع المتنبي وقاتل
حتى قتل هو وابنه وغلامه سنة 354 هـ