تبر الثورات البركانية من أسهل الكوارث التي يمكن التنبؤ بها، وذلك لأنها تكون مصحوبة بالعديد من الظواهر الفيزيائية والتفاعلات الكيماوية، التي يمكن
مراقبتها كل على حدة.
فالثورات البركانية تكون دائما مسبوقة بنشاط زلزالي كثيف وبتمدد للقشرة الأرضية، كما أنه يكتشف بكل سهولة استفاقة البراكين الخامدة، وذلك عن طريق وجود بعض أجهزة قياس ورصد الزلازل، وهو ما يسمح بإعطاء
الإنذار في الوقت المناسب.
أما عندما يكون هناك خطر بركاني وشيك، فمن السهل ملاحظة صعود اللافا إلى السطح وانتفاخ سطح التربة، وتحرر الغازات، كما يسجل في نفس الوقت حدوث اضطرابات محلية في حقل الجاذبية والحقل المغناطيسي للأرض.
فظهور هذه الظواهر وترددها وكذا شدتها، يسمح بإعطاء الإنذار على المدى المتوسط عن طريق المعطيات التي يتم تقديمها عن طريق مجموعة من أجهزة الكشف، هذه الأخيرة تقوم بتحليل إصدارات الغازات المنبعثة من
البركان، وبتسجيل التغيرات التي تحدث في تكوين التربة على السطح وفي الأعماق، كما يمكنها تسجيل أدنى التغيرات التي تحدث في حقل الجاذبية والحقل المغناطيسي للأرض.
وتتعقد الأمور، كلما اقتربت الحمم والمواد المنصهرة من السطح، مركزة تأثيراتها على مساحة تزداد صغرا شيئا فشيئا، كلما اقتربت من فوهة البركان.
ولهذا تتطلب كل هذه التطورات، نشر واستعمال أجهزة قياس وكشف إضافية حتى يسهل الإحاطة بالمناطق الأكثر خطرا في البركان، حيث يؤدي ارتفع الضغط في هذا الأخير إلى تضاعف الظواهر الكيماوية
والفيزيائية.
وكلما أصبح الانفجار البركاني وشيك، كلما أصبح من الصعب التنبؤ وقت حدوثه، ولهذا فالتوقعات على المدى القصير في هذا المجال هي نادرة، كما أنها قليلة في وقتنا الحالي، بسبب عدم توفر أجهزة الكاشف القياس في
مجموع البراكين، التي هي في حالة نشاط عبر مختلف أرجاء العالم.
أما في حالة البراكين المعروفة بخطورتها والمصنفة بالمتفجرة، فأبسط شيء يمكن عمله هو تحديد منطقة عازلة، يمنع الدخول إليها وإجلاء السكان القاطنين بالقرب منها، إلا أن تطبيق هذه الإجراءات على أرض الواقع
يصبحا صعبا، وذلك راجع إلى أسباب اجتماعية واقتصادية واضحة، كما أنه من غير المعقول تهجير سكان مدن وقرى بأكملها من منطقتهم.
http://www.beeaty.tv/new/index.php?option=com_content&task=view&id=3861&Itemid=67