نجح كونراد زوسه في انجاز أكبر طفرة علمية في تكنولوجيا القرن العشرين، حيث وضع الأسس الهندسية لصناعة وبرمجة الحاسوب. أبهر الناس بعبقريته وأدهشهم بتصميماته
التكنولوجية حتى اعتبره البعض الاب الشرعي للحاسب الحالي.
ورغم فشل النموذج الأول لجهازه لم ييأس المخترع الألماني واستمر في بحوثه واختباراته إلى أن قادته تجاربه العلمية سنة 1941 إلى أول جهاز إلكتروني قابل للبرمجة يعمل بشكل جيد ويوازي من حيث المبدأ الحواسب
التي تستخدم حاليا. عرفت آلته الجديدة، التي اعتبرت آنذاك ثورة علمية، تحت إسم "Z 3". وهو أول جهاز يجري عمليات حسابية ناجحة ويقوم بتخزين نتائجها. لكن الجهاز الجديد كان حجمه يوازي حجم خزانة ويحتوي على ما
يقارب 2000 من ملفات الوصل Relays شبيهة بتلك المستخدمة في أجهزة الهاتف. وتميزت آلة زوسه بقابليتها للبرمجة عن طريق برامج موضوعة على كروت مثقبة.