فرسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان أنموذجاً للتعامل الحسن مع الأطفال، ومراعاة أحوالهم وطفولتهم حتى في عبادته وخشوعه أمام ربه، فقد كان يصلي ومعه أمامة
بنت أبي العاص، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع رفعها (رواه البخاري). وعن عبد الله بن شداد قال بينما رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي بالناس إذ جاءه الحسين فركب عنقه وهو ساجد، فأطال السجود بالناس حتى
ظنوا أنه قد حدث أمراً. فلما قضى صلاته قالوا: «قد أطلت يا رسول الله حتى ظننا أنه قد حدث أمر، فقال:إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجّله حتى يقضي حاجته» (رواه النسائي والحاكم)، وعن أبي هريرة أن الأقرع بن
حابس أبصر النبي -صلى الله عليه وسلم- يقبّل الحسن فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «إنه من لا يرحم لا يُرحم» (رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد وأبو
داود).
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم، ويمسح رؤسهم» (رواه النسائي)، ويؤكد -صلوات الله عليه- أن رعاية الأطفال واجبة على والديهم خاصة وكل أفراد المجتمع عامة، ويرغب في حبهم
لأنهم قربى إلى الله تبشر برحمته وتقي من عذابه، فيقول الرسول الكريم: «لولا أطفال رضع، وشيوخ ركع، وبهائم رتع، لانصب عليكم العذاب صبا» (رواه الطبراني والبيهقي).