يقول الإٌمام مالك رحمه الله : كل يؤخذ منه و يرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه و سلم.
الشاذ لا يقاس عليه ولا يؤخذ برأيه و لا يستشار في الأمور التي تهم العامة. بعض المواضيع التي تشوه سمعة الاسلام و المسلمين لا يحبذ الخوض فيها.
فلقد تطالعنا الصحف كل يوم بما هو شنيع و مقزز كهتك الأعراض و جرائم القتل لحد أصبحت قلوبنا ميتة و لا نبالي لو ذكر ما هو أشنع.
إن الاسلام ينصحنا على لسان سيد الخلق بأن نستفتي قلوبنا و لو أفتينا و من أجتهد فأخطأ فله أجر. فالدعاة ليسو معصومين و لا هم يختلفون عن غيرهم من حملة العلم في جانب التقوى. و رب أشعث أغبر لو أقسم على
الله لأبره. و لكم سمعنا من أئمة دفعوا مبالغ هامة رشوة مقابل توظيفهم. و آخرين شهدوا الزور. و ماذا لو دخل مجال الدعوة أناس دخلاء بغية الفتنة، هل نتهم الدعاة كلهم.
من أكبر الأخطاء الشائعة في تسيير المجتمع أن نصدر حكما على ما شذ من الناس أو الظواهر لحد نتغاضى فيه و نتجاهل أن ذلك يخسرنا و الأمة أكثر مما نربح. وكمثال على ذلك، أليس بمقدور الدول أن تضع نظام إنذار
متطور يقضي على سرقة البنوك، لكن هذا النظام يخسر البنك أكثر مما يكسبه لأنه يؤثر على خصوصية الأشخاص و بالتالي على زبائنه لحد خسرانهم.
أمر آخر مهم جدا، لم يرتق المجتمع الإسلامي بعد إلى توحيد الصفوف و الرؤى في مجال إعطاء الإجازات للدعاة و تنظيم الدعوة بما يحفظ المجتمع من الاختلاف المفتن.
بصرنا الله بعيوبنا ووحد دعاتنا لما فيه خير العباد و البلاد.