ربما يعتقد الكثير من الناس أن موضوع الرفق بالحيوان حديث العهد نشأ في الغرب( رغم أن الموضوع عندهم تحول من ابداء الرحمة بالحيوان إلى تفضيله عن البشر)
لكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد حث على حسن معاملة الحيوان منذ أكثر من 1400 سنة وجعل النار جزاء من يعذب الحيوان أو يقتله دون سبب
وربما يعرف الكثيرون قصة المرأة التي دخلت النار لأنها حبست هرة حتى ماتت
في الحديث الذي أخرجه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهم
(عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت فدخلت فيها النار , لا هي أطعمتها وسقتها اذا هي حبستها, ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)
وفي رواية أخرى
( دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا جعلتها تأكل من خشاش الأرض)
أي أن الأعمال الصالحة لهذه المرأة قد ضاعت باصرارها على تعذيب مخلوق صغير بدون سبب
وكما كان الحيوان سببا" في دخول امرأة للنار كان سبب في دخول رجل للجنة
روى الرسول هذه القصة
( بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا" فنزل فيها فشرب ثم خرج ,فاذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه
ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له) أخرجه الشيخان عن أبي هريرة
وهناك حادثة أخرى للرسول الكريم في فتح مكة
إذ بينما كان المسلمون يحاولون اتخاذ الطرقات غير المعروفة للوصول إلى مكة قبل أن يعرف أهلها حتى يدخلوها دون قتال وحتى لا تراق الدماء , صادفهم على أحد الطرقات كلبة في حالة ولادة
أمر الرسول الكريم بتغيير خط سير الجيش ( رغم ما قد ينطوي عليه ذلك من خطورة) وذلك حتى لا يفزعون الكلبة التي تلد
وهناك الكثير من الأحاديث التي حض فيها الرسول على عدم قتل الحيوان بدون سبب وعدم التمثيل به
منها
( من قتل عصفورا عبثا" و عج إلى الله يوم القيامة يقول : يا رب إن فلانا" قتلني عبثا" ولم يقتلني منفعة) أخرجه النسائي وابن حيان في صحيحه عن الشريد
( من مثل بذي روح, ثم لم يتب , مثل الله به يوم القيامة) أخرجه الامام أحمد عن ابن عمر
( لا تمثلوا بالبهائم , لعن الله من مثل بالحيوان) أخرجه الشيخان والنسائي عن ابن عمر وعبد الله بن جعفر
( من رحم ولو ذبيحة عصفور , رحمه الله يوم القيامة) أخرجه البخاري والطبراني عن أبي أمامة
نهى الرسول عن انهاك الحيوان بالجلوس على ظهره لوقت طويل
(إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر , فإن الله إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس , وجعل لكم الأرض, فعليها فاقضوا حاجتكم)أخرجه أبو داود عن أبي هريرة
ورأى الرسول الكريم نفرا" من الصحابة أحرقوا قرية نمل فنهاهم عن ذلك وقال لهم
( إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار) أخرجه أبو داود عن عبد الله بن عمر
أي أن العذاب بالنار مختص بالله خالق النار ورب النار ولأن التعذيب بالنار لا فائدة منه وفيه تعذيب للحيوان والمطلوب هو الاحسان والرفق بالحيوان
كما نهى الرسول الكريم عن التحريش بين البهائم أي الاغراء بينها ليناطح بعضها بعضا"
وحرم الرسول الكريم وسم البهائم في وجهها
( أما بلغكم أني لعنت من وسم البهيمة في وجهها أو حز بها في وجهها) أخرجه مسلم وأبو داود عن ابن عباس
وذلك لأن الوسم تشويه لخلق الله وتعذيب للحيوان ولاحاجة له
وأباح الرسول فقط وسم غير الوجه من غير الآدمي وذلك عندما أباح بوسم ابل الزكاة (الصدقة) والجزية
ومر الرسول برجل يحلب شاة فقال : أي فلان إذا حلبت فأبق لولدها فإنها من أبر الدواب
أخرجه الطبراني عن عبد اله بن عمرو
وهذه لفتة مليئة بالرحمة والشفقة على الحيوان الصغير الذي هو بأشد الحاجة إلى الرضاع من لبن أمه فلا يستأصل ما في الضرع من لبن وإنما يترك شئ للولد