السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة نرجو من جميع الاعضاء اللتزام بقوانين المنتدى وعدم نشر برنامج او فلم او اغنية او اي شئ له حقوق ملكية كما يمنع نشر السيريالات والكراكات للبرامج ومن يخالف تلك التعليمات سيتم حظر حسابة للابد والسلام عليكم ورحمة الله

خرافة عذاب القبر /بقلم: سامح عسكر

0 تصويتات
سُئل فبراير 27، 2015 في تصنيف الأديان والمعتقدات بواسطة لينا (152,490 نقاط)
من المُحزن ومن الصعب على النفس البشرية أن تعتقد في دينها أمراً هو لدى الآخر حُجة عليها ، فمفهوم ذلك الحبل الفكري والأخلاقي الذي يربط كافة البشر في تعيين مفاهيم كالصدق والكذب والبطش والرحمة والدين والحركة والسكون والنظر إلى الكون والجنس وسائر المفاهيم البشرية والتي لا تكاد تجد في أمرها خلافاً عدا بعض متعلقات ومصاديق تلك المفاهيم بين الناس..رأيت محاولات محمومة لتحذير الناس من حَدَث عظيم يغرسوه في أنفسنا منذ الصِغر، وكأن هذا الحدث هو لدينا أعظم من أهوال القيامة وعذابها، بل من رحمة هؤلاء أن كان هذا الحدث لديهم عذاباً دون النعيم، وكأن في مُخيلتهم ذلك القرع والزجر يهيمن على مفاصلهم ويشل طاقاتهم الفكرية والذهنية فلم يعودوا يعرفون إلا الاستعاذة منه والاستغفار لأجله. إن فكرة الدين كي تخرج إلى مجال العمل والبناء لابد لها من فك قيود الإنسان وزرع مهابة الحق في نفسه..ذلك لصناعة الإنسان الحر المبادر والذي لا ينظر للأشياء كوعاء يحتويها لنفسه ورأيه.. بل ينظر إليها كقائد لها وموجه، مطلوب فكرة سويّة تؤمّن له الحُرية والمساواة والعدل له ولغيره ، فإذا كان خطاب من يتحدثون في هذا الحدث خطاباً واحدياً ..تحذير دون تبشير، تخويف وإرهاب دون أمان واطمئنان فما حاجة الإنسان للتصديق بهذا الحدث؟!..إن من زرعوا في أنفسنا عقيدة "عذاب القبر" تغافلوا عن ماهية الإنسان المفكر الحُرّ والذي لا يقبل على نفسه الانقياد والتبعية، وأنه يفهم الدين بحكمة العدل التي توازن بين مشاعر الحب والكراهية..زرعوا فينا عقيدة مشوّهة أقرب إلى الحكايا والخُرافات منها إلى العقائد الثابتة والفاصلة، وكأنه ولابد لنا لكي نتميز في عقائدنا عن الآخرين أن نتميز عنهم بعقيدة 99% منها عذاب وزجر وبطش ومرزبّات تضربنا لتهبط بنا إلى سابع أرض وشُجاع أقرع يأكل جثثنا"المتحللة"ولا أعلم لماذا لم يسأل هؤلاء الجهابذة أنفسهم كيف لجثة تحللت أن تشعر بعذاب أو أن يجري عليها هذا العذاب أصلاً. سيقولون ولماذا لا تنطق ذلك على الشهداء فقد صرّح القرآن بحياتهم وبالتالي فهم يشعرون، وكأنهم يريدون للقرآن بأن يتقيد لمفاهيمهم الضيقة ورغبتهم "المتكررة" في تقييد القرآن بكلام الرواة، فمفهوم أن الشُهداء غاية ما بلغ إلينا من خبرهم أنهم أحياءٌ عند ربهم يُرزقون ولم يأتِ إلينا تصريحاً بأحوالهم في القبر بل لم يُذكر قبر أصلاً..وبالتالي يسقط الاستشهاد بمصيرهم لانتفاء القضية، أيضاً فالموت موت والحياة حياة هكذا نفهم آية الشُهداء في قوله تعالى.."أمواتاً بل أحياء"..والمغايرة بين الحالين ثابتة بنصّ الآية، وكذلك في ثبوت الموت على ما دون الشهداء-بمن فيهم الأنبياء- وأن استثناء الشُهداء بالحياة يعني في مضمونه سريان كافة خصائص الحياة عليهم، ومن يبتدع في كتاب الله أمراً ليس فيه بتأويل الآية لعموم الناس فالله حسيبه، فبدلاً من أن نُعطّل أحكام وقضايا الدين بحرفها عن فهمها"الفطري"لابد لنا من تشجيع أنفسنا على التمسّك بكتاب الله . أيضاً فمن المقرر لدينا في الدين أن الله يحاسب عباده بموجب صحائفهم وهذا مُقرر سلفاً في مشاهد الحساب.. وحكمته أنه لا عذاب قبل ثبوت التُهمة، وما جاء إلينا من آثار"عذاب القبر"لم يحل هذه المُعضلة والتي تكاد تكون من ثوابت القرآن ومُحكماته، كذلك في إعطاء فرصة لكل نفس لأن تجادل-تدافع- عن نفسها كي تبقى الموازين بالقسط فلا يُظلم أحد...غاية ما أتى إلينا في هذا الشأن هو سؤال القبر.."من ربك وما دينك...إلخ"..وهو تصوّر دنيوي تم إسقاط آيات التثبت عليه ليكتمل المشهد، ولم يُجيب أحدهم عن الحكمة من بقاء هذا النوع من العذاب إلى يوم القيامة حيث كان بقائه يُثبت مظلومية أكثر الناس، فمن مات منذ 1000 عام سيُعذب ولن يتساوى مع من مات قبل القيامة بعام أو بعامين..وهكذا.
تحديث للسؤال برقم 1
وعندما نقول لهم بأن القرآن يخلو من تلك العقيدة"الهمجية والخُرافية"يستدلون علينا بأقوى أدلتهم وهو قوله تعالى .."النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ".. ولكن ماذا نفعل فيمن عطّل تفكيره وشلّ حركته عن العمل، ولما لا والمؤمن بهذه "الخُرافة"هو مُقيّد أصلاً ولا يرى بعقله ما يراه ويسمعه من شيوخه..فالآية ليست محل نزاع لأننا لو قرأنا الآية -دون أي مرجعية مسبقة تحملنا على تفسير القرآن بأفكار موروثة- سنرى هذه الأشياء جلية واضحة: 1-أنهم يُعرضون على النار وليس "يُعذبون في النار".. 2-يُفهم من الآية بقاء النار في موضعها وانتقال أصحاب العذاب إليها.. 3- الآية تتحدث عن فرعون مع كل جبروته وكُفره وطُغيانه إلا أنه لم يُعذب في النار. 4-عدم اختصاص الآية بفكرة "عذاب القبر"إذ الوارد في كُتب الصحاح أن عذاب القبر كطريقة وكأسلوب وأدوات ليس كعذاب النار وبينهما من الاختلافات ما شاء الله. 5-الآية قطعية الثبوت ولكنها ظنية الدلالة لاختلاف العلماء في أشكال العرض والعذاب المقصود من تفسير الآية لها..يعني ذلك وجود مساحة فراغ شاسعة تفتح عدداً من الأقاويل. 6-أن الآية لا يوجد بها أي لفظ يفيد معنى"القبر"والمقصود من الآية هو"البرزخ"..ولكن الخلط بين معاني البرزخ والقبر هو الذي أحدث هذا الاشتباه..ولو قرأ كلٌ منا الآية دون أي مرجعية مُسبقة سيرى أنها تتحدث في أمر آخر تماماً غير الذي سيق لها . بالعموم الآية ليست محل نزاع لأنها لا تُثبت أو تنفي ما يُسمى"عذاب القبر"..وأنها مخصوصة لقوم فرعون وحدهم.. ومع ذلك لم نرَ لهم عذاباً يُذكر سوى العَرض، وإذا قيل أن العرض نفسه عذاب فهذا تقرير بوجود عذاب في القبر بغير ما ورد إلينا في كُتب الرواة والمحدثين..ناهيك عن حال المغايرة الوارد في"ويوم تقوم الساعة" والذي أعقبه ثبوت العذاب في الآخرة..وهذا يعني أن العرض في مضمونه ليس إلا عذاباً نفسياً يفصل بين مفهومنا عن عذاب القبر وبين المفهوم الشرعي للبرزخ ووجود الأنفس فيه إلى يوم الساعة...فإذا قيل أن هذا التفسير بِدعٌ من القول ولم يسبق به أحد فالحكمة في الإسلام ضالة المؤمن ولو قال بها ملحداً فالحق معه، ومع ذلك فالشيخ محمد متولي الشعراوي-رحمه الله-يقول بأن آية العرض لا تثبت"عذاب القبر"إذ أنها تختص بالعذاب النفسي دون البدني وأحال الشيخ وجود ما يسمى"بعذاب القبر" كون العذاب يقتضي أولاً الحساب وبالتالي فالقول بالعذاب دون الحساب ليس من الشرع في شئ.
تحديث للسؤال برقم 2
كذلك فالإمام الفخر الرازي صاحب"التفسير الكبير"ينفي اختصاص هذه الآية بإثبات أو نفي ما يُسمى"عذاب القبر" حيث يقول في تفسيره: "احتج أصحابنا بهذه الآية على إثبات عذاب القبر قالوا الآية تقتضي عرض النار عليهم غدواً وعشياً، وليس المراد منه يوم القيامة لأنه قال: { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } ، وليس المراد منه أيضاً الدنيا لأن عرض النار عليهم غدواً وعشياً ما كان حاصلاً في الدنيا، فثبت أن هذا العرض إنما حصل بعد الموت وقبل يوم القيامة، وذلك يدل على إثبات عذاب القبر في حق هؤلاء، وإذ ثبت في حقهم ثبت في حق غيرهم لأنه لا قائل بالفرق، فإن قيل لم لا يجوز أن يكون المراد من عرض النار عليهم غدواً وعشياً عرض النصائح عليهم في الدنيا؟ لأن أهل الدين إذا ذكروا لهم الترغيب والترهيب وخوفوهم بعذاب الله فقد عرضوا عليهم النار، ثم نقول في الآية ما يمنع من حمله على عذاب القبر وبيانه من وجهين: الأول: أن ذلك العذاب يجب أن يكون دائماً غير منقطع، وقوله { يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } يقتضي أن لا يحصل ذلك العذاب إلا في هذين الوقتين، فثبت أن هذا لا يمكن حمله على عذاب القبر الثاني: أن الغدوة والعشية إنما يحصلان في الدنيا، أما في القبر فلا وجود لهما، فثبت بهذين الوجهين أنه لا يمكن حمل هذه الآية على عذاب القبر. انتهى. قلت:أضيف أن الآية مكية في سورة غافر وهذا يعني-حسب الآية أن الرسول والصحابة وأمهات المؤمنين كان يعلمون"بعذاب القبر"قبل الهجرة ولكن مع ذلك فلدينا آثار عنهم تقر جميعاً بأنهم كانوا يجهلون"عذاب القبر"في تلك الفترة وأن امرأة يهودية-كالعادة-هي التي نبهت السيدة عائشة والرسول لهذا الأمر في المدينة: عن عائشة رضي الله عنها قالت: 1-"دَخَلَتْ عَلَيْهَا يَهُودِيَّةٌ اسْتَوْهَبَتْهَا طِيبًا فَوَهَبَتْ لَهَا عَائِشَةُ فَقَالَتْ أَجَارَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَتْ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِلْقَبْرِ عَذَابًا قَالَ نَعَمْ إِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ"...مسند أحمد. 2-"دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنْ الْيَهُودِ فَقَالَتْ إِنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ مِنْ الْبَوْلِ فَقُلْتُ كَذَبْتِ فَقَالَتْ بَلَى إِنَّا لَنَقْرِضُ مِنْهُ الثَّوْبَ وَالْجِلْدَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ وَقَدْ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا فَقَالَ مَا هَذِهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَتْ فَقَالَ صَدَقَتْ قَالَتْ فَمَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِئِذٍ إِلَّا قَالَ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ أَعِذْنِي مِنْ حَرِّ النَّارِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ"..مسند أحمد-سنن النسائي. قلت: أن معنى أن يجهل النبي بعقيدة أو كان يعلمها ولا يجهر بها للناس منتظراً تلك اليهودية أن تأتي بها ..فهذا يعد انتقاصاً واضحاً من رسول الله، نحن
...