كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يداعب الأطفال بعد أن يصبحوا في سن المداعبة و يفهموا الكلام ، فكان يداعبهم عليه الصلاة و السلام
بالبسمة الحانية و الفكاهة المباحة .
كان صلى الله عليه وسلم واسع القلب مع الأطفال ، ورحيم حين يمازحهم ، كان عظيما في جانب الطفولة ولكم أن تتحدثوا عن عظمته صلى الله عليه وسلم
جاء في سنن النسائي عن أبي بصيرة الغفاري رضي الله عنه قال : صلينا مع الرسول صلى الله عليه وسلم إما صلاة الظهر أو صلاة العصر ، فتأخر عليه الصلاة و السلام في السجود ، والسبب أن الحسن بن علي ابن إبنته ،
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا فارتحله ، أنظروا إلى المنظر ، رسول البشرية يسجد في الأرض عليه الصلاة و السلام فيرتحله طفل ، فيمكث عليه الصلاة و السلام و لا يقوم من السجود ، وبعد أن نزل الحسين
قام عليه الصلاة و السلام وصلى وسلم و اعتذر من الناس وقال : يا أيها الناس لعلي تأخرت عليكم في سجودي ، إن ابني هذا ارتحلني و أنا في الصلاة فخشيت أن أرفع من السجود فأذيه . أو كما قال عليه الصلاة و
السلام رواه النسائي بسند صحيح
ثم إن للقبلة دوراً فعالاً في تحريك مشاعر الطفل وعاطفته وتسكين غضبه وثورانه بالإضافة إلى الشعور بالارتباط الوثيق في تشييد علاقة الحب بين الصغير والكبير وهي دليل رحمة القلب والفؤاد لهذا الطفل الناشئ
وهي برهان على تواضع الكبير للصغير وهي النور الساطع الذي يبهر فؤاد الطفل ويشرح صدره ويزيد من تفاعله مع من حوله ثم هي أولاً وأخيراً السنة الثابتة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم مع الأطفال ، يقول أبو
هريرة رضي الله عنه روى الطبراني عن جابر رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعينا إلى طعام وإذا الحسين يلعب في الطريق مع صبيان فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يده
فجعل يفرها هنا وهناك فيضاحكه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثم اعتنقه وقبله ثم قال : حسين مني وأنا منه أحب الله من أحبه ، الحسن والحسين سبطان من
الأسباط ) .
وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت :قدم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له : أتقبلون صبيانكم فقال : نعم ، قالوا : لكنا والله لا نقبل صبياننا فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : "أو أملك أن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة" .