دموعي تنهمر دوما من أجلك يا وطني , يا ملاذي يا ملجئي , ففيك قضيت اروع ايام ولحظات طفولتي التي مهما هبّت رياح الكون لن تمحى من ذاكرتي , ففيك اصطدت الفراشات كلّ
صباح ولاحقت ظلّي تحت أشعة الشمس الذهبية , على ترابك حُفرت أوّل خطواتي الصغيرة , طالما سهرنا انا وصحبي تحت نجومك وعلى أرضك نمتّع أعيننا ونكحلها بجمالك , وسنبقى لك أوفياء مهما طال الزمن ومهما أشتدت
مصاعب الحياة وظلم البشر وقسوة قلوبهم فأنّا على العهد باقون , أنّه لشرف لي أن أموت في سبيل وطني الذي عشت به ايام حياتي , حلوها ومرّها , بل هذا جلّ الشرف لأنّك يا وطني بمثابة حبّ شجيّ في اعماق القلب
يشدو ويصدح بداخلي كالنار الملتهبة المستمرّة للنهاية , ففداك روحي وحياتي ,ولبيك يا وطني , ولدت فيك وحييت فيك ولن أموت الا على ترابك , وقسما بالله العظيم , لو اجتمع كل البشر وعذبوني وضربوني وحرقوني لن
أخونك ساعة ولن استهين بك يوما ولن ادع الاعداء القساة من ان يلوثوا ترابك ويبددوا شعبك , عاداتك , تقاليدك , وكل ذكرى في كل زاوية من زواياك .