محمد أحمد خليفة السويدي شاعر وأديب إماراتي، يعد من الشعراء المجددين في الشعر المحكي. أعطى القصيدة المحلية بعداً جديداً تجلى في الصياغة الشعرية والصنعة الفنية
وإضفاء وإقحام المفردة العميقة، استطاع أن يمزج في قصائده بين المفردة العامية القحة لبدو المنطقة مع مفردات فصيحة في إطار ما يسمى تفصيح العامية مع الحداثة بلون وقالب شعري تقليدي، يرتكز على أهم مقومات
القصيدة خاصة الإحساس و الخيال والصور البلاغية وطريقة السبك والحبك والعناصر اللغوية كأدوات وأسلوب التشبيه والاستعارة والكناية. قال عنه غسان الحسن أنه من الشعراء الذين أدركوا أيضاً الفصل القائم بين
الشعر النبطي والشعر الفصيح, فحافظ على كيان كل نوع فإذا دخل إلى الفصيح دخل وهو يملك زمامه, وإذا جال في مضمار النبطي ارتقى به ضمن حدوده, وأعطاه بريقاً كبريق الشعر الفصيح دون إخلال بكيانه.
ومحمد السويدي واسع الاطلاع متعدد الاهتمامات، نهل من مدارس أدبية عدة، له إسهامات كثيرة في خدمة الثقافة العربية. الثقافة بالنسبة له بمختلف مجالاتها هي شغله الشاغل، يأسر قلبه ووجدانه الشعر والأدب العربي
وتاريخه. درس المتنبي سيرته وعصره وله اجتهادات ظهرت في يوميات دير العاقول، و المعلقات لا تغيب عن ناظره، ولا أصحابها، عندما يحدثك عن امرئ القيس أو زهير أو لبيد أو طرفة يشعرك كأنه يعيش معهم. يحظى الشعر
العالمي باهتمامه البالغ، حيث درس أشعار أوفيد و باتشو و جوته وأريتينو و طاغور وغيرهم. كما تحظى باهتمامه أيضاً الآداب والفنون كالرواية واالسينما و الأوبرا و الموسيقى والفن التشكيلي و النحت. ومحمد
السويدي شغوف كذلك بالحضارات وأحوال الأمم وثقافاتها ومقارنات الأديان وتاريخ الفن. كما يهتم كثيراً بالجغرافيا وأدب الرحلات ويحرص دوماً على اكتشاف الحكايات المرتبطة بالمكان. دعا خلال عمله بالمجمع
الثقافي الدول المتعددة عبر سفاراتها إلى إقامة أنشطة وأسابيع ثقافية واسعة في الإمارات. قام برحلات حول العالم وخاصة إلى إيطاليا و بريطانيا و أسبانيا واستكشف فنون عصر النهضة وآثار الثورة الصناعية
والفنون الإسلامبة في الأندلس. محمد السويدي عرف عنه أيضاً اهتمامه المبكر بـ تكنولوجيا المعلومات وتوظيفها لخدمة الثقافة، فكان له ومازال إسهامات عديدة في هذا المجال.