قال تعالى ﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن اخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ﴾ .
قليل في هذا الزمن المملوء بالفتن والشرور الذين يتدبرون ويأخذون الحقائق من سنن الله عز وجل الكونية والشرعية التي أجرها على مر أيام الدنيا في الأمم السالفة .
فأيام الله تحمل في طياتها الوقائع من خير وشر .
قال الطبري رحمه الله : وقوله : ﴿ وذكرهم بأيام الله ﴾ يقول جل وعز : وعظهم بما سلف من نعمي عليهم في الأيام التي خلتتفسير الطبري
وقال أيضاً : قال ابن زيد في قول الله : ﴿ وذكرهم بأيام الله ﴾ قال : أيامه التي انتقم فيها من أهل معاصيه من الأمم خوفهم بها وحذرهم إياها وذكرهم أن يصيبهم ما أصاب الذين من قبلهم ) تفسير الطبري
والسعيد من اعتبر مما جرى من أيام الله تعالى على الأمم السالفة فشكر الله على نعمه واتقى ربه وآمن به وتجنب أسباب سخطه فنجى من أيام النقم والعذاب .
والآن لا مبصر ولا معتبر لأيام الله عز وجل لا الأيام التي خلت في سالف الدهر ولا مما هو حاصل الآن من أيام الله ونقمته وعذابه على من عصوه واستكبروا عن شرعه وهم أيضاً في غفلة عمّا هو آتي من أيام الله
تعالى .
والأيام هي الأيام والسنن هي السنن .
قال القرطبي رحمه الله في قوله تعالى : ﴿فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ﴾ . الأيام هنا بمعنى الوقائع يقال : فلان عالم بأيام العرب أي بوقائعهم قال قتادة :
يعني وقائع الله في قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم والعرب تسمي العذاب أياما والنعم أياما كقوله تعالى : ﴿ وذكرهم بأيام الله ﴾ وكل ما مضى لك من خير أو شر فهو أيام ﴿ فانتظروا ﴾ أي تربصوا وهذا تهديد ووعيد ﴿
إني معكم من المنتظرين ﴾ أي المتربصين لموعد ربي ) تفسير القرطبي .