السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
"إنما الرجال مواقف", هذا مثل عربي قديم.
للتعرف على مراده, نتخذ سبيل علماءنا القدامى المسلمين حيث نعرفه أولا تعريفا لمفرداه واحدا واحدا ثم نعرفه تعريفا لقبيا بجعله كتلة واحدة بغض النظر عن مفرداته.
الرجال: جمع الرجل, و هو كما يطلق على من يقابل المرءة, يطلق على الذي يتحلى بكمال الرجولة و الرجولية فيقول المعجم الوسيط: "هذا رجل: كامل في الرجال بين الرجولة و الرجولية".
المواقف: جمع الموقف, و هو ما يقف فيه الإنسان على حسب معناه الحقيقي كما هو واضح , و كذلك يستخدم للقرار الذي يأخذه الإنسان في حياته.
فبعد هذا التعريف لمفرداته نأتيه لقبا و نحاول معرفة مراده.
فهذا المثل ينم عن أن الإنسان يخبر عندما يواجه وقتا حرجا في حياته يتطلب منه أن يتخذ قرارا, و عن أن سلوك الإنسان مرآة خصاله. ففي المواقف الصعبة تظهر معادن الرجال كما يقولون.
فمثلا نجد رجل متأنيا و وقورا بظاهره, ولا يسيء إلى أحد, فنصور في أذهاننا صورة شخصيته, ولكن حينما أساء إليه أحد أو جعله أو رأيه أحد عرضة لسهم نقده, يثور ثائره و يفور فائره و انفجر يشتم و يسب و خلع قميص
التأني و الوقار الذي كان يتقمصه عادة و خلا من رقبة الأخلاق, فنحكم من خلال ذلك أن هذا الرجل - بمعنى الذكر - ليس بالرجل بمعنى كامل الرجولية حيث فشل في موقف حرج و كان يكذب مخبره مظهره.
فيقال: إنما الرجال مواقف.