لو كان عندي أرض عليها سكان و كان عندي ما عند دول الخليج من أموال و ثروات بترولية لقمت بجلب العلماء في مختلف المجلات الذرية و الفضائية و المعلوماتية و من مختلف أقطار العالم ؛ روسيا الصين كوريا
الولايات المتحدة لأقدم لهم كل ما يحتاجونه من مال و ضروف عمل طيبة و سرية تضمن لهم النجاح مقابل تلقينهم لخبراتهم للسكان الأصليين ، لقمت بتشجيع البحث العلمي و بناء الجامعات المتخصصة في ذلك ، لقمت بمنع
أي خبرات من الهجرة إلى الخارج و حثهم على البقاء مقابل كل ما يطلبون من مرافق نجاح ... لقمت بتشجيع العقل التونسي و المغربي في المعلوماتية و الاستخبارات و لكنت أول من يعيد الأمل لعلماء الذرة المصريين
... كان ليكون المال قوام الأعمال لو توخت دول الخليج هذه السياسة على مدى 60 سنة و لكانت أول دول العالم إنتاجاً للحواسب و الهواتف الذكية و الطائرات النفاثة و لكانت أول دول العالم إختراقاً للفضاء ...
أجل هو حلم كان ليكون لولا ... لهذا نصطدم اليوم بدول تعيش ثراء فاحش في الوقت الذي تعجز فيه عن صنع هاتف منزلي من المفاعلات القديمة لا الرقاقات ... بل ترى أن إنتاجه يكلف كثيراً !!!
تحديث للسؤال برقم 1
في المقابل نراها على مدى 60 سنة سعت إلى استقدام اليد العاملة الأسيوية على حساب اليد العاملة العربية عبر سياسة رق ناعمة يشكوا فيها أصحاب البشرة الصفراء هناك شتى أنواع التفرقة و عمليات الاحتيال و
ضروف العمل القاسية و المهينة مقابل أجر قد يتقاضوه و قد لا يتقاضوه و ما من مجيب ...
فسعت دول الخليج كذلك إلى جلب أمهر مروضي الاحصنة و الجمال من مختلف أنحاء العالم و منحهم أجور خيالية مقابل هذا العمل الراقي ، حتى يتسنى لهم تنظيم سباقات الخيول و الجمال التي ترصد لها ملايين الدولارات
سنوياً ليفوز حصان أو جمل الأمير الفلاني في الأخير ....................... ياله من إنجاز تاريخي
كما قامت باستقدام أرفع المودلستات في مجال الموضة من فرنسا و إيطاليا و أمهر مصففي الشعر و خبراء التجميل من إيطاليا و الصين و أجمل حسناوات المساجات من روسيا و أوكرانيا ...
كما اكتسحت دول الخليج مجال الفضاء عندما قام الوليد إبن طلال بإكتساح قمر النيلسات بعشرات القنوات و الباقات من روتانا إلى ميلودي إلى نسمة و شعارها جميعها ؛ فساد بلا حدود
كما قامت بتمويل أغنى الفرق الكروية الاوروبية و استضافة منتجعاتها من ريال مدريد إلى برشلونة إلى تشلسي و منشستر ، و كم أحزنني ذلك المشهد الذي صور نجم ريال مدريد كريستيانو يتقزز وهو يصافح الممول الأول
لفريقه و هو يستقبله في مطار دبي ...
كما قامت بإقامة مضمارات السباق للفورميلا واحد و استضافة دور الفيراري ...
هذا إضافة إلى تعويل دول الخليج على الغرب حتى في حاجياتها الغذائية : فقامت باستضافة شركات اللحوم و شركات تقديم الوجبات الجاهزة الأمريكية كمكدونلدس إضافة إلى تحولها إلى سوق إستهلاكية لجميع المنتجات
الأجنبية و خاصة الأمريكية بينما تبقى نسبة الانتاج المحلي في الأسواق نسب محتشمة جداً ... فكيف لدول تملك أغلب منابع النفط في العالم و أقل نسب كثافة سكانية في العالم أن تعجز عن تحقيق إكتفاء ذاتي غذائي
بينما نجحت تونس صاحبة الموارد المحدودة و الكثافة السكانية العالية من تحقيق إكتفاء ذاتي عام صدرته إلى ليبيا و الجزائر ؟
و لا ننسى ناطحات السحاب التي تؤجر و تباع شقق للفنانين و الاجانب و تمنح هدايا للشخصيات و العاهرات ... و من يرى هذه البنايات يتبادر إلى ذهنه لأول وهلة أنه في دولة علمية ؛ دولة مال و أعمال و شركات وطنية
ضخمة... بل أن جل مشاريع دول الخليج تقتصر على إقامة مشاريع نفطية أو تشييد بنايات و إطالة طرقات
لست في محل هجوم على دول الخليج سياسة و شعبا بل أنا أهاجم سياسات دول الخليج التي جمعت بين المال و الغباء من ناحية و حب الدنيا و إنعدام النظرة الثاقبة للمستقبل بعد نفاذ مناجم البترول ... كيف سيعيش
الخليج يا ترى وقتها تزامناً مع تنحي أصحاب أغلبية الثروات من السلطات من السعود إلى آل احمد و آل نهيان و آل مكتوم ؟
هل هي سياسة ارادها الغرب أن تكون على تلك الشاكلة أم أنها نتيجة غياب عقل في السلطة؟ هل عرفتم الآن لماذا يغتال الموساد علماء الذرة المسلمين و يترك علماء الاسلام الخليجيين ؟ بل قل سيغتالهم لو تكلموا في
ما كنت أتكلم فيه !