أسبابه – علاجه – تجنب مخاطره
دكتور / حسين بن عبدالله هاشم يماني
استشاري الطب الباطني وأمراض القلب والأوعية الدموية
كلية الطب – مركز الملك فهد لطب وجراحة القلب
مدير تحرير مجلة صحة القلب
مقدمة
الكل يعرف أن القلب هو ذلك العضو العضلي الصغير في حجمه ، كبير في وظيفته وفائدته . فهو ينقبض وينبسط مابين 60-100 مرة في الدقيقة ليضخ حوالي خمس لترات من الدم في الدقيقة . لكن الذي لايعرفه كثير من الناس
أن عملية التحكم في عملية الأنقباض والأنبساط لهذه المضخة العجيبة تتم بأنتظام عن طريق آلية كهربائية فائقة الدقة . فهناك عقدة جيبية أذينية هى المولد الرئيسي للإشارات الكهربائية التي تصل للعقدة الأذينية
البطينية عن طريق شبكة من التوصيلات ثم تنتشر الإشارات الكهربائية للبطينين عن طريق شبكة كهربائية أخرى معقدة تضمن الوظيفة العالية الدقة.
ويمكن تسجيل هذا النشاط الكهربائي لكل عملية ضخ لعضلة القلب عن طريق جهاز تخطيط القلب من فوق سطح جسم الإنسان . قد يسبب حدوث خلل بالنشاط والتوزيع الكهربائي للقلب انخفاض أو أزدياد في سرعة ضربات القلب أو
عدم أنتظام واضطراب في ضربات القلب قد تكون مصاحبة لأعراض خطيرة إما بسبب انخفاض ضغط الدم أو أحتقان الرئتين بالسوائل . وقد تكون المشكلة معقدة لدرجة أنها ربما تحتاج التدخل الطبي السريع إما بالعلاج
الدوائي بالوريد أو العلاج بصدمات كهربائية أو تركيب منظم خارجي لضربات القلب . ولعلي أجدها فرصة مناسبة أن أتحدث عن أحد إضطرابات نبض القلب شائع الحدوث ألا وهو الرجفان الأذيني ، فهذا النوع من أضطرابات
نظم القلب يتميز بعدم أنتظامه وسرعته الكبيرة ، يحدث هذا النوع من أضطراب نظم القلب نتيجة وجود بؤرة أو اكثر نشطة بالأذينين فترسل إشارات كهربية بما يعادل 300-600 ضربة بالدقيقة يجعل الأذينين يرتجفان بدل
أن ينقبضان كما أن ثلث هذه الضربات يصل إلى البطينان أي بمعدل 100-200 ضربة ولكنها ضربات غير منتظمة .
أسباب الرجفان الأذيني
1- أمراض القلب الروماتيزمية
2- أمراض الشرايين التاجية
3- ارتفاع ضغط الدم الشرياني
4- زيادة نشاط الغدة الدرقية
5- عيوب القلب الخلقية
6- الإرتفاع العالي لحرارة الجسم لأي سبب التهاب جرثومي بكتيري أو فيروسي
7- التهاب عضلة القلب أوالتهاب غشاء التامور المغلف للقلب
8- شرب المسكرات وتعاطي المخدرات
9- غير معروف السبب عند 10% من الحالات .
الأعراض
قد لايشكو المريض من أي عرض . لكن غالباً مايشكو المريض من خفقان وربما ألم بالصدر أو كتمة في النفس قد تكون كلها مجتمعه أو منفردة . أحياناً قد يشعر المريض بدوخة وربما شعور بقرب الإغماء . وفي بعض الحالات
التي لم تعالج أو لم تتلقى العلاج المناسب قد يؤدي الرجفان الأذيني إلى احتقان بالرئتين وأعراض هبوط بالقلب وقد يصاحبها انخفاض شديد بضغط الدم الشرياني .
مخاطر الرجفان الأذيني
الخطر الرئيسي من الرجفان الأذيني هو إحتمال تكون خثرات دموية داخل أحد الأذينين وغالباً داخل الأذين الأيسر الذي لايستطيع الأنقباض ويكون في حالة رجفان ، وقد تذهب هذه الخثرات الدموية عبر الدورة الدموية
إلى أي شريان في أي مكان بالجسم وتسده فقد تسبب سكته دماغية أو جلطة قلبية أو فقد للبصر في أحد العينين أو فشل بوظيفة الكلى أو جلطة بالأمعاء أما الخطر الآخر للرجفان الأذيني المستمر هو احتمال حدوث فشل
بوظيفة القلب ومايترتب عليه من مضاعفات .
تشخيص الرجفان الأذيني
يتم التشخيص لهذا النوع من اضطراب نظم القلب بكل دقة عن طريق تخطيط القلب الكهربائي لكن الأهمية تكمن في معرفة السبب لهذا الرجفان الأذيني الذي لايمكن معرفته بكل دقة إلا عن طريق فحص القلب بالموجات فوق
الصوتية للقلب وإذا لم تظهر إي علامات مرضية بالقلب عن طريق هذا الفحص يجب معرفة نشاط الغدة الدرقية بأخذ عينة دم لفحص مستوى هرمون هذه الغدة ومدى نشاطها .
في كثير من الأحيان يحتاج الطبيب إلى تسجيل ضربات القلب مدة 24 ساعة أو 48 ساعة إذا كان الرجفان الأذيني يأتي بصفة متقطعة أو إذا كان هناك مشكلة في علاج الرجفان دوائياً ويرغب الطبيب في متابعة ذلك .
العلاج
1- خفض سرعة الرجفان الأذيني عن طريق العلاجات الدوائية المختلفة حسب وضع المريض الصحي .
2- علاج السبب المرضي المؤدي للرجفان الأذيني .
3- استعمال مميعات الدم لمنع الخثرات الدموية من الانطلاق داخل الدورة الدموية وسد أحد الشرايين المهمة المغذية لأحد الأعضاء الحيوية .
4- تحويل الرجفان الأذيني إلى نظم القلب الطبيعي إما دوائياً أو عن طريق أستخدام الصدمة الكهربائية للقلب .
5- في بعض الحالات يمكن استخدام الأسبيرين مع مميع الدم أو بدونه حسب الحالة الطبية لمنع تكون خثرات دموية قد تحدث مشكلات صحية خطيرة .
6- هناك طرق علاجية جراحية عديدة أشهرها طريقة ميز المعدلة .
7- تحتاج بعض الحالات وضع منظم ضربات القلب الدائم ليساعد الطبيب في أستخدام العلاج الدوائي بحرية وأمان دون حدوث مضاعفات خطيرة من العلاج الدوائي .