التهاب الأذن الوسطى وعلاجه
عمّان - تتكون الأذن البشرية من ثلاثة أجزاء هي: الأذن الخارجية التي تجمع الأمواج الصوتية الى داخل القناة السمعية ثم إلى غشاء الطبلة فتذبذبه، الأذن الوسطى وهي عبارة عن تجويف يحوي ثلاث عظيمات تنقل
الذبذبات من طبلة الأذن إلى الأذن الداخلية، الأذن الداخلية التي توجد بها القوقعة التي تنقل الاهتزازات الصوتية إلى الدماغ عن طريق عصب السمع.
وتتصل الأذن الوسطى بالأنف عن طريق قناة "استاكيوس"، التي يكون هدفها موازنة الضغط الهوائي وتصريف إفرازات الأذن الوسطى. وتفتح هذه القناة وتقفل بطريقة مدروسة، وفي حالة انغلاقها بشكل دائم تتجمع السوائل في
الأذن الوسطى.
ما هو التهاب الأذن الوسطى؟
تحتوي الأذن الوسطى عادة على الهواء فقط ولا توجد بها سوائل. ويحدث الالتهاب عندما تتجمع السوائل في الأذن الوسطى وتبدأ البكتيريا بالتكاثر بسبب تجمع الصديد والضغط على طبلة الأذن. وفي حال عدم العلاج
المباشر تنفجر طبلة الأذن نتيجة الضغط الشديد ويخرج الصديد عن طريق قناة الأذن للخارج ويحدث ثقب في طبلة الأذن، وقد يلتحم هذا الثقب أو يبقى مثقوباً بشكل دائم.
وفي حالة عدم التئام الثقب في طبلة الأذن فإن الأذن الوسطى تبقى معرضة لدخول المياه والبكتيريا من الخارج ما يسبب التهاباً مزمناً في الأذن الوسطى.
كيف ينتقل الالتهاب للأذن الوسطى؟
قناة استاكيوس: أي رشح أو زكام في الأنف ينتقل مباشرة إلى الأذن الوسطى مسببا الالتهاب، كذلك وجود ثقب في طبلة الأذن يسبب انتقالا مباشرا للمياه من الخارج (خاصة أثناء السباحة أو الاستحمام) إلى الأذن
الوسطى. والطريقة الثالثة تكون عن طريق الدم والشعيرات الدموية.
ما هي أنواع التهاب الأذن الوسطى؟
الالتهاب الحاد الذي يحدث عادة بسبب انغلاق قناة استاكيوس وخاصة عند الأطفال. وعبر انتقال البكتيريا من خلال قناة استاكيوس بسبب الرشح أو الزكام في المجاري التنفسية العليا.
وفي كلتا الحالتين يؤدي ذلك إلى تجمع السوائل في الأذن الوسطى واحتقانها والتهابها. من أنواع التهاب الأذن الوسطى الالتهاب المزمن الذي يحدث لسببين إما وجود ثقب دائم في طبلة الأذن ما يؤدي إلى تكرار دخول
المياه أثناء السباحة أو الاستحمام إلى الأذن الوسطى ما يسبب الالتهابات المتكررة. والسبب الآخر هو وجود كيس جلدي مزمن (كراتوما) في منطقة العظام الصدغية خلف الأذن، وينمو ببطء على مدى سنوات ويسبب نخرا في
العظام والعديد من المضاعفات.
ما هي الأعراض؟
ألم شديد في الأذن وصداع، ضعف في السمع، حرارة عالية. وعند الأطفال يلاحظ البكاء الشديد واضرابات النوم وضعف الرضاعة وحكة في الأذن وحرارة عالية.
وفي حالة تكرار الالتهابات وعدم علاجها بالشكل الصحيح ينتج ثقب دائم في طبلة الأذن مسبباً التهابات مزمنة. كما أن تكرار دخول المياه من الخارج للأذن الوسطى يؤدي للأعراض التالية: إفرازات صديدية متقطعة(في
حالة الثقب فقط) أو مستمرة وبرائحة كريهة (في حالة كراتوما). وضعف في السمع ويكون نتيجة الثقب المزمن في طبلة الأذن وكذلك النخر في عظيمات السمع. وأيضاً الصداع المزمن في منطقة الأذن. ودوخان وغثيان ودوار
مزمن في بعض الحالات.
ما هي العوامل المساعدة على حدوث الالتهابات المتوسطة عند الاطفال؟
التدخين عند أحد أو كلا الوالدين، الرضاعة الصناعية، تكرر الإصابة بنزلات البرد والرشح والتهابات اللوز واللحميات المتكرره، تضخم اللحميات خلف الأنفية، العمر وخاصة عند الأطفال أقل من عمر ثلاث سنوات،
الإصابة بأمراض الحساسية والأزمة الصدرية.
وتنتج عن ذلك مضاعفات عدة من بينها: ضعف في السمع، تأخر قدرة الطفل على الكلام وتعلم اللغة، ثقب دائم في طبلة الأذن، بقاء السوائل في الأذن الوسطى، انتقال الالتهاب إلى مناطق أخرى كالغشاء الدماغي، ضعف في
العصب الوجهي السابع.
ما هو العلاج؟
في حالة الالتهابات الحادة يتم العلاج عادة بشكل تحفظي باستعمال المضادات الحيوية لمدة 7-10 أيام، وعندما تبدأ الافرازات بالظهور ويزول الألم فهذه علامة أن الطبلة قد انثقبت.
في بعض حالات الألم الشديد وعدم استجابة المريض للعلاج التحفظي يتم إحداث ثقب في طبلة الأذن وشفط السوائل؛ ما يسرع في الشفاء بسرعة.
عند الاطفال وفي حالة تكرار الالتهابات، ينصح بوضع أنبوب صغير في طبلة الأذن لمنع تكرار الالتهابات وفي بعض الحالات تتم إزالة اللحميات خلف الأنفية بنفس الوقت لإزالة الضغط على قناة استاكيوس.
وفي حالة الالتهابات المزمنة يكون الحل الجدري جراحياً: وفي حالة عدم التئام ثقب طبلة الأذن يتم رقع طبلة الأذن جراحيا حيث أن هذه العمليات تعطي نسبا عالية من النجاح. ويتم إجراء عملية رقع طبلة الأذن في
الحالات التالية: لوقف الالتهابات المزمنة، لتحسين السمع، للرغبة في السباحة.
وفي حالات وجود الكراتوما فالحل الوحيد هو عملية في الأذن والعظام الصدغية لاستئصال هذا الالتهاب. كما لا ينصح بالسكوت عنه بسبب المضاعفات المستديمة التي يسببها إذا تم إهماله.
