بسم الله الرحمن الرحيم
يتناقل الناس أقوال ابن خلدون وكأنه نبي معصوم ، والأدهى عندما يقطع كلام ابن خلدون من سياقه الذي قيل فيه ، ليقصد من فعل ذلك الاساءة الى غيره بتحريك من شهوات العصبية والقبلية المقيتة ..
قلنا ونكرر أن ابن خلدون يعد من المؤرخين ومن أعظم علماء الاجتماع وكان يهتم كثيرا بالمدنية والعمران والبناء ...
ومهما كان كلامه فهو له سياق لم يقصد من خلاله الحكم على الأجناس أو الشعوب ، بل كانت آراءه تلك لا تعدوا الموضوع الذي كان بصدد دراسته ..
وهنا كان الموضوع عن العمران والمدنية ، وهو ذكر سلبيات البنيان والعمران العربي من وجهة نظره ، قد بكون رأيه ذلك صائبا وقد يكون غير صائب ، وهذا يثبته الزمن فيما بعد لا أشك مطلقا أن العمران والبنيان
العربي وعموما *الطابع العمراني الاسلامي* كما تعارف عنه فهو من أعظم وأفضل البنيان والعمارة على مر التاريخ ..
ومن هذا المنبر نبريء ابن خلدون من دواعي القبلية والعنصرية والفرقة ، فالرجل كان يدرس تاريخ الشعوب بكل تجرد من ميولات عرقية أو عاظفية ، لذا فمن الواجب علينا أن نفهم كلامه في سياقه ، وكل من يحرفه عن
سياقه الذي قيل فيه فهو يكذب على ابن خلدون ويقوله مالم يقل ..
وليكن معلوما أن لكل شعب ميزة وليس هناك شعب أفضل من غيره ، ولا أفضلية بين الشعوب المحتلفة إلا بالتقوى ..
قال تعالى * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ
خَبِيرٌ * الحجرات .