أولاً: الانفجار السكاني: تعريفه, نتائجه, حلوله:
1 تعريف:
يطلق مصطلح تضخم السكان أو الانفجار السكاني عندما يبلغ عدد السكان حداً يختل فيه التوازن بين عدد السكان وحاجاتهم وبين الموارد الطبيعية والاقتصادية المتوفرة. لقد حظيت مسألة التوازن بين عدد السكان
والموارد اهتمام العلماء والمفكرين فنادى بعضهم بوضع سياسة سكانية تهدف إلى تنظيم الأسرة وقد أولت الأمم المتحدة هذا الموضوع اهتماماً كبيراً فعقدت عدداً من المؤتمرات في بلغراد وبوخارست ومكسيكو والقاهرة
لدراسة المشكلات والأزمات الاقتصادية الناجمة عن هذا النمو وصولاً لتامين مستقبل أفضل للبشرية.
2 نتائج الانفجار السكاني:
ترتب على النمو السكاني الكبير عدد من النتائج أهمها:
(أ) اختلال توزع السكان وانقسام العالم إلى مجموعتين هما:
مجموعة الدول الصناعية المتقدمة اقتصادياً: ذات المستوى المعاشي المرتفع وتضم: دول أمريكة الشمالية وغربي أوربة وبعض دول أوربة الشرقية واليابان وقد حافظت هذه الدول على نسب تزايد معتدلة تراوح بين
1؛10بالألف سنوياً وتشكل هذه المجموعة نحو20% من سكان العالم فيما تتحكم بنحو80% من موارده.
مجموعة الدول النامية:
ذات المستوى المعاشي المنخفض وتضم معظم دول آسيا وإفريقية وأمريكا اللاتينية وتتراوح نسبة التزايد فيها بين 30؛35 بالألف وتضم نحو 80% من سكان العالم وهي بمعظمها تعتمد على الزراعة وتربية الحيوان بإنتاجية
ضعيفة وصناعة استهلاكية محدودة وتستمر ثرواتها الباطنية بمعظمها لصالح مجموعة الدول الأولى.
(ب) بروز ظاهرتي الفقر والجوع:
إن النتيجة الطبيعية للتزايد الكبير في سكان منطقة ما الفقر التدريجي الذي يسوق إلى مجاعة محتومة وهذا ما يلاحظ في بعض مناطق إفريقية وأمريكا اللاتينية.
(ج) ارتفاع معدل الإعالة.
(د) انخفاض المستوى الصحي: يلاحظ في معظم المناطق التي تعاني تزايداً سكانياً كبيراً انخفاض في مستوى الخدمات العامة وأساليب الوقاية والوعي الصحي نجم عنه انتشار الأوبئة والأمراض السارية.
هـ النمو الحضري وتضخم المدن: ترتب على النمو السكاني الكبير هجرة واسعة نحو المدن أدى إلى تضخمها وبروز مشكلات كبيرة .
و الأزمات الاقتصادية مثل: انتشار البطالة وانخفاض الأجور.
زيادة الطلب على الموارد وتحكم بعض الدول في مقدراتها.
3 الحلو الموضوعة لتحقيق المواءمة بين عدد السكان والموارد:
(أ) الحل الديموغرافي: ويتمثل في تخفيض معدل المواليد وتتجه الآن غالبية الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة نحو تنظيم الأسرة وتقوم بحملات توعية نشطة للإقناع بتحديد النسل.
(ب) التنمية الاقتصادية: وتعد عاملاً رئيسياص في حل الانفجار السكاني مما دعا معظم الدول لوضع الخطط الكفيلة بالتنمية التي تهدف إلى تأمين الغذاء وتحقيق الرفاهية وذلك بالإفادة من:
التكنولوجيا الزراعية لرفع مستوى الإنتاجية بفضل مكننة الزراعة واستخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية واستخدام أنواع جديدة من الفصائل النباتية.
إعمار المناطق الخالية واستغلال الثروات الجديدة فيها.
(ج) التنمية البشرية: وذلك بتكوين القدرات البشرية (تحسين الصحة والمعرفة والمهارات) واستخدام هذه القدرات في الأغراض الإنتاجية.
ثانياً مشكلة الغذاء: تعريفها, أسبابها, الحلول التي وضعت من أجلها.
1 تعريف:
تعني مشكلة الغذاء نقصاً في كمية الغذاء الذي تنتجه منطقة ما وضعفاً في القدرة الشرائية لدى السكان لشرائه مما يؤدي إلى الجوع. وتعني مشكلة الأمن الغذائي من ضمان استمرار توافر الغذاء رغم توافر المال كما
في الدول المنتجة للنفط والتي تعتمد على استيراد المواد الغذائية.
2 أسباب مشكلة الغذاء:
(أ) النمو السكاني: تشير دراسات المم المتحدة إلى وجود ترابط وثيق بين النمو السكاني والتدهور البيئي والفقر فالزيادة السكانية التي بلغت حد الانفجار في بعض المناطق أسهمت في تدهور البيئة مما أدى إلى
انتشار الفقر وحدوث المجاعات في أنحاء مختلفة من العالم وبخاصة القارة الإفريقية وجنوبي آسيا وشرقيها وأمريكا اللاتينية ويقدر أن 20.000 شخص يموتون جوعاً كل عام وما لا يقل عن 10 مليون طفل يعانون من سوء
التغذية إلى الحد الذي يعرض حياتهم للخطر.
(ب) سوء توزيع الموارد وبخاصة الغذائية بين البلدان الغنية والفقيرة: فمثلاً تحصل الدول الغنية على 70% من الإنتاج العالمي للبروتينات في حين لا يتعدى سكانها 20% من مجموع سكان العالم.
(ج) لجوء بعض الدول النامية إلى إنتاج محاصيل تجارية غير غذائية: لزيادة دخلها من العملات الصعبة.
(د) الظروف المناخية: كالجفاف أو الصقيع أو الفيضانات:
(هـ) سوء تخزين المواد الغذائية وخطر الآفات والحشرات. ويقدر أن 10-30% من إنتاج الحبوب لا يستهلك نتيجة سوء التخزين.
(و) الملكية الزراعية: تتركز ملكية الأرض في كثير من الدول النامية في يد فئة محدودة من السكان مما أدى إلى نزوح الفلاحين الأصليين إلى مدن لا مكان لهم فيها ولا تتوفر لهم فرص العمل والمسكن الملائم.
(ز) قلة استخدام الأساليب الزراعية الحديثة:
(و) العادات والتقاليد الغذائية المؤدية إلى تلف وهدر كميات كبيرة من المواد الغذائية في كثير من الدول الغنية.
3 الحلول التي وضعت لحل مشكلة الغذاء:
(أ) التوسع في المشروعات الزراعية المحلية: وذلك بـ: التوسع في الرقعة الزراعية وحماية تربتها وتحسينها.
توفير مياه الري اللازمة وترشيد استخدامها بإتباع الطرق الحديثة بالري (الري بالرش أو بالتنقيط). توفير العمالة الزراعية العالية التقنية. زيادة الإنتاجية.
(ب) تنمية الثروة الحيوانية الرعوية: بتطبيق طرق التربية الحديثة واستنباط سلالات أوفر إنتاجاً وإحداث التكامل بين الإنتاج الحيواني وإنتاج المحاصيل الزراعية في ظل نظام مختلط يقوم على أساس توفير العلاف
اللازمة لقطعان الماشية.
(ج) تنمية الثروة الغذائية المائية: وذلك لتحسين طرق الصيد وتحديد مواسمه وتجنب الصيد المفرط وحماية مواطن توالد الأنواع إضافة إلى تطوير أساليب الصيد وتوسيع المصايد المائية المستغلة عن طريق الاتفاقات
الدولية والصيد في أعالي البحار.
ثالثاً: التمييز العنصري:
التمييز العنصري سلوك عدواني لدى بعض الجماعات البشرية يغذيه شعور بالتفوق بهدف تحقيق مصالح غير مشروعة. وقد كانت هذه المشكلة قائمة عبر التاريخ بدرجات متفاوتة حدت منها الديانات السماوية بشكل واضح غير
أنها ما لبثت إن برزت ونمت نتيجة للاستعمار والاكتشافات الجغرافية وتجارة الرق وساهمت في ذلك الثورة الصناعية وانتشار الزراعات التجارية وتجذّرت بنظريات عرقية متطرفة ومن أمثلتها التمييز العنصري في
الولايات المتحدة الأمريكية واتحاد جنوبي إفريقية وفلسطين. ناضل الإنسان في العصر الحديث نضالاً دؤوباص للقضاء على التمييز العنصري ساعده في ذلك تبني المنظمات العالمية والدولية لهذا النضال ومحاربة التمييز
العنصري حيثما وجد بهدف تحقيق العدالة والمساواة لأبناء البشر كافة وقد تحقق ذلك في جمهورية جنوب إفريقية.