التيـنيا
أنواعها، علاجها، والوقاية منها
التينيا (Tinea) أو (السعفة) أو (الفطار الجلدي) مصطلحات مترادفة، تطلق على كل مرض فطري يصيب المناطق المتفرقة من الجسم وهي: الجلد والشعر والأظفار.
والفطريات كائنات حية تنتمي إلى مملكة النبات وإن كانت تفتقر إلى وجود مادة الكلوروفيل الخضراء، ولذلك فهي غير قادرة على تكوين غذائها بنفسها، وتعتمد في الحصول عليه على كائنات أخرى سواء نباتية أو
حيوانية.
وتشتمل مملكة الفطريات على حوالي مائة ألف نوع، تنتشر في الهواء والماء والتربة، بعضها نافع مثل فطر البنسليوم الذي نستخلص منه (البنسلين) المضاد الحيوي الشهير، أو فطر الخميرة الذي يستخدم في عمليات التخمر
وانتاج الفيتامينات والإنزيمات وغيرها.
وهناك العديد من الفطريات التي تتغذى على مادة (الكيراتينية) التي تغطي سطح الجلد أو الشعر أو الاظفار مما يسبب تآكلها، كما أن الجسم يحاول طردها والقضاء عليها بواسطة جهاز المناعة، وينتج عن ذلك التهابات
مختلفة على الجلد والرأس والاظفار، وهي مانطلق عليها (التينيا).
وتقسم التينيا بحسب مواقع العدوى إلى أنواع كثيرة ... وفي هذا المقال سوف نتناول أهم هذه الأنواع، وأعراضها، وسبل علاجها، وطرق الوقاية منها
أولاً: تينيا الرأس(القراع الإنجليزي)
مرض فطري مزمن شديد العدوى، يصيب فروة رأس الأطفال عادة في سن الدراسة الأولى، نتيجة الإصابة بأنواع متعددة من الفطريات.
تنتقل عدواه إما عن طريق التلامس المباشر مع طفل مصاب أو استعمال أدواته الملامسة لرأسه وبخاصة الأمشاط أو غطاء الرأس (طاقية مثلاً ) أو وسائد النوم، أو عن طريق ملامسة بعض الحيوانات المنزلية الأليفة
المصابة بالمرض أو الحاملة له وبخاصة القطط والكلاب والطيور والماشية.
كما قد تنتقل العدوى عن طريق ماكينات قص الشعر الخاصة بالحلاقين أو الملابس الملوثة بشعر الأطفال المرضى.
وتتلخص أعراض المرض في ظهور مساحة أو عدة مساحات محددة من فروة الرأس مغطاة بقشور جيرية صغيرة، ويصبح الشعر في المساحة المصابة خفيفاً ومتقصفاً ويسقط بسهولة، مع وجود أو عدم وجود إلتهابات بفروة الرأس تبعاً
لنوع الفطر المسبب للمرض.
ثانياً : القراع البلدي (العسلي)
وهو مرض يصيب الأطفال والكبار من الجنسين، يسببه فطر مخصوص، ويتميز بظهور قشور صفراء اللون جافة وهشة مرتفعة الحواف منخفضة في الوسط، تشبه طبق الفنجان أو (القدح) لها رائحة مميزة تشبة رائحة الفيران أو
رائحة العتة.
كما يتغير الشعر ويصبح لونه مغبراً، لكنه لايتقصف كما يحدث في القراع الإنجليزي.
وهذا النوع من القراع يتسع تدريجياً إذا أهمل علاجه، ويتلف بصيلات الشعر، ويترك ندبات فلا ينمو الشعر مرة ثانية في المناطق المصابة.
وقد قل إنتشار هذا المرض بعد زيادة الرعاية الصحية.
ثالثاً : تينيا الذقن
[IMG]http://img.***md.com/dtmcms/live/***md/consumer_assets/site_images/articles/health_tools/ringworm_slideshow/dermnet_photo_of_ringworm_on_beard.jpg[/IMG]
إلتهاب فطري نادر الحدوث، يصيب عادة جانباً واحداً من الذقن .
ويصاحب هذا الإلتهاب عادة إلتهاب في بصيلات الشعر(النوع السطحي).
أما (النوع العميق)، فيصيب الجلد في العمق، ويكون مصحوباً بتجمع إلتهابي وازدياد سمك الجلد نتيجة الإلتهاب مما قد ينتج عنه نوع من البثرات الكبيرة (الثآليل أو الدمامل).
رابعاً : التينيا الحلقية (تينيا الجسم)
التينيا الحلقية أو مانطلق عليها (القوباء الحلقية) مرض جلدي ينشأ نتيجة الاصابة بفطر خاص.
وأكثر إصاباته تظهر في الأجزاء المكشوفة من الجسم وخاصة اليدين والذراعين والساقين والرقبة.
وتظهر الإصابة على شكل حلقة حمراء محددة ومرتفعة من سطح الجلد، بها حويصلات أو قشور صمغية صغيرة على حافتها.
وتصحبها حكة.
وتميل هذه الحلقات إلى الإنتشار التدريجي، متخذة أشكالاً دائرية أو أجزاء من دوائر متلاصقة.
وعادة ما تكون الإصابات صغيرة وذات عدد محدود، إلا أنها قد تزيد عند مرضى السكر أو المرضى الذين يعالجون بعقاقير تحد من المناعة مثل الكورتيزون.
خامساً : التينيا الإربية(تينيا بين الفخذين)
إلتهاب فطري يصيب مناطق الثنيات بالجسم وخاصة منطقة (الإربة)، وهي المنطقة المحصورة ما بين أعلى الفخذ وكيس الصفن ومنطقة الشرج، كما يمكن أن يصيب مناطق أخرى مثل منطقة الإبط أو الثدي في النساء.
وتحدث العدوى نتيجة استعمال الملابس الداخلية لشخص مصاب، كما يحدث في المدارس الداخلية مثلاً أو بين المترددين على حمامات السباحة نتيجة لاستعمال مناشف ملوثة بالفطر.
تظهر الإصابة على شكل إلتهاب جلدي أعلى الفخذين من الجهة الداخلية، ولها حافة محددة مرتفعة قليلاً عن سطح الجلد تغطيها حويصلات أو قشور صمغية صغيرة.
ويصاحب المرض عادة برغبة شديدة في حك الجلد (الهرش)، وقد يمتد الإلتهاب إلى منطقة العجان وحول فتحة الشرج والإليتين، ونتيجة للاحتكاك قد تتعرض المنطقة للتسلخات والإلتهابات والعدوى بالميكروبات غير
النوعية.
سادساً : التينيا الملونة
[IMG]
http://www.effguide.com/wp-*******/uploads/2009/06/Tinea-Versicolor.jpg[/IMG]
تعد التينيا الملونة من أكثر الأمراض الجلدية انتشاراً بين الشباب خاصة في المناطق الحارة الرطبة.
بينما يقل انتشارها في البلاد الباردة.
ولقد وجد أن هذا النوع من التينيا يصيب بعض الأشخاص دون غيرهم، بمعنى أنه يوجد (إستعداد خاص) لدى بعض الأشخاص للإصابة بهذا المرض.
ولقد لوحظ أن بعض الأفراد لايصابون بهذا المرض مهما تعرضوا للعدوى به، في حين أن هناك آخرين يصابون بهذا المرض بسهولة عجيبة أي أن المرض غير معدٍ بذاته وأنه يصيب الأشخاص ذوي الإستعداد الطبيعي
للإصابة.
تظهر التينيا الملونه على هيئة بقع ملونة مختلفة في حجمها وشكلها، وتتراوح في لونها بين الأبيض والبني الفاتح، وتصيب الصدر والظهر والرقبة والساعدين، وعادة لايسبب المرض حكة. وبعد علاج المرض تتخلف بقع أفتح
من لون الجلد
سابعاً: تينيا الاظفار
قد تصاب الأظفار أحياناً ببعض أنواع الفطريات.
وقد تكون مصحوبة بتينيا القدمين أو اليدين.
وهذا المرض يؤثر على نمو الأظفار، كما يؤدي إلى خشونتها وحدوث حفر وتجعدات بها، كما تفقد لمعانها.
وهذا النوع يحتاج إلى وقت طويل نسبياً حتى يتم الشفاء الكامل.
وذلك لأن الأدوية لاتؤثر إلا في الظفر النامي فقط والذي يدفع الظفر المريض أمامه أثناء النمو، فإذا كان الظفر يأخذ حوالي ستة شهور ليتم نموه، فإن العلاج هنا قد يستمر حوالي ستة أشهر أو عامًا كاملاً.
ثامناً: تينيا القدمين
تينيا القدمين، إلتهاب فطري شائع، يشبه فطر خاص يسمى (فطر القدم)، يصيب المنطقة الواقعة بين الأصابع خاصة أصابع القدمين. وتبدو الإصابة على هيئة غشاء أبيض سميك متآكل، تبدو تحته منطقة الجلد حمراء
ملتهبة.
وهذا الغشاء يمكن إزالته باليد، ويتميز برائحة كريهة خاصة عند ارتداء الحذاء فترة طويلة أثناء النهار.
ويشكو المريض من رغبة شديدة في حك أو (هرش) مابين الأصابع مع تساقط قطع جلدية بيضاء متآكله، كما يشكو المريض من رائحة قدمه الكريهة والتي تسبب له الضيق والحرج الشديد.
وعادة ما تكون الإصابة (مزمنة) وتعاود المريض عدة مرات طوال العام ما لم يحسن استعمال العلاج.
وينتشر هذا المرض بين الرياضيين ولذا أُطلق عليه (قدم رياضي) ويرجع ذلك إلى سببين:
الأول استخدام الأحذية المصنوعة من الكاوتشوك لفترات طويلة مما يؤدي إلى عدم تهوية القدم.
والثاني لكثرة العرق نتيجة للتمرينات الرياضية التي يمارسونها. وعدم تهوية القدم مع زيادة العرق تمثل بيئة صالحة لنمو وتكاثر الفطر المسبب لهذا المرض
علاج التينيا
أولاً:العزل
يجب عزل المريض وفحص المخالطين له وعلاجهم في حالة إصابتهم.
ثانياً: أقراص (الجريزيوفلفين):
ويعطى بمعدل قرص واحد 3 مرات يومياً لمدة (8) أسابيع في حالة القراع الإنجليزي
ولمدة (9) أسابيع في حالة القراع البلدي
ولمدة (3) أسابيع في حالة التينيا الإربية
ولمدة (3 ـ 4) أسابيع في حالة التينيا الحلقية
ولمدة (7 ـ 8) أسابيع في حالة تينيا القدمين
ولمدة (9) أسابيع في حالة تينيا الذقن
أما تينيا الأظفار
فتحتاج إلى مدة أطول حتى تتحقق النتيجة المرجوة.
وقد اكتشف حديثاً أدوية مضادة للفطريات مثل (التربنافين) و(الايتراكونازول) و(الفلوكونازول) ثم (النيزورال) وهو أكثر فاعلية من الجريزيوفلفين وأقل كثيراً في الأعراض الجانبية، ويعطي عادة قرص واحد يومياً
للمدة التي يحددها الطبيب حسب وزن وسن المريض ونوع التينيا
ثالثاً: علاج موضعي مضاد للفطريات:
مثل صبغة اليود، أو مس أو مرهم (الويتفليد)، أو مرهم (الكانستين)، أو مس (الكستلاني) والذي يجب استخدامه في علاج التينيا الإربية
ويحظر استخدام المحاليل المحتوية على اليود أو الكحول نظراً لأثرها المهيج على الجلد في هذه المنطقة الحساسة
رابعاً :
لعلاج التينيا الملونة ينصح باستخدام محلول (الصوديوم ثيوسلفات 25%)، حيث أثبت فاعلية كبيرة في العلاج.
ويستخدم مرة واحدة صباحاً.
وبعض الحالات تحتاج إلى جرعات محددة من الأشعة فوق البنفسجية.
ويجب هنا استخدام أقراص (النيزورال) بدلاً من (الجريزيوفلفين) لأن فطر التينيا الملونة ي