نقلا عن جريدة الجمهورية يوم الخميس 19 ابريل 2012
الصفحة الخامسة
عن مقالة الاستاذ : محمود نافع " رئيس تحرير جريدة الجمهورية "
تحت عامود ويبقى الامل
الكل يتحدث و نحن الشعب نسمع و نتفرج و نتأمل ف مجلسى الشعب و الشورى توقعنا ان يكون برلمان الثورة يختلف 180 درجة عن البرلمان قبلها ، الى ان صعقتنا المفاجأة احمد هو الحاج احمد .. اغلبية مبارك هى نفسها
اغلبية التيار الاسلامى.. احمد عز و رفاقه يغزلون و ينسجون قماشه الوطنى لكى يفصلون القمصان على مقاس الحزب و المنتفعين فيه و به .. و فى شعب و شورى التيار الاسلامى لا تزال نفس مصانع الغزل و النسيج قائمة
و من اجل تفصيل البردة و العباءة على مقاس الاغلبية الجديدة .
النتيجة ان الشعب اصيب بصدمة لأنه انتخب و راهن على ان هذا التيار الذى ذاق الظلم و مرارة البعد لابد و انه سيقيم دولة نموذجية كلل شئ فيها بقدر معلوم لكنه لم يجد تحت القبة شيخا جاء لكى يصلح و يربت على
اكتاف 80 مليون مصرى و انما وجد من جاء ليؤكد قاعدة الطب النفسى " التوحد مع المعتدى " بمعنى اننى و بعد سنوات طويلة مع الظلم قد اتوحد معه لدرجة اننى قد اظلم و بعد سنوات من الحبس و الاقصاء اتوحد مع هذا
الشئ فتنشط عندى الغدة التى تفرز كل الهرمونات التى تصب فى تلك القنوات بشكل طبيعى و لا ارادى بحيث يصبح كل ما كنت ارفضه و امقته و اعانى من ويلاته امرا طبيعيا امارسه و اقوم بتصديره لكل من حولى .
و لذلك تحدثوا تحت القبة و حدثوا حتى رأيناهم يتبعون سياسة " التكويش " على كل شئ بدءا من الحكومة و الدستور و حتى الرئاسة و يسوقون لتحقيق ذلك كل الحجج التى تصب فى خانةانهم يفعلون هذا ابتغاء مرضاة الله و
من اجل عيون هذا الشعب الذى عانى من ويلات سيطرة الحزب الواحد .
و فى سبيل التكريس لهذا المبدأ اتبعوا مع الحكومة و العسكرى سياسة التهويش و التكويش و صار البرلمان ملعبا للسياسة و ركل كرات المصالح فى الشباك و ليس مكانا يطالب فيه نواب الشعب بمصالح الشعب .
و اؤكد هنا ما قاله اردوغان : العيب قد يكون فى بعض الممثلين للتيار الأسلامى و ليس التيار الاسلامى كله انما لا يمكن ان يكون هناك اى عيب فى الاسلام نفسه .
و لذلك اندهشنا و انفتحت افواهنا حتى اصبحت بحجم الكرة الارضية حين تحدث احدهم فى غير السياسة و تحت مقام الوفاء و الحب و الوداع مؤكدا حق الزوج فى ان يجامع زوجته بعد الوفاة لمدة 6 ساعات !
هذا الرجل العبقرى تحدث حتى كشف عن عبقريته الفذة فرأيناه و رأينا تكوين و تلافيف دماغه و ما يشغل رأسه من هموم تحل مشاكل مصر و المصريين ، ألا و هو جماع الزوجة بعد الموت ، و كأنها " حبكت " طبقا لنظرية
صلاح منصور فى الزوجة الثانية رغم ان هذا حرام شرعا .. لأن الزوج بمجرد وفاة زوجته يصبح محرما عليها ، و اكثر من ذلك انه يعد من الحرام ان يشهد غسلها .
ابو حنيفة يحدثنا عن نموذج مشابه .. فبينما كان جالسا فى مجلس العلم مع تلاميذه و كان يمد رجليه و هو يلقى عليهم الدرس ، حضر رجل مهيب الطلعة ذو عمامة كبيرة ، فسحب ابن حنبل ساقيه و جلس معتدلا و جلس الرجل
ليستمع مع المستمعين ، و بعد ان فرغ ابو حنيفة من محاضرته ، سأله الرجل مهيب الطلعة كبير العمامة سؤالا ساذجا يندرج تحت ألف باء الفقه و الشرع فما كان من ابو حنيفة الا ان مد ساقيه و استرخى فى جلسته كما
كان و هو يقول : ان لأبى حنيفة ان يمد رجليه .. لأنه رأى الرجل بحجمه الطبيعى بعد ان تكلم .
و مثلما تحدث البرلمان تحدث المرشحون و لم نر من كثيرين منهم الا كلاما غثا ما انزل الله به من سلطان و لا يصلح ان يكون صاحبه رأيسا لمسمط يبيع اللسان و لحمة الرأس.