كان هذا في الخمسينيات الميلادية قبل مصر، وقبل لبنان..
وأول بدالة تلفون أتوماتيكي أقيمت في البصرة في نهاية الأربعينيات الميلادية، وهو الهاتف الذي يعمل بالأرقام وليس بالمحرك اليدوي..
وعندما نسأل أنفسنا عن مسببات تلك الأوليات يقال لنا "مصالحهم تقتضي ذلك".
مشاريع البصرة في التصدير الغذائي - التمر إلى الهند والشعير إلى سكوتلاندا.. والرز والعنبر الى النخبة من سكان الخليج، كهدايا ثمينة.
أتفق مع القائل إذن.
فالبنية الداخلية للتصدير تحتاج إلى هواتف سريعة الاستجابة والتلفزيون جزء من تسلية الأهالي وغير الأهالي في أمسياتهم، ووسيلة لنقل ما يجري في العالم صوتا وصورة، وهكذا هي مصلحة الاقتصاد.. والتنمية..
والمجتمع.. والتدريب.
لو عاصر الشاعر الرصافي المتوفى عام 1945م نكبات العراق الحالية لما تظلّم من الحياة في قصيدته المشهورة التي من أبياتها:
ومن العجائب أن يمسّك ضرّه
من حيث ينفع.. لو رعتك رعاة
إذ من "ديالة" والفرات ودجلة
أمست تحلّ بأهلك الكرباتُ
إنّ الحياة لفى ثلاثة أنهر
تجري.. وأرضك حولهن مرات