عرف المسطح المائي الذي يقع إلى الشرق من شبه الجزيرة العربية وإلى الغرب من إيران بأسماء مختلفة عبر التاريخ. يبلغ المجموع
العام لطول الساحل على الخليج نحو 3300 كم، حصة إيران منها نحو الثلث. ويسكن العرب على ضفتي الخليج سواء في القسم الغربي (عمان والإمارات والبحرين وقطر والسعودية والكويت والعراق)، أو من الشرق في إقليم
عربستان (الأحواز ولنجة).
الأسماء الحالية في اللغة العربية
بقي الآن من أسماء هذا الخليج في اللغة العربية مستعملاً حتى اليوم:
* الخليج العربي: تستعمله رسميا دول الجامعة العربية كما تستعمله الأمم المتحدة في وثائقها العربية[1] والجمعيات الجغرافية العربية.[2][3]
* الخليج فارس: تستعمله إيران (في الصحف والوسائل الإعلامية التابعة لها ومنها كذلك تلك الناطقة بالعربية) ، وكذلك مطبوعات ووسائل إعلام بالعربية تصدر عن هيئات ودول غير عربية. وتستعمل في عدة
لغات أخرى.[4]
* خليج البصرة وهي التسمية التي كانت شائعة في الوثائق العائدة إلى العهد العثماني، وما تزال تستخدم على نطاق ضيق في بعض الدول العربية خاصة العراق (التسمية الرسمية هي الخليج
العربي).[5]
* الخليج الإسلامي وقد طرحه بعض المفكرين على الخميني فرفضه. وممن دعا إليه: أسامة بن لادن.
الأسماء التاريخية
خريطة فرنسية قديمة (1667) يظهر فيها بوضوح اشارتها إلى الخليج العربي بأنه Sein Arabique، أي «الخليج العربي». كما ظهر اسم البحر الأحمر على أنه Mer Rouge «البحر الاحمر»
* أقدم اسم معروف هو اسم "بحر أرض الإله" ولغاية الألف الثالثة قبل الميلاد[6]. ثم أصبح اسمه "بحر الشروق الكبير" حتى الألف الثاني قبل الميلاد[7]. وسمي "بحر بلاد الكلدان" في الألف الأول قبل
الميلاد[8]. ثم أصبح اسمه "بحر الجنوب" خلال النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد[9].
* سماه الآشوريون والبابليون والأكاديون: "البحر الجنوبي" أو "البحر السفلي" (lower sea). ويقابله البحر العلوي (upper sea) وهو البحر الأبيض المتوسط [10]. كما أطلق عليه الآشوريون نارمرتو أي
"البحر المر" (bitter sea) [11].
* سماه الفرس "بحر فارس". قيل التسمية عرفت في أول الأمر من قبل الملك الفارسي داريوش الأول (521-486 ق.م) في كلامه "على البحر الذي يربط بين مصر وفارس". والراجح أن الاسكندر الأكبر هو أول من
أطلق تلك التسمية بعد رحلة موفده أمير البحر نياركوس عام 326 ق. م. وقد عاد من الهند بأسطوله بمحاذاة الساحل الفارسي فلم يتعرف إلى الجانب العربي من الخليج. مما دعا الاسكندر إلى أن يطلق على الخليج ذاك
الاسم، وبقي متداولاً بطريق التوارث[12]. وعن طريق اليونان تسربت التسمية للغرب واستعملها بعض العرب (أحياناً باسم "الخليج الفارسي") كذلك حتى منتصف القرن العشرين[13]
* سماه الرومان "الخليج العربي"[14]. وممن أطلق تلك التسمية المؤرخ الروماني بليني Pliny the Younger في القرن الأول للميلاد. قال بليني: «خاراكس (المحمرة) مدينة تقع في الطرف الأقصى من الخليج
العربي، حيث يبدأ الجزء الأشد بروزاً من العربية السعيدة، وهي مبنية على مرتفع اصطناعي. ونهر دجلة إلى يمينها، ونهر أولاوس إلى يسارها. والرقعة التي تقوم عليها -والتي يبلغ طولها ثلاثة أميال- تقع بين هذين
النهرين، وعلى مقربة منها يلتقيان. أنشأها بادىء ذي بدء الاسكندر الكبير، وأمر أن يطلق عليها اسم الإسكندرية. إلا أن فيضان النهرين دمرها. فأعاد بناءها انطيوخوس وأطلق عليها اسمه. وبما إنها هدمت للمرة
الثانية، فقد أعاد بناءها "باسينس" (Pasines) ملك العرب المجاورين، وأقام على ضفتي النهرين سدوداً لرد المياه عنها، واسمها باسمه. وكان طول هذه السدود ثلاثة أميال وعرضها أقل من ذلك بقليل. وكانت تبعد أول
الأمر ما ينيف على الميل عن الضفة، حتى كأنها كانت تملك ميناء خاصا بها»[15].
* سماه العرب "خليج البصرة" أو "خليج عمان" أو "خليج البحرين" أو "خليج القطيف"[16] لأن هذه المدن الثلاث كانت تتخذه منطلقاً للسفن التي تمخر عبابه وتسيطر على مياهه[11]. ويعود اسم "بحر
البصرة" إلى فترة الفتح الإسلامي في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب. ونجد النحويون الأوائل يستعملونها مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي (توفي 160هـ)[17] كما استعملها الجفرافيون مثل ياقوت الحموي[18]
والمؤرخون مثل خليفة بن خياط[19] والذهبي[20] وعلماء الدين مثل ابن تيمية [21]. وإن كان اسم "بحر فارس" شائعاً كذلك في العصر الإسلامي، خاصة بين المسلمين الفرس. حتى أن البعض قد يستعمل الاسمين معاً في نفس
الصفحة[22]. كما أسماه بعض العرب أثناء الخلافة العباسية "خليج العراق"[23]، لكن تسمية الخليج العربي بقيت مستعملة. يقول د. عماد الحفيظ: "إن تسمية الخليج العربي ظلت معروفة منذ قبل الإسلام واستمرت إلى ما
بعد الإسلام لدى سكان شبه الجزيرة العربية وما جاورها"[24].
* سماه العثمانيون "خليج البصرة" (بصرة كورتري).
النزاع حول الاسم
النزاع العلمي
خريطة قديمة (سنة 1667) يظهر فيها بوضوح اشارتها إلى الخليج العربي بأنه Sein Arabique أي «الخليج العربي»
بدأ بعض الباحثين الغربيين يتخلون عن التسمية الفارسية للخليج. ومن هؤلاء المؤرخ الإنجليزي رودريك أوين الذي زار الخليج العربي واصدر عنه سنة 1957 كتابا بعنوان "الفقاعة الذهبية – وثائق الخليج العربي" وقد
روى فيه أنه زار الخليج العربي وهو يعتقد بأنه خليج فارسي لأنه لم ير على الخرائط الجغرافية سوى هذا الاسم. ولكنه ما كاد يتعرف إليه عن كثب حتى أيقن بأن الأصح تسميته "الخليج العربي" لأن أكثر سكان سواحله
من العرب. وقال: «إن الحقائق والانصاف يقتضيان بتسميته الخليج العربي»[25]. وكذلك أكد الكاتب الفرنسي جان جاك بيربي (بالفرنسية: Jean Jacques Berreby) عروبة الخليج في كتابه الذي تناول فيه أحداث المنطقة
وأهميتها الإستراتيجية، حيث يقول: «يؤلّف القسم الذي تغسله مياه نهر كارون من إقليم الأهواز مع القسم الأسفل من بلاد ما بين النهرين وحدة جغرافية واقتصادية... إن إقليم الأهواز هي طرف الهلال الخصيب الذي
يبدأ عند السهول الفلسطينية وينتهي عندها مارّاً بلبنان وسوريا والعراق»[26].
يقول المؤرخ الألماني كارستن نيبور، الذي عمل لصالح الدنمارك وجاب الجزيرة العربية عام 1762: «لكنني لا أستطيع أن أمر بصمت مماثل، بالمستعمرات الأكثر أهمية، التي رغم كونها منشأة خارج حدود الجزيرة العربية،
هي أقرب إليها. أعني العرب القاطنين الساحل الجنوبي من بلاد الفرس، المتحالفين على الغالب مع الشيوخ المجاورين، أو الخاضعين لهم. وتنفق ظروف مختلفة لتدل على أن هذه القبائل استقرت على الخليج الفارسي قبل
فتوحات الخلفاء، وقد حافظت دوماً على استقلالها. ومن المضحك أن يصور جغرافيونا جزءاً من بلاد العرب كأنه خاضع لحكم ملوك الفرس، في حين أن هؤلاء الملوك لم يتمكنوا قط من أن يكونوا أسياد ساحل البحر في بلادهم
الخاصة. لكنهم تحملوا -صابرين على مضض- أن يبقى هذا الساحل ملكا للعرب»[27].
كما كتب جون بيير فينون أستاذ المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس في كانون الثاني 1990 دراسة في مجلة اللوموند الفرنسية حول الخليج تؤكد تسميه الخليج بالعربي. فقامت السفارة الإيرانية
بالاحتجاج واقعدتها. وكتبت رداً على بيير. فرد هو أيضاً رداً مدعماً بالحجج العلمية، وقدم خارطة لوكانور التي يرجع تاريخها إلى نهاية القرن السادس عشر والتي تحمل التسمية اللاتينية سينوس ارابيكوس أي "البحر
العربي"، وقال: "لقد عثرت على أكثر من وثيقة وخارطة في المكتبة الوطنية في باريس تثبت بصورة قاطعة تسمية الخليج العربي، وجميعها تعارض وجهة النظر الإيرانية".
و أكد الكاتب وجهة نظره فيما تضمنته خارطة جوهين سبيد التي نشرت عام 1956 تحت اسم الإمبراطورية التركية حيث ورد في الخريطة تسمية "بحر القطيف" ثم "الخليج العربي". وقد دحض جون بيير (Jean-Pierre) مزاعم
الإيرانيين، وأكد أن تسمية "الخليج الفارسي" الشائعة حديثاً بين الجغرافيين الأوربيين جاءت نتيجة توجه سبق، وابتدعته الدول الاستعمارية خاصة إيطاليا.
يقول الباحث د. إبراهيم خلف العبيدي: "بدأت الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن تسمية الخليج العربي بالفارسي لا تمت للواقع بشئ. إذ أنه عربي منذ عصور ما قبل التاريخ. وان سيطرة إيران عليه في فترات محدودة،
لا يعد دليلاً على أنه فارسي. فضلاً عن ذلك فإن القبائل العربية هي ساكنه جانبي الخليج منذ القدم. ولا تزال القبائل تسكن في الساحل الشرقي الذي تحتله إيران، على الرغم من سياسية التفريس التي تتبعها إيران
لمسخ هويتهم القومية".
ولهذا فإن العديد من الأطالس والمراجع الجغرافية الأوروبية (مثل موسوعة أونيفرساليس هاشيت ومعظم الموسوعات الأوروبية) بدأت منذ النصف الثاني من القرن العشرين باستخدام التعبير العلمي التاريخي – الجغرافي
المتوازن وهو «الخليج العربي – الفارسي». وقامت «الجمعية الوطنية للجغرافيا» التي تصدر مجلة «ناشيونال جيوغرافيك»، وهي المرجع الرئيسي للجغرافيا في الولايات المتحدة، بوضع اسم الخليج العربي تحت اسم الخليج
الفارسي. في حين فضلت بعض الجامعات والمنظمات الغربية (مثل: Times Atlas of the World ومتحف اللوفر[28]) استعمال تعبير "الخليج" (The Gulf) بدون ذكر كلمة عربي أو فارسي[2http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81_%D8%B