تفسيــــــــــــــــر معنى"المسخ الخسف والقذف ....والله اعلم
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنّ النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال: " لا تقوم الساعة حتى يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف ". أخرجه ابن حبان في صحيحه بإسناد حسن.
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يقول: " سيكون في أمتي مسخ وقذف "، قال ابن عمر: وهو في أهل الزندقة.. رواه أحمد بإسناد جيد.
وفي مسند الروياني عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ أنّ النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال: " يكون في أمّتي مسخ وخسف وقذف ". قيل: يا رسول الله، ومتى يكون ذلك؟ قال: " إذا ظهرت المعازف، واتّخذوا القينات،
واستحلّوا الخمور ".
وفي كتاب الفتن لنعيم بن حمّاد، عن عبد الرحمن بن سابط قال: قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ: " إنّه سيكون مسخ وخسف وقذف ". قالوا: يا رسول الله، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله؟! قال: " نعم، وذلك
إذا اتخذت القيون والمعازف، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير".
فهذه الأحاديث كلّها تدلّ على أنّ هذه الأمّة سيكون فيها في آخر الزمان مسخ وخسف وقذف.
قال المناويّ ـ رحمه الله ـ في فيض القدير: ( المسخ: قلب الخلقة من شيء إلى شيء، أو تحويل الصورة إلى أقبح منها، أو مسخ القلوب. والخسف: الغور في الأرض. والقذف: الرمي بالحجارة من جهة السماء ).
فالمسخ يكون حسياً بتحويل الصورة الظاهرة من صورة إنسان إلى صورة حيوان: خنزير أو قرد كما حصل لطائفة من اليهود من بني إسرائيل. ويكون معنوياً ببقاء الصورة الظاهرة على حالها، مع مسخ القلب، فالصورة صورة
إنسان، والطباع طباع حيوان.
ولعلّه أيضاً يفسّر لنا ما يفعله ( بعض الشباب ) من التنقّل من شارع إلى شارع، ومن حديقة إلى حديقة، وربّما في أطهر البقاع.. لإيذاء الخلق، ومطاردة العوائل للظفر بصيد ثمين بزعمهم!! من محارم المسلمين، كما
هو حال بعض القردة المؤذية.
وأمّا الخسف فهو ما يسمّى بالتعبير العصري بالانهيارت الأرضية ونحوها، وهو كثير في هذا الزمن، فما يمضي أسبوع أو شهر إلا ونسمع بمثل هذه الانهيارات، في أماكن كثيرة في العالم.
وأمّا أسباب هذا المسخ والخسف فهو ـ كما جاء في هذه الأحاديث ـ يتلخّص فيما يلي:
1-ظهور الخبث، وهو الفساد بشتّى أنواعه وصوره ومظاهره.
2- ظهور الزندقة، والزنادقة هم المجاهرون بالنفاق والبدعة والفكر المنحرف الذي يشكك في الثوابت، ويطعن في خيار الأمّة.
3-ظهور المعازف، وهي آلات الغناء والموسيقى بشتّى أنواعها، واستحلالها كما جاء عند البخاري، أي: جعلها حلالاً والمجادلة في حرمتها كما حصل في هذه الأزمنة، وربّما من بعض المنتسبين إلى العلم.
4- اتّخاذ القينات، وهنّ المغنيات والمطربات ( الفنانات )!! وما أكثرهنّ في هذا الزمن!! وكنّ في الزمن الماضي من الجواري المملوكات، وهنّ اليوم من الحرائر!!!!
5-شرب الخمور واستحلالها، وتسميتها بغير اسمها كما جاء في بعض الأحاديث.
وهذه الثلاثة ـ في الغالب ـ متلازمة فيما يُعرف بالمراقص والحانات والنوادي الليلية، والليالي الحمراء ونحوها، والعجب ممّن يحرص على دخول هذه النوادي والمراقص، ومن حرّ ماله!، ألا يخشى أن يُمسخ قرداً أو
خنزيراً، أو أن يخسف الله به وبمن معه؟!!.
6-لبس الحرير للرجال..
هذه مجمل أسباب المسخ والخسف والقذف كما جاءت في الأحاديث، والمتّامّل في حال الناس اليوم يجد أنّ هذه الأسباب كلّها موجودة، بل إنّ بعضها لا يكاد يخلو منه بيت أو سيّارة، فلا نعجب بعد ذلك إن رأينا خنازير
وقردة في صور بعض بني آدم، أو سمعنا بانهيارات أرضية أو جبلية أو ****ئية هنا وهناك، أو براكين تقذف بحجارة من نار ملتهب، فهذا أوان المسخ والخسف والقذف، فنسأل الله ـ عزّ وجلّ ـ السلامة والعافية، والهداية
إلى الحقّ والثبات عليه، وحسن الخاتمة، والله ولي التوفيق