عندما تطبع العملة الورقية بكميات كبيرة، تفقد قيمتها، فنحتاج إلى كمية أكبر منها من أجل شراء جرام الذهب، والذهب في ارتفاع منذ عام 1971م عندما فك ارتباط العملة
الورقية بالذهب، وأصبحت تطبع من البنوك المركزية بدون أي غطاء، إلا وعد المقترض بالسداد.
ولأن الكثير من التجار يحاولون الربح عن طريق المضاربة بالذهب فإن هذا يخلق موجات من الارتفاع والانخفاض بالسعر المتعلقة مباشرة بالعرض والطلب مما يعطي الناس انطباعاً خاطئاً بأن سعر الذهب ينخفض، بينما لو
صبرنا بضعت أسابيع أو أشهر، لطبعت المزيد من العملة الورقية وأدى ذلك إلى عودة سعر الذهب أعلى مما كان عليه قبل انخفاضه.
الارتفاع الكبير بأسعار الذهب في السنوات الثلاث الأخيرة هي بسبب أن الولايات المتحدة بدأت ما يعرف مشروع الـ KG1، KG2 ، وفي هذا العام KG3 وبموجب هذا المشروع تعرض الحكومة الأمريكية سندات أمريكية بقيمة
معينة (تصل إلى 5 تريليونات ) على أن تسدد بعد عشرين سنة بمبلغ 5 تريليونات ونصف (ربح المشتري لها) ، وتستخدم هذه الأموال بدفع رواتب موظفيها والحرب وجميع المشاريع الحكومية، وفي العادة كان المشتري الرئيسي
لهذه السندات هي الصين والسعودية "ومن أجل هذا الغرض حفروا لها آبار النفط" ، إلا أن فقد الثقة بالدولار أدى إلى العزوف عن شراء تلك السندات فما كان من أمريكا إلا أن تقوم ببيعها إلى بنكها المركزي خلال
السنوات الثلاث الأخيرة، حيث يقوم بشرائها عبر أموال تطبع من الفراغ، مما أدى إلى هذا الانحدار الكبير بقيمة الدولار وبالتالي الارتفاع بسعر الذهب. ولأن معظم الدول تعتبر الدولار هو الاحتياطي النقدي لها
ولأزمة الديون التي تعيشها أوربا لم يكن هذا الانحدار ظاهراً مقارنا بباقي العملات "لأن جميع العملات انخفضت مع الدولار"، ولكنه كان واضحاً مقارنة بارتفاع أسعار الذهب، والمعادن، والمواد الأساسية.