بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) صدق الله العظيم
هذا البيان الحق من صاحب علم الكتاب الامام ناصر محمد اليماني لأرض المحشر
------------------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
قال الله تعالى((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ))صدق الله العظيم
فهذه الآية تتكلم عن يوم القيامة والحساب للذين سيدخلون الجنة من بعد الحساب فيرزقون فيها بغير حساب وأما في ساحة المحشر فيكونوا جميعاً في ارض المحشر أهل النار و وأهل الجنة ويتم إحضار النار والجنة في
الساحة الكونية
تصديقاً لقول الله تعالى
((فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى (36))صدق الله العظيم
فيتم إحضار الجحيم إلى ارض المحشر والنار لها سبعة ابواب لكُل باب منهم جزء مقسوم وكذلك يتم إحضار الجنة إلى نفس أرض المحشر الكُبرى وهو الكون كُلة يدكه دكاً بكافة كواكبه ونجومه ولم يخلقه الله لعباً ولا
عبثاً فيجعله أرض واحدة مستوية لا ترى فيها عوجاً ولا أمتى ويتم إحضار النار والجنة إليها فتكون الجنة بموقع غير بعيد من النار
وقال الله تعالى
((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ
قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ
(20) وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ
عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)
قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا
أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ
أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)) صدق
الله العظيم
تحديث للسؤال برقم 1
وتكون الجنة في أرض المحشر غير بعيدة من النار أي على مقربة منها تصديقاً
قول الله تعالى
((يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31))صدق الله العظيم
غير أن الجنة لا تكون خلف النار بل على مقربة من بعضهما البعض مُتقابلات فالنار تكون إلى جهة الشمال والجنة إلى جهة اليمن وجميع المًتقين والكافرين ينظرون إلى الجنة وإلى النار وهم في ارض المحشر ومن بعد
الحساب والفصل بالحق ومن ثم يأتي التفرق تصديقاً
لقول الله تعالى((وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ))صدق الله العظيم
والتفرق من بعد الحساب فيتم حشر أهل النار من ارض المحشر فيُساقون أهل النار إلى صراط النار
تصديقاً لقول الله تعالى
((احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)صدق الله العظيم
ولكن يتم تقسيمهم إلى سبع زُمر بعدد أبواب جهنم السبعة
تصديقاً لقول الله تعال((وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)) صدق الله العظيم
ولذلك يتم حشر أهل النار من أرض المحشر وتقسيمهم إلى سبع زُمر ثم يُساقون نحو أبواب جهنم السبعة لكُل باب منهم جزء مقسوم
تصديقاً لقول الله تعالى
((وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ))صدق الله العظيم
وأما أهل الجنة فمن بعد الحساب يتم تقسيمهم زُمرا بعدد أبواب الجنة والتزحزح هو الإبتعاد عن النار من نفس منطقة المحشر فلا يُساقون إلى صراط الجحيم بل إلى صراط جنات النعيم المُقيم
تصديقاً لقول الله تعالى
((وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ))صدق
الله العظيم
ويحاول أهل النار الهرب منها صوب الجنة ويتوسلون بالمتقين من أهل الجنة أن ينظروهم ويقتبسوا من نورهم ولكن الملائكة يرجعونهم بالقوة فيساقون قهراً إلى نار جهنم فيستغيثوا بالمُتقين ليقتبسوا من نورهم ذلك
لأنهم لا يزالون مُشركين بربهم عباده المُقربين والنور من الله ومن لم يجعل الله له نور فماله من نور ولكن من كان في هذه أعمى عن الحق فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ولأنهم لا يعرفون الحق والحق هو ربهم
ولذلك يتوسلون إلى عباد الله المُتقين ويقولون لهم
((انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَاب))صدق
الله العظيم
ثم يُضرب بينهم بسور فاصل بين الجنة والنار فباطنه إلى الجنة والنار من قبله لأن النار والجنة قد جعلهم الله يوم القيامة مُتقابلات النار شمال والجنة يمين وسور الأعراف بينهما ومن ثم تُساق طائفة أخرى من
ارض المحشر لم يتم حسابهم ولم يُسألهم الله عن أي شيىء ولم يُحاسبهم الله عن اي شيىء لأن لهم حُجة على ربهم فجعلهم الله فوق سور الاعراف يتفرجون على أهل النار واهل الجنة ولكن من هم تلك الطائفة والجواب
الحق هم القوم الذين ماتوا من أهل القرى من قبل مبعث رسل الله إليهم فأولئك لهم حُجة على ربهم
تصديقاً لقول الله تعالى
((رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا))صدق الله العظيم
كأمثال عبد الله إبن عبد المُطلب أبو محمد رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم وجميع الذين ماتوا من القرى من قبل مبعث رُسل الله إليهم فأولئك لا يُعذبهم الله
تصديقاً لقول الله تعالى
((وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً))صدق الله العظيم
تحديث للسؤال برقم 2
فأولئك هم أصحاب الأعراف فلم يجعلهم الله من اهل الجنة ولم يجعلهم الله من اهل النار وشهدوا كيف أن الله حاسب عباده وكيف فصل بينهم بالحق وبين انبيائهم وسأل الله أنبياءهم هل بلغتم فأجابوا نعم وشهدوا
على بلاغهم الذين صدقوا بشأنهم وصار لديهم مفهوم قصة الرسل وأقوامهم والذين كذبوا برسل ربهم والذين صدقوا برسل ربهم فصار الأمر واضح لديهم كامل من البداية إلى النهاية عن اقوامهم من بعدهم ومنهم من يعرف
رجال من أهل النار كمثل أبي لهب والوليد إبن المغيرة فمثلا أبو النبي عبد الله إبن عبد المطلب يعرف أبا لهب ويعرف الوليد إبن المغيرة وغيرهم من قبل موته وكذلك جميع اهل الأعراف الذين ماتوا من قبيل مبعث
الرسل يعرفون الناس الذين كانوا بجيلهم غير انهم ماتوا من قبل بعث رسل الله إلى القرى فبعضهم قبل مبعث رسول ربه إلى قريته بشهر أو اكثر من ذلك بسنين أو أقل ولكنهم قد علموا أن هؤلاء المُترفين الذين كانوا
يعرقونهم قد بعث الله رسلا" من بعدهم وكذبوا برسل الله الذين أرسلهم الله إليهم من بعد موتهم وبالذات الذين يموتون من اهل القرى قُبيل بعث الرسول إليهم فهم حتماً يعرفون المُترفين في جيلهم ووجدوا خبرهم أن
الله بعث إليهم رسول فكذبوا به وكانوا يعرفون أنهم اغنياء ولذلك قالوا لهم
((وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُم قَالُوا مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ))صدق الله العظيم
ولذلك ينادونهم من فوق الأعراف لأنهم يعرفونهم بصورهم في الدُنيا وقبل التفصيل في شأن اهل الاعراف نعود إلى اصحاب الجنة والنار بعد إنتهاء الحساب وإقامة الحجة بالحق فيدخل اهل النار النار ويدخل اهل الجنة
الجنة فينادي أصحاب الجنة اصح