اما عن محمد الموصوف باوصاف فاقت اوصاف الله
والشرك بالله بان ينقص ايمان من لم يقول الشهادتين اليكم قصة غريبه /
محمد يتحرش بامرأة في بيتها وامسكها ليقبلها وهي ترده وتصفه بالسوقي وتتعوذ بالله منه
صحيح البخاري - الطلاق - من طلق وهل يواجه الرجل امرأته بالطلاق
حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الرحمن بن غسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن أبي أسيد رضي الله عنه قال
خرجنا مع النبي ( صلعم ) حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشوط حتى انتهينا إلى حائطين فجلسنا بينهما فقال النبي ( صلعم ) اجلسوا ها هنا ودخل وقد أتي بالجونية فأنزلت في بيت في
نخل في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل ومعها دايتها حاضنة لها فلما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم قال هبي نفسك لي قالت وهل تهب الملكة نفسها للسوقة قال فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن
فقالت أعوذ بالله منك فقال قد عذت بمعاذ ثم خرج علينا فقال يا أبا أسيد اكسها رازقيتين وألحقها بأهلها
وقال الحسين بن الوليد النيسابوري عن عبد الرحمن عن عباس بن سهل عن أبيه وأبي أسيد قالا تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أميمة بنت شراحيل فلما أدخلت عليه بسط يده
إليها فكأنها كرهت ذلك فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رازقيين حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير حدثنا عبد الرحمن عن حمزة عن أبيه وعن
عباس بن سهل بن سعد عن أبيه بهذا
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله ( هبي نفسك لي إلخ )
السوقة بضم السين المهملة يقال للواحد من الرعية والجمع , قيل لهم ذلك لأن الملك يسوقهم فيساقون إليه ويصرفهم على مراده , وأما أهل السوق فالواحد منهم سوقي , قال ابن المنير : هذا من بقية ما كان فيها من
الجاهلية , والسوقة عندهم من ليس بملك كائنا من كان , فكأنها استبعدت أن يتزوج الملكة من ليس بملك , وكان ( صلعم ) قد خير أن يكون ملكا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا تواضعا منه ( صلعم )لربه . ولم يؤاخذها
النبي ( صلعم ) بكلامها معذرة لها لقرب عهدها بجاهليتها , وقال غيره يحتمل أنها لم تعرفه صلى الله عليه وسلم فخاطبته بذلك , وسياق القصة من مجموع طرقها يأبى هذا الاحتمال , نعم سيأتي في أواخر الأشربة من
طريق أبي حازم عن سهل بن سعد قال " ذكر للنبي ( صلعم ) امرأة من العرب , فأمر أبا أسيد الساعدي أن يرسل إليها فقدمت , فنزلت في أجم بني ساعدة , فخرج النبي ( صلعم ) حتى جاء بها فدخل عليها فإذا امرأة منكسة
رأسها , فلما كلمها قالت : أعوذ بالله منك , قال : لقد أعذتك مني . فقالوا لها أتدرين من هذا ؟ هذا رسول الله ( صلعم ) جاء ليخطبك , قالت كنت أنا أشقى من ذلك . فإن كانت القصة واحدة فلا يكون قوله في حديث
الباب ألحقها بأهلها ولا قوله في حديث عائشة الحقي بأهلك تطليقا , ويتعين أنها لم تعرفه . وإن كانت القصة متعددة ولا مانع من ذلك فلعل هذه المرأة هي الكلابية التي وقع فيها الاضطراب . وقد ذكر ابن سعد بسند
فيه العزرمي الضعيف عن ابن عمر قال " كان في نساء النبي صلى الله عليه وسلم سنا بنت سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب , قال : وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا أسيد الساعدي يخطب عليه امرأة من
بني عامر يقال لها عمرة بنت يزيد بن عبيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر , قال ابن سعد : اختلف علينا اسم الكلابية فقيل فاطمة بنت الضحاك بن سفيان وقيل عمرة بنت يزيد بن عبيد وقيل سنا بنت سفيان بن عوف
وقيل العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف , فقال بعضهم هي واحدة اختلف في اسمها , وقال بعضهم بل كن جمعا ولكن لكل واحدة منهن قصة غير قصة صاحبتها " . ثم ترجم الجونية فقال : أسماء بنت النعمان . ثم أخرج من
طريق عبد الواحد بن أبي عون قال " قدم النعمان بن أبي الجون الكندي على رسول الله ( صلعم ) مسلما فقال : يا رسول الله ألا أزوجك أجمل أيم في العرب , كانت تحت ابن عم لها فتوفي وقد رغبت فيك ؟ قال : نعم .
قال : فابعث من يحملها إليك . فبعث معه أبا أسيد الساعدي . قال أبو أسيد فأقمت ثلاثة أيام ثم تحملت معي في محفة فأقبلت بها حتى قدمت المدينة فأنزلتها في بني ساعدة , ووجهت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو في بني عمرو بن عوف فأخبرته " الحديث . قال ابن أبي عون : وكان ذلك في ربيع الأول سنة تسع . ثم أخرج من طريق أخرى عن عمر بن الحكم عن أبي أسيد قال " بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجونية
فحملتها حتى نزلت بها في أطم بني ساعدة , ثم جئت رسول الله ( صلعم ) فأخبرته , فخرج يمشي على رجليه حتى جاءها " الحديث . ومن طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال : اسم الجونية أسماء بنت النعمان بن أبي
الجون , قيل لها استعيذي منه فإنه أحظى لك عنده , وخدعت لما رئي من جمالها , وذكر لرسول الله ( صلعم ) من حملها على ما قالت فقال : إنهن صواحب يوسف وكيدهن . فهذه تتنزل قصتها على حديث أبي حازم عن سهل بن
سعد , وأما القصة التي في حديث الباب من رواية عائشة فيمكن أن تنزل على هذه أيضا فإنه ليس فيها إلا الاستعاذة , والقصة التي في حديث أبي أسيد فيها أشياء مغايرة لهذه القصة , فيقوى التعدد , ويقوى أن التي في
حديث أبي أسيد اسمها أميمة والتي في حديث سهل اسمها أسماء والله أعلم . وأميمة كان قد عقد عليها ثم فارقها وهذه لم يعقد عليها بل جاء ليخطبها فقط .