هل هدف الزواج هو فقط حماية الشخص من أن يخطئ جنسياً وإشباع الفرد نفسياً بوجود آخرمعه ؟ ...
أم أن الزواج يحتوي غير ذلك من الروابط الكثيرة بين رجل وامرأة التقيا في نقطة وأراد كل منهما أن يستمر اللقاء طوال حياتهما الآتية ؟!
الزواج فيع إشباع لنواحٍ كثيرة وهامة جداً :
- هناك رغبة داخلية عميقة خُلِقَ بها الإنسان واحتياج أن يهتم اهتماماً خاصاً جداً بشخص قريب منه في علاقة حميمة يكون فيها هو الراعي لهذا الشخص. هذا الاحتياج يتضمن أيضاً الرغبة الداخلية العميقة لتلقي
الرعاية والاهتمام من نفس الشخص ... هذا هو أحد الدوافع الهامة جداً للبحث عن شريك يكون هو النصف الآخر المُكَمِّل .
- وعادة بعد الارتباط يأتي الأولاد ويجد كل واحد من الزوجين أنه قد دخل في علاقة جديدة أخرى وفريدة من نوعها تُشبِع احتياجاً آخر عميقاً ... هو أن نبتة صغيرة رائعة هي جزء منكَ ... كيان إنساني جديد أعطاك
الله أن تشارك بجسدك مع شريكك في عملية خلقة ... هذا الكائن الإنساني الجديد هو جزء حي من شريك أو شريكة حياتك وهو في نفس الوقت جزء حي منك أنت شخصياً ... نبتة جديدة خلقها الله بكما معاًًً لتستمتعا بها
وهي تنمو وتنتقل من مرحلة لأخرى لتُكَمِّل مسيرة الحياة الإنسانية وتحقق هدف الله بأن يستمر الجنس البشري.
- أيضاً الزواج دخول في علاقة جديدة مع أهل الزوجة أو الزوج ... وكلما تَعَلَّمَ الواحد منا كيف يتأقلم ويَقْبَل ويحب أهل الشريك كلما تعمقت وتأصلت علاقته بشريك حياته وهذا يُثمر انسجام وتَوَحُّد ودِفء
زوجي مُتَبَادَل وينعكس على علاقتهما بأطفالهما في دفء الأسرة المترابطة.
- و يجب أن نعترف أن هذا صعب فكلامنا ليس من خيال الشعراء ولا نظرة مثالية لشخص يجلس في برج عالي من زجاج ... فجو الدفء الأُسََري ليس من السهل الوصول إليه ولا الاستمرار فيه ... لكنه ممكن ويتطلب من
الزوجين نقطتين كل منهما هام كجناحي الطائر الذي يسقط بدون أحدهما وهما :
v الحب
v التفاهم
وعادة الحب هو الدافع للزواج وينمو بين الزوجين باستمرار العلاقة والحياة اليومية ... لكننا نحتاج أن نتكلم عن التفاهم ... فكيف يكون التفاهم ؟
(1) أن يبذل كل شريك الجهد في أن يكون هو نفسه مفهوماً لشريكه ككتاب مفتوح يعلن فكره ومشاعره وما يقبل وما يرفض وما يتمنى بكلمات وتصرفات وإشارات مفهومة ومقبولة من شريكه ؛ وأن
يكون الشريك هو الصديق الذي يستأمنه على أدق أسراره وأعمق أفكاره.
(2) وأن يجاهد ليفهم كلمات وتصرفات وإشارات ورغبات وفكر ومشاعر وأهداف شريكه ليس فقط كما يعرفه الآخرون بل معرفة داخلية حقيقية يشاركه في الفكر والمشاعر ؛ ويسمع له ويساعده
ويسانده في كل احتياج بكل ما يملك ...
(3) أن يعرف كل منهما ماذا يفعل عندما يختلفان ... ومن الطبيعي أن يختلفا في أمور متعددة لكن يجب ألايسمحا للاختلاف أن يؤدي إلى خلاف بل يتفقا مسبقاً ماذا يفعل كل واحد منهما عند الاختلاف
.
بالتأكيد هذا يتطلب جهداً مشتركاً من الزوجين وإعطاء كل منهما للآخر الوقت والإهتمام بصفته أهم إنسان في حياته والاهتمام به هو إهتمام الشخص بنصفه الآخر الذي لايمكن أن يستغني عنه بل وعدم التفاهم يتسبب في
إفساد الحب وتزداد الأمور سؤاً لكليهما ولأطفالهما بمرور الأيام في عدم التفاهم .
ومن الناحية الأخرى ما أروع الحياة الزوجية في المعادلة الهامة:
حياة زوجية رائعة = حب + تفاهم
وهذه الحياة الزوجية الرائعة لن تنعكس فقط في دفء عائلي على
أطفالهما فقط بل سيجدا أنهما مصدر حب ودفء لكل الذين حولهما ويساعدان من حولهما من أزواج وزوجات يحتاجون للرأي والمشورة .
وهنا نُذَكِّر أن الوصول لهذا ليس سهلا بل يحتاج جهداً واهتماماً يومياً بشريك الحياة الذي هو بمفهوم الجسد الواحد ليس شخصاً آخرمنفصلاً بل هو النصف الآخر المُّكَمِّل …
ولا ننسي أن العلاقة الصحيحة والسليمة مع شريك الحياة لابد أن تسبقها وتحتويها وتقودها العلاقة الصحيحة والسليمة مع الله وليتذكر كل منا أن :
الزواج لكي يكون ناجح ورائع لا يكفي أن يكون علاقة بين شريكين بل بين ثلاثة الله وأنت وشريك حياتك
و نُذَكِّر بما جاء في الإنجيل المقدس :
«24 كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ...28 كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ
امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ.29 فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ».(أفسس 5: 24, 28, 29)