يقدم أحدهم إليك خدمة، ويبذل مجهودا معينا قد يستخدم فيه يديه بشكل خاص فتقول له شاكرا مادحا: (تسلم يدك) أو (سلمت يداك) أو
(سلمت أناملك) أو (سلمت هذه الأنامل)! أما إذا قال قولا جميلا مستحسنا كان له وقع جميل في نفسك فإنك تنفعل وتقول له شاكرا مثنيا ومادحا: (سلم هذا الفم) الذي أخرج هذه الجواهر، أو (يسلم فمك)، أي أنك تدعو له
بسلامة الفم، ولما كانت سلامة الفم مرتبطة بسلامة الأسنان، ولما كان تكسر الأسنان معناه (فض الفم)، فأنت تستعيض عن معنى سلامة الفم بسلامة الأسنان، بحكم أن سلامة الأسنان من سلامة الفم، وتقول له (سلمت
أسنانك) أو (لا كسرت أسنانك) أو (لا كسرت هذه الأسنان)، والأفصح أن تستخدم المصطلح التقليدي الفصيح (لا فض فوك) الذي كان دعاءا رائجا في قديم الزمان لسلامة الأسنان، إذ كان للأسنان أهمية استثنائية في ذلك
الزمن، وكان فقدها أو تخلعها وتكسرها يعتبر مشكلة وورطة كبيرة في غياب البديل المتوفر هذه الأيام مثل أطقم الأسنان وزراعة الأسنان وما إلى ذلك!
لهذا فإن معنى (لا فض فوك) المرتبط بالدعاء بسلامة الأسنان لم يعد له استخدام في يومنا هذا بسبب وجود البديل والتطور الهائل الحادث في طب وصناعة الأسنان، وبالتالي فإن الترجمة الحرفية بمعنى (سلمت أسنانك)
لا تجوز بسبب انقراض المعنى في الاستخدام الحديث على الأقل دون النصوص التاريخية. ويبقى لدينا المعنى الثاني وهو الدعاء بسلامة الفم حين يكون مصدرا للجميل من الكلام أي (سلم فمك)، وينبغي على المترجم أن
يختار بين هذين المعنيين بحسب السياق، وأن لا يخلط بينهما، لأن كلا منهما منفصل تماما عن الآخر، وإن اشتركا في العبارة.