شاعر العرب (المتنبي):قال
قبلتها ودموعي مزج ادمعها
وقبلتني على خوف فماً لفم
قد ذقت ماء حياة من مقبلها
لو صاب تربا لأحيا سالف الأمم
**************************
وقال الوليد بن يزيد:
فما مسك يعلو بزنجبيل
ولا عسل بألبان اللقاح
بأشهى من مجاجة ريق بنتٍ
ولا ما في الزقاق من القراح
**************************
قال جميل بثينة:
ألم تعلمي يا عذبة الماء انني
أظل إذا لم اسق ماءك صاديا
هي السحر إلا أن للسحر رقية
وانني لا الفي لها الدهر راقيا
**************************
قال امرؤ القيس:
وثغر اغر شتيت النبات
لذيذ المقبل والمبتسم
وما ذقته غير ظن به
وبالظن يقضي عليه الحكم
**************************
وقال بشار:
يا أطيب الناس ريقا غير مختبر
إلا الشهادة أطراف المساويك
قد زرتنا مرة في الدهر واحدة
ثنّي ولا تجعليها بيضة الديك
يا رحمة الله حلي في منازلنا
حسبي برائحة الفردوس من فيكِ
**************************
ويقول البحتري في قبلة:
قبلتها من بعيد فانثنت غضبا
وقد تبين فيها التيه والخجل
ومسّحت قبلتي من خدها ومشت
كأنها ثمل او مسها خبل
**************************
ويقول امين نخلة في الفم:
انا لا أصدق أن هذا
الأحمر المشقوق فم؟
بل وردة مبتلة
حمراء من لحم ودم
أكمامها شفتان، خذ
روحي وعللني بشم
إن الشفاه أحبها
كم مرة قالت : نعم ...
**************************
ويقول في قصيدة الشفة:
في الأشرفية يوم جئت وجئتها
نفسي على شفتيك قد جمعتها!
ذقت الثمار ونكهة إن لم تكن
هي نكهة العنب الشهي فأختها
الكرم اورق يوم جئت عريشه
أروي عن الشفة التي قبلتها
وترنح العنقود يقطر لذة
لما انثنيت فقلت : اني ذقتها
ياقوتة حمراء غاصت في فمي
وشقيقة النعمان قد نولتها
لولا نعومة من بها وحنو ما
بي في الهوى للقمتها وللكتها!
ملساء مر بها اللسان فما درى!
لولا تتبع طعمها لأضعتها
وكأنما بخلت علي بلفظة
وهناك في كتب العبير قرأتها
من مرقص الغزل ارتجلت قصيدتي
وبكل واد للهوى رددتها
أفرغت من شم ومن ضم ومن
متعات ثغرك في الحروف وصغتها
شعر بأشهى الطعم من أشهى فم
طابت قوافيه وأسعد بختها
والذ تأدية وافصح منطقا
إغضاء عينك ،يومذاك وصمتها
**************************
**************************
يقول شاعر المرأة نزار قباني في قصيدة الشفة:
منضمة مزقزقة
مبلولة كالورقة
سبحانه من شقها
كما تشق الفستقة
نافورة صادحة
وفكرة محلقة
وعاء ورد أحمر
في غرفة مزوّقة
وباقة من كرز
بأمها معلقة...
ماذا على السياج
أي وردة ممزقة؟
قرت على لين الحرير
لوحة موفقة
وعرشت على بياض
وجهها كالزنبقة
رفيقة للهدب
للجديلة المصفقة
للمقلة الخضراء
للغلالة الغرورقة
كم قبلة زرعتها
منغومة مموسقة
على فم كانما
خلاّقه ما خلقه
وأنتِ فوق ساعدي
مأخوذة مستغرقة
مرتاعة.. ضفيرة
حيرى، وعينا مغلقة
أبيننا .... ما بيننا
وأنتِ خجلى مطرقة؟
ويقول في أخرى:
في وجهها يدور كالبرعم
بمثله الاحلام لم تحلم
كلوحة ناجحة لونها
أثار حتى طائر المرسم
كفكرة جناحها أحمر
كجملة قيلت ولم تفهم
كنجمة قد ضيعت دربها
في خصلات الأسود المعتم
زجاجة للطيب مختومة
ليت اواني الطيب لم تختم
من أين يا ربي عصرت الجنى؟
وكيف فكرت بهذا الفم
وكيف بالغت بتدويره؟ وكيف وزعت نقاط الدم
وكيف بالتوليب سورته؟
بالورد والعناب والعندم؟
وكيف ركّزت إلى جنبه
عمّازة تهزأ بالانجم؟
كم سنة ضيعت في نحته
قل لي : ألم تتعب .. ألم تسأم؟
منضمة الشفاه .. لا تفصحي
أريد ان ابقى بوهم الفم
أروع ما قيل في الحب والغزل
يقول أبو تمام في وصف المحبوبة:
قمر تبسّم عن جُمانٍ نابت
فظللت أرقبه بعين الباهت
ما زال يقصُر كلُّ حسن دونَه
حتى تفاوت عن صفات الناعت
سجد الجمالُ لوجهه لمّا رأى
دهش العقولِ لحُسنهِ المتفاوت
إنِّي لأرجو أنّ أنال وصاله
بالعطف منه ورغم أنف الشامت
*****************************
يقول أبو نواس في قصيدة يصف فيها فتاة تغتسل وقد راعها الرقيب فأسبلت جفونها فوق عيونها في خفر وحياء!
نضت عنها القميص لصب ماءِ
فورّد خدّها فوط الحياءِ
وقابلتِ النسيمَ وقد تعرّت
بمعتدلٍ أرق من الهواء
ومدّت راحةً كالماء منها
إلى ماءٍ معدٍّ في إناء
فلمّا إن قضت وطراً وهمّت
على عجل لتأخذ بالرداء
رأت شخص الرقيب على التداني
فأسبلت الظلام على الضياء
فغاب الصبح منها تحت ليلٍ
وظلّ الماء يقطر فوق ماء
فسبحان الإله وقد براها
كأحسنِ ما تكون من النساء
*****************************