مزايا النظام الفدرالي
الحقيقة أن هناك العديد من المزايا للنظام الفدرالي، لعل من أهمها:
(1) أن النظام الفدرالي كفكرة يمكن اعتباره من أعظم عمليات الهندسة السياسية؛ وذلك لأنه حاول أن يوفق بين هدفين سياسيين، يبدو متناقضين: الهدف الأول هو تكوين حكومة مركزية قويه وفاعلة، والهدف الثاني هو
المحافظة على استقلالية (أو شبه استقلالية) حكومة الولايات. بمعنى آخر يمكن القول بأن النظام الفدرالي يقوم على أساس فكرة توزيع السلطات بين الحكومة المركزية، والحكومات الأخرى في الدولة.
(2) يتميز هذا النظام بإعطاء الحق لكل إقليم (أو ولاية)، بأن تكون لها سياساتها الخاصة بها، بما لا يتعارض مع الدستور الفدرالي، ولا يتعارض مع سياسات أو إثفاقيات الدولة الاتحادية. بمعنى أنه يمكن أن يكون
للولايات سياسات تعليمة، أو إسكانية، أو صحية، أو ثقافية مختلفة عن بعضها البعض، بما لا يتعارض مع الدستور الفدرالي، وسياسات الحكومة الفدرالية.
(3) هذا النظام يمكن اعتباره من أحسن الإجابات لحل مشكلة الحكم في الدول كبيرة الحجم جغرافياً. والحقيقة أن كل الدول كبيرة الحجم جغرافياً، والناجحة سياسياً، قد تبنت هذا النظام، مثل الولايات المتحدة،
وألمانيا، وروسيا، و كندا، والبرازيل، ونيجيريا، وجنوب أفريقيا، وكندا.
(4) هذا النظام هو الأنسب للدول صغيرة الحجم جغرافياً، وبها العديد من الاختلافات العرقية، أو اللغوية، أو الدينية، أو الجهوية .. إلخ. ولعل أحسن مثال على هذا، هو دولة سويسرا، التي يقطنها حوالي 7،523،934
مواطن، حسب إحصائيات 2006، والتي لا تزيد مساحتها عن 41،290 كيلومتر مربع. وفي هذه المساحة الصغيرة يسكن ثلاث شعوب: إيطاليون، وألمان، وفرنسيون. وببساطة، فإن سر نجاحهم، وتعايشهم مع بعضهم البعض، هو نظامهم
السياسي الفدرالي.
(5) النظام الفدرالي يسمح لكل النشطاء السياسيين على المستوى المحلي والإقليمي، من تحقيق مصالحهم، وحاجاتهم المختلفة، من خلال الدستور.
(6) هذا النظام يحقق المبدأ السياسي القائل: “التنوع من خلال الوحدة”. بمعنى السعي من أجل إيجاد حكومة مركزية، قوية، ومتماسكة، مع السماح بالتنوع، وشيء من اللامركزية في الدولة. وبمعنى آخر هذا النظام يساعد
على تحقيق الوحدة بين أبناء الدولة، دون التشاكل (أو التماثل).
(7) هذا النظام يشجع على تجربب المشاريع على مستويات صغيرة، قبل تبنيها كسياسات شاملة ومكلفة.
(8) هذا النظام يجعل السلطات قريبة من المواطنين.
(9) وأخيراً هذا النظام سيحد من إمكانية انتشار الاستبداد والطغيان، ومنع إمكانية سيطرة مجموعة صغيرة على شؤون الحكم ببساطة.