اجهزة التكييف اختراع عربي اسلامي
العرب المسلمون هم اول من ابتكر مكيفات الهواء الباردة والساخنة،
وكتب التراث حافلة بهذا الاختراع الفريد من نوعه.
الرحالة ابن بطوطة والقاضي الفاضل، والشاعر مهياد الديلمي ولعوا بـ"البادهنج"
اول جهاز تكييف في العالم فخلدوه في كتبهم واشعارهم.
"البادهنج" جهاز للتهوية صمم ببراعة، وفق افضل الاسس الهندسية والفنية
في العصر العباسي لتكييف الهواء
في القصور والديوانيات وقد اشار الى ذلك، المؤرخ الاوربي دوزي في كتابه (تكملةالمعاجم العربية)
بقوله (البادهنج انبوب شبيه بانبوب المرقد او المدفئة يتخذ للتهوية)،
وجاء على ذكره أيضاً عبدالله الشبراوي في كتابه (عنوان البيان وبستان الاذهان).
واصفاً إياه بالمنخد الذي تجيء منه الريح اسمه -بادهنج- وجمعه (بادهنجات)
يشيد وسط المبنى، فوق الاسطح
لتلقي الهواء الملطف، ويسقطه من فتحات في السقف الى القاعات والايوانات.
وأسماه ابو الحسن الانصاري (راووق النسيم) وتغنى به بأبيات من الشعر مطلعها:
ونفخة بادهنج اسكرتنا وجدت بروحها برد النسيم
صفا وجرى الهواء فيه رقيقا فسميناه راووق النسيم
البادهنج تعني (الملطف) لا يزال اقدم نموذج للبادهنج قائما في مصر في جامع الصالح
طلائع بن رزيك، وتوجد نماذج أخرى منه في مدرسة تعود الى العصر الايوبي، ولم يكن نصيب البادهنج
- وتوجيهه اعتباطيا وانما وفق اسس عليمة دقيقة يراعى فيها القبلة وجهة المحراب وكان يتولى هذه المهمة
مهندسون وفلكيون، وممن كتب بهذا المجال من الفلكيين المصري ابن المجديات 850 هـ في كتابه
(تحفة الاحباب في نصب الباداهنج والمحراب)
ولا تزال هذه الرسالة مخطوطة في دار الكتب المصرية بالقاهرة،
واشار برهان الدين القيراطي وهو شاعر من عصر المماليك الى البادهنج قائلا:
يا طيب نفحة البادهنج لم تزل بهوائه لنفوسنا صافيا
مفرس يجذب الريح من آفاقها فكانه للريح مغناطيس
وقال في البادهنج شهاب الدين بن أبي حجلة
وباذهنج تراه كغصن فان ترنح
يهتز عند العطايا لانه يستريح
وكان القاضي الفاضل وزير السلطان صلاح الدين الايوبي مولعا بالبادهنج وله فيه اشعار واقوال
وكذلك الشاعر مهياد الديليمي ت 428 هـ
وجاء على ذكره كذلك ابن بطوطة في معرض كلامه عن السلطان بركي
ولم يتوصل احد من الباحثين الى اصل الكلمة ومعناها من انها كلمة من مقطعين باد -هواء، ونج
وتعني فوهة فيكون المعنى فوهة الهواء وترد ايضا بالذال المعجمة فهو بادنج وباذهنج
وكان الباذهنج يكيف
بحسب تقلبات الطقس ففي الصيف تكبس مواقع منه بالثلج المجلوب من جبال لبنان
فيخرج النسيم مبرد، وفي الشتاء يوضع الفحم المشتعل في منحى منه فينتشر حينذاك الدفء،
وفي ذلك قال القاضي الفاضل في بادهنج شديد الحرور كأنه يتنفس نفس الصدور.