العنف الثوري فعل تنتخبه الجماهير المسلوبة الارادة والمجتمع المستعبد كذلك فئة اجتماعية سلبت حريتها وكرامتها بواسطة السجون والمعتقلات والابادة الجماعية والتغييب
وحبال المشانق، لذلك تلجأ الاحزاب والتكتلات السياسية والاجتماعية لمثل هذا الفعل لاعادة حقوقها الانسانية الدستورية الطبيعية، لكنه عندما تشمل نتائج العنف الثوري المجتمع الامن تتحول الى صنف الجريمة
الجنائية ويتحول الثوري الى سفاح عديم الضمير، لانه وضع مصلحة افكاره التي يؤمن بها وحده فوق الامن والسلامة الاجتماعية والانسانية وتتحول تلك المجاميع الى منظمات ارهابية لانها لا تراعي شروط واصول الصراع
السياسي ـ السلمي مثل الاعلام السمعي والمرئي والمقروء ـ الاجتماعات العامة ـ استطلاعات الرأي العام والتوعية الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات النقابية والمهنية والفنية. كذلك يجب ان تكون هذه
القوى لها كيانات سياسية علنية ذات اهداف وشعارات واضحة وعقلانية مقبولة من المجتمع الواعي وعكس ذلك التصور هو الارهاب بعينه لسفك الدماء وزرع الرعب المنافي لابسط المفاهيم الحقوقية والانسانية.
اما المقاومة: فهي احدى اشكال الصراع المسلح بين حكومة دكتاتورية مستبدة وبين الشعب (المجتمع) الرافض لذلك الطغيان، ويتمثل هذا الرفض في عدة اشكال.. فهي اما احزاب ذات اهداف وشعار وبرنامج سياسي واجتماعي
للتغيير او لتحول اجتماعي واضح المعالم ومعلن، لذلك تلتف حوله الجماهير المثقفة والواعية لذلك البرنامج والهدف، فتستخدم اسلوب حرب الشوارع ضد ممثلي الحكومة الدكتاتورية واجهزتها القمعية عندما يفقد الحوار
السلمي والحقوق القانونية جدواه (كما فعلت المعارضة الكردستانية بجانب المعارضة الوطنية بكل فصائلها ـ قوات البشمركه وقوات بدر وفصائل الانصار للحركة الاشتراكية والديمقراطية العراقية) بعد ان سقط صنم
الدكتاتورية العفلقية من خلال اتحاد قوى المعارضة المسلحة والاحزاب الوطنية الديمقراطية والاشتراكية العراقية مع التحالف الدولي.. ثم اتخذت شكل الديمقراطية والتعددية والاتحادية كبرنامج لتغيير الوضع
المأساوي الذي عانت منه مكونات الشعب العراقي. انتهت صورة الدكتاتورية (التي هي نقيض الديمقراطية والحرية) وبدأت مرحلة بناء دولة تحفظ القانون الذي يحمي الفرد والمجتمع من الاستبداد وتشكيل انساني يؤمن
بالسلام والحوار السلمي والدستور العادل وحقوق الانسان فأين هي الدكتاتورية؟
سؤال اوجهه الى كل من تورط باي شكل من الاشكال في ظل أي ظرف خاص او عام. ونسلط الضوء بصورة اوضح لتمييز الارهاب عن المقاومة والعنف الثوري في اشكالها واسبابها.
1 ـ غياب الرؤيا الواضحة والمنطقية لدى القوى السياسية تدفعه لاستعمال كل السبل بتفسير ضيق الافق فتنجرف للارهاب.
2 ـ ممارسة الهيئات التنفيذية العنف في جميع المواقف وبتبرير كيفي وشخصي ودون تحديد بؤر الارهاب بشكل دقيق شكل من اشكال الارهاب.
3 ـ غياب قاعدة الحوار السلمي يمهد الطريق للاجتهادات الشخصية والتصرفات اللاواعية لتبرير القتل وتفسير الرعب الجماعي.
4 ـ الارهاب لا يدين نفسه فقط بل الانفعالات الذاتية للقوى المضادة فتحول القوى الوطنية الى ارهابية بالممارسات المبررة بشكل شخصي غير الواعي.
5 ـ اباحة الارهاب ضد الشعب والقوى الوطنية تؤدي الى استخدام العنف اللاقانوني ضد القوى الوطنية والديمقراطية في السلطات الثلاث ودوائر الدولة وهيئاتها الفنية والادارية والمهنية.
6 ـ تنامي البيروقراطية والفساد الاداري يمنح الارهابيين شرعية صورية لافعالهم وانفعالاتهم الدموية.
7 ـ تفشي اشكال الاضطهاد المذهبي والقومي يؤدي الى الارهاب بمرور الزمن يحمل طابع الدفاع عن المذهب والحقوق القومية والدينية ..الخ
من المستفيد من هذا القتل والتدمير؟
هل هي الام التي فقدت ابنها في احدى التفجيرات العشوائية ام الاب الذي حمل اشلاء ابنائه بعد كل انفجار عبوة ناسفة ام الزوجة والاولاد الابرياء الذين انتظروا عودة رب العائلة يحمل لهم لقمة العيش في الزمن
الصعب؟
هل هذا ما انتظره اباء وامهات وابناء ضحايا الدكتاتورية البغيضة التي ما زالت صور المقابر الجماعية والانفال سيئة الصيت وحلبجه وابناء الاهوار والجنوب العزيز محفورة في ذاكرة جدران السجون والرمال والاهوار
والجبال وحتى الماء والهواء؟ هل هكذا نجزي من حمل الموت على اكفه وذهب لصناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم في مجلس ينعمون باجهزة التكييف والرواتب الضخمة ثم التقاذف بالشتائم وكلمات غير مسؤولة الى بعضهم
البعض؟
فكلهم يصرخون كفى دموعا كفى دماء كفى ارهابا ورعبا، اصحوا ايها العراقيون لتتوحد آمالنا وتتفاعل قلوبنا وتتماسك قوانا لبناء دولة القانون وحقوق الانسان.
ولنحمل ابناءنا الى شاطىء السلام ثم ننطلق نحو فجر الحرية والديمقراطية والتعددية والفيدرالية