إصابات وأمراض الجهاز العضلي ( العضلات ) :
إن الأمراض التي تصيب العضلات هي إما أمراض العضلات المباشرة , أو أمراض العضلات غير المباشرة التي يكون سببها اضطراب الجهاز العصبي . وفيما يلي أهم إصابات وأمراض العضلات :
(1)إصابة العضلات:
تحدث إصابة العضلات نتيجة الجهد العضلي الشديد , كما في مباريات كرة القدم ، وكرة السلة ، والكرة الطائرة .. وغيرها من الألعاب العنيفة. وغالبا ما تتمزق عضلات كبيرة مع أوتار حزمها أو تلتوي, كما يمكن
الإصابة بتمزق عضلات الفخذ , أو الساق , أو مؤخرة القدم . وأول الأعراض في مثل هذه الإصابات هو انبثاق ألم مفاجئ وحاد يتبعه عدم إمكانية استعمال العضلة المصابة . ويمكن لمدلك الفريق أو المشرف الصحي تحديد
البقعة المؤلمة بواسطة الضغط باليد .
وقد تحتاج المعالجة بمثل هذه الإصابات إلى التثبيت أو التجبير , أو إلى جراحة خاصة يتبعها علاج حراري , وتدليك, وتمارين خاصة . وهذا القسم المتخصص من الطب يعرف بطب الحركة الرياضية , وفيه يتدرب الأخصائيون
لتحسين وتطبيق الطرق الفنية لمعالجة إصابات اللاعبين من الملاعب الرياضية .
(2)مرض ضمور العضلات الشوكي Spinal Muscular Atrophy
هو مرض وراثي يظهر هذا المرض على شكل ضمور لعضلات الأطراف مع ارتخاء شديد في العضلات. مرض الضمور العضلي الشوكي ناتج عن خلل(طفرة) في جين يسمى اختصارا (SMN) و المعلومات المتوفرة في هذا الوقت
هو أن هذا الجين ينتج بروتين له دور مهم في الخلايا الأمامية للحبل الشوكي .و الخلايا الأمامية هي التي تتحكم بحركة العضلات الموجودة في أجزاء الجسم المختلفة عن طريق ألياف عصبية طويلة . فعند رغبة
الإنسان مثلا في تحريك تلك العضلة فان الخلية الأمامية ترسل إشارة كهربائية عبر تلك الألياف العصبية لتحرك العضلة. وعند ضمور الخلايا الأمامية فان العضلات لا تستطيع الحركة ومع الوقت تضمر تلقائيا
تضمر هذه العضلات أيضا.و بغض النظر عن الدور الحقيقي للبروتين المنتج من جين (SMN) فان هذا البروتين مهم في استمرار الخلية الأمامية في أداء دورها.
و مع أن ضمور الخلايا الأمامية متواصل فالمصابين بالمرض فان العبء عليها أيضا يزداد مع نمو الجسم و زيادة العضلات و حاجة الجسم للحركة. و لذلك فان الأمر يزداد تعقيدا فمع عدم الحركة و ضمور العضلات فان
الهشاشة في العظم تزداد و يبدأ العمود الفقري بالانحناء نتيجة لعدم أداء العضلات لدورها المتوقع و الذي هو الحركة و الحفاظ على توتر(شد) العضلات
وهناك أربعة أنواع من مرض ضمور العضلات الشوكي ثلاثة منها تصيب الأطفال و النوع الرابع يصيب الكبار.
3-مرض ويردنيج-هوفمان Werdnig-Hoffman Disease
وهو النوع الأول الشديد. وسمي المرض بهذا الاسم نسبة إلى الطبيبين ويردنيج-هوفمان اللذين اكتشفاه . وتظهر أعراضه عادة في الأشهر الستة الأولى من العمر مع أن غالبيّة للحالات تظهر العلامات قبل 3
أشهر من العمر .
وتبدأ الأعراض بملاحظة الأهل أن الطفل يعتمد اعتماد كلي على الغير عند رفع رأسه وعند الجلوس . كما قد تضعف عضلات البلع والمص فتظهر مشاكل في التغذية والبلع وتكثر عمليات دخول الطعام إلى القصبة
الهوائية عن الرضاعة.ويصعب عليه حتى التحكم في بلع الريق و الإفرازات المخاطية المتراكمة في الحلق. واهتزازات مستمرة في اللسان تجعل تشخيص المرض أكثر وضوحا للأطباء. ويبذل الطفل مجهود كبير للتنفس بسبب ضعف
وارتخاء عضلات القفص الصدري. ومع تدهور مشاكل التغذية و البلع و التنفس فان الطفل تدهور حالته إلى أن يتوفى في السنة الثانية من العمر.
النوع الثاني :
وهو المتوسد الشدة ، يشخص هذا النوع من الضمور لدي الأطفال المصابين به فيما بين السبع أشهر والسنة الثانية من العمر. والطفل المصاب بهذا النوع قد يستطيع من الجلوس بدون مساعدة ؛ مع أنه في الغالب
يحتاج من يحركه لوضعية الجلوس عندما يكون مستلقي. وقد يستطيع الوقوف ولكن في مرحلة متأخرة وباستخدام أجهزة مساعدة .
وغالباً لا يواجه الطفل مشاكل في التغذية ولكن قد يصعب عليه تناول كمية كافية من الغذاء عن طريق الفم نتيجة لضعف المضغ و البلع. ولذلك قد يحتاجون لتناول المزيد من الطعام والغذاء عبر أنبوب في الأنف أو عن
طريق البط مباشرة إلى المعدة. كما يعاني من ضعف في عضلات التنفس وأن كان يستطيع أن يتنفس بشكل جيد وكافي إلا أنه يصعب عليه المحافظة على مستوى كافي من الأكسجين في الدم خلال النوم ، قد يحتاج إلى اسطوانة
أكسجين. كما تظهر الاهتزازات المميزة للسان. ومن الشائع أيضا حدوث انحناء و تقوس في العمود الفقري قد يستدعي إجراء عملية جراحية مع هشاشة عامة في العظام. ومع نمو الجسم يزداد الضغط على الخلايا
العصبية و لذلك قد تدهور صحة المريض مع الوقت و قد تثبت حالته لمدة طويلة.
كوجل بيرق-فليندر Kugelberg-Welander
وهو النوع الثالث (خفيف) ، وسمي المرض بهذا الاسم نسبة إلى مكتشفيه كوجل بيرق-فليندر. يشخص هذا النوع من الضمور لدي الأطفال المصابين به فيما بين السنة الأولى من العمر إلى وقت البلوغ . بالرغم من أن
الأعراض تبدأ عادة في الظهور خلال الثلاث السنوات الأولى .
تبدأ الأعراض عادة في الأيدي , والأقدام و اللسان وتنتشر إلى المناطق الأخرى للجسم ، ويستطيع المريض إن يقف و يمشي ويمارس حياته الطبيعية و مع عدم تأخر في النمو أو اكتساب المهارات الأساسية. ولكن قد يلاحظ
الأهل كثرة تعثر الطفل وصعوبة النهوض من وضع الجلوس والانحناء وقد يتطور المرض حتى يصبح المريض غير قادر على المشي مع تقدم العمر فيحتاج إلى استعمال الكرسي المتحرك.
النوع الرابع :
وهو الذي يصيب الكبار فتظهر أعراضه بعد السن 35 سنة. وتبدأ الأعراض في الظهور تدريجياً وبشكل بطيء ، ومن النادر أن يصيب عضلات الفم المتعلقة بالبلع وعضلات التنفس.
ومن الأشياء الأساسية والمميزة لمرض ضمور العضلات الشوكي بكل أنواعه (الأول و الثاني و الثالث و الرابع) هو سلامة الحواس الأخرى و سلامة العقل والإدراك والتفكير. ولكن حتى وقتنا هذا لا يوجد علاج شافي لهذا
المرض. ولذلك تتم رعاية المصابين بتقديم المساعدة الطبية المتعلقة بالتغذية والتنفس والعلاج الطبيعي والحركي.
(3)الحثل العضلي Muscular Dystrophy
هو اضطراب وراثي محمول على الكروموسوم الجنسي يصيب الذكور بشكل خاص يتميز بتدهور مضطرد في قوة العضلات بحيث أن الطفل عند بلوغه العاشرة من العمر غالبا ما يحتاج إلى كرسي عجلات للتنقل و الحركة. و الحثل
العضلي عدة أنواع من أكثرها خطورة "حثل دوشين" الذي يعرف أيضا بالتضخم العضلي الكاذب.
وفي هذا النوع تتجمع مواد دهنية بدلا من الأنسجة العضلية التالفة. ويزداد الضعف شدة مع الأيام مما يؤدي إلى الوفاة في العشرينيات أو الثلاثينيات. ولا يوجد علاج فعال للحثل العضلي فالعلاج تحفظي ويهدف إلى
الحد من المضاعفات وإلى دعم الطفل قدر المستطاع.
(4)الوهن العضلي : Myasthenia Gravis
هو اضطراب يتميز بضعف شديد في العضلات الإدارية والإعياء المرضي وخاصة القيام بنشاط بدني . وأكثر العضلات تأثراً في هذا المرض عضلات الوجه والعنق والعضلات المحيطة بالعين، ولكنه قد يؤثر أيضا على أي عضلات
أخرى في الجسم.
ولا تعرف الأسباب الفعلية لهذا المرض إلا أن الاعتقاد السائد طبياً هو أنه ينتج عن اضطراب في إفراز أنزيم الأستيل كولين الضروري لنقل السيالات العصبية في مناطق اتصال الأعصاب والعضلات . كذلك هناك علاقة بين
الوهن العضلي وأمراض الغدة الثيموسية، و الغدة الدرقية، والتهاب المفاصل الروماتيزمي وبعض الأمراض الأخرى.
ويصيب الوهن العضلي الناس من جميع الأعمار ولكن أكثر شيوعا لدى الأفراد الذين يزيد عمرهم عن عشرين سنة وبخاصة الإناث فهن أكثر عرضة للإصابة به من الذكور ، وتقدر نسبة انتشاره بحوالي 1 لكل 10.000 ولا تعرف
الأسباب المؤدية الأسباب المؤدية لهذا المرض. ومن الأعراض المميزة للوهن العضلي الرؤيا المزدوجة، وبحة الصوت، وصعوبة المضغ و البلع، و التعبيرات الوجهية المميزة الناتجة عن الضعف العضلي وضعف اليدين و
الرجلين، كذلك فإن الضعف العضلي يتفاقم في حالة التعرض للضغوط النفسية و التعب.
(5)التهاب الليف العضلي :
وهو التهاب حاد أو مزمن للأنسجة الليفية للعضلات والتركيبات المتصلة بها . وترتبط هذه الحالة عادة باضطرابات أخري تصنف تحت فصل "الروماتيزم" . وهناك تسميات مختلفة لهذا المرض تعتمد علي مواقع العضلات
المصابة , وتشمل ألم القطن لعضلات الظهر , ومرض المعص لعضلات الربلة والأفخاذ , ومرض الصعر لعضلات الرقبة .
قد تكون الالتهابات كنتيجة ثانوية للإصابة بالفيروس , أو بالتهاب بكتيري , أو قد تكون بسبب جرح , أو تمزق نتيجة رفع لجسم ثقيل بطريقة غير سليمة , أو وقفة سيئة , أو تمرينات رياضية مجهدة وغير معتادة , أو
التعرض لبرد نافذ , أو لرطوبة . وقد يتهيج التهاب اللبف العضلي نتيجة توتر عاطفي أو اضطراب عقلي أو نفسي . ولا توجد في بعض الحالات الأخرى أسباب معقولة وواضحة لحدوثه , ولكنه في الأغلب يكون كنتيجة مباشرة
لالتهاب المفاصل .
(6)التهاب العضلات :
وهو التهاب عضلة أو مجموعة من العضلات , ويشمل الالتهاب عادة غمد الغطاء الطبقي أيضاً , ويكون سببه في الغالب التعرض للبرد أو الإجهاد الشديد .
(7)الضمور العضلي الشوكي Spinal Muscular Atrophy
هو اضطراب وراثي في الخلايا العصبية الحركية في النخاع الشوك