حكومة الظل وهي حكومة موازية للحكومة تعمل علي رؤية الأخطاء التي تقع فيها الحكومة وتقدم في المقابل الحلول والاقترحات .
يكتمل المشهد السياسي للبلد الديمقراطي بوجود هيئة تسمي نفسها حكومة الظل ، التي تمثل المعارضة الرسمية للحكومة القائمة .
و تستخدم هذه الحكومة الألقاب الرسمية نفسها التي تستخدمها الحكومة الفعلية في وصف أعضائها ، فهناك رئيس وزراء ظل ، مقابل رئيس الوزراء الفعلي ، و هناك وزير خارجية ظل في مقابل وزير الخارجية الفعلي و هكذا
.
و ربما خصصت الدولة رواتب لأعضاء حكومة الظل أيضاً ، و عادة يجلس أعضاء حكومة الظل ، بمن فيهم رئيسها ، في مواجهة الحكومة الفعلية في البرلمان البريطاني ، و بالمناسبة ، بريطانيا هي الدولة الوحيدة التي
توجد فيها حكومة ظل .
تقوم حكومة الظل بعدة وظائف في اطار العملية السياسية الديمقراطية :
أولاً : تمثل هذه الحكومة البديل الجاهز و المعلن للحكومة الفعلية ، و جاهزية البديل و معلوميته أمران مهمان بالنسبة للرأي العام ، الذي سيعرف ، في حال سقطت الحكومة الفعلية ، من سيتولى الحــكم ، هذا على
خلاف ما حصل عندنا حينما انتخب الناس القوائم المتنافسة التي لم تقدم حكومة بديلة، وبعد أن فازت في الانتخابات سقطت في اختبار تشكيل الحكومة. ومهم جداً أن يكون الرأي العام على بيّنة ممن يصوت له.
و تمثل حكومة الظل معارضة منظمة للحكومة الفعلية ، اضافة الى أن المعارضة مطلوبة في النظام الديمقراطي ، فان المعارضة المنظمة تجعل " المعارضة " منهجية ، حيث يتم توزيع مهمات المعارضة على وزراء حكومة
الظل ، حيث يتولى كل واحد من هؤلاء مهمة متابعة و مراقبة " أي معارضة " الوزارة المناظرة له ، و هذا التخصص يتيح له أن يمنح جلّ وقته للوزارة التي يتولى معارضتها ، و هذا ما سميته بـ " المعارضة المنهجية "
.
وهذا يعني بالتالي أننا سوف نتوافر على معارضة قوية ، مقابل الحكومة القوية ، و هذا من ضمانات سلامة العملية السياسية و صيانة الديمقراطية ، و عدم انجرار الحكومة الفعلية الى ممارسة سلطة مطلقة ، أو إساءة
استخدام هذه السلطة من جهة و عدم انجرار المعارضة " الممثلة بحكومة الظل " الى ما من شأنه أن يؤدي الى هبوط مستوى الأداء السياسي لها من جهة ثانية .
و في كل الحالات سوف يتاح للشعب أن يراقب المشهد السياسي بصورة مكتملة ، حيث تجلس الحكومة الفعلية في جهة ، و حكومة الظل في جهة أخرى و اكتمال الصورة يجعل الشعب أقدر على اتخاذ المواقف الأقرب الى الصحة
.