اختلف العلماء في تحديد أول سورة من سور القرآن أنزلت كاملة
فقيل: إنها سورة المدثر، وهذا ما رجحه الحافظ السيوطي في كتابه الإتقان وذلك في معرض توفيقه بين هذا وما قيل من نزول سورة العلق أولاً
حيث قال: إنه يمكن الجمع بين الأحاديث الواردة في هذا بأن تكون سورة المدثر نزلت بكاملها قبل نزول سورة العلق،
فإنها أول ما نزل منها صدرها.
وقيل: إن أول سورة أنزلت مرة واحدة هي الفاتحة،
لما روى الطبراني عن أبي ميسرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع الصوت انطلق هارباً، وذكر نزول الملك وقوله قل: الحمد لله رب العالمين... الحديث. قال القاضي أبو بكر في الانتصار: وهذا الخبر
منقطع، وأثبت الأقاويل اقرأ باسم ربك، ويليه في القوة يا أيها المدثر.
وهناك طريق للجمع بين الأقاويل فيقال:
أول ما نزل من الآيات اقرأ باسم ربك..
وأول ما نزل من أوامر التبليغ يا أيها المدثر..
وأول ما نزل من السور سورة الفاتحة.
والحاصل أن الخلاف واقع بين هذه السور الثلاث:
العلق، والمدثر، والفاتحة؛
إلا أن أكثر أهل العلم مال إلى أن العلق لم تنزل كاملة،
وبقي الخلاف منحصراً بين المدثر والفاتحة،
والراجح أن أول ما نزل كاملاً هو المدثر، وهو ما ذهب إليه السيوطي كما تقدم.
والله أعلم.
نهارك مبارك وشكرا لتوجيه السؤال