ان الإحساس بالناس نعمة من أفضل النعم التي ينعم الله بها على الإنسان من مرض بفقد لإحساس حرم صاحبه من الهناء في الدنيا والآخرة فتحصل على كراهية
الناس وفقد شرف الإيمان فليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جوعان لأنه يرى الناس تتالم حوله وهو يرى ويسمع ولا يبالي لعله لو أدرك أن الإحساس بكلب يلهث من العطش أدخل امراة الجنة فكيف الإحساس بالبشر!! .
ان الانسان الذي لا يحس بمعاناة الناس سواء كان مسؤولا او وزيرا او غفيرا لا يستحق العيش معهم كلام ماري أنطوانيت ملكة فرنسا "إذا لم يكن هناك خبزاً للفقراء .. لماذا لايأكلون بسكويتا".
سجل في التاريخ واصبح مثل يضرب به في عدم الاحساس بالناس.
لقد فقد الفرنسيون الثقة بهذه الملكة واصبحت مكروهه لانها لاتحس بمعاناتهم واتهمت بالعمالة والخيانة وانتهى بها الامر الى السجن ثم قطعت رأسها على يد الثوار الفرنسيين وانتهت بذلك عصرمن عصور عدم الاحساس
بفرنسا.
ان الناس لا يريدون مسؤولا ابنا للرئيس ولا رجلا للاعمال ولا صاحبا لاساطيل. بل يريدون ان ياتي مسؤولا يحس بهم قد تعلق بالاتوبيس ولو لمرة واحدة او وقف في طابور الجمعية او طابور العيش ليقاسي ويعاني ويحس
بمن حوله فيتعافى من هذا المرض الخطير!!
البسطاء من الشعب الان لا يتمنون لهذا المسؤول المريض بهذا المرض ان يكون بصحة وعافية في بدنه واهله بل يتمنون ان يصاب بالشلل أو العقم أو بالمواد المسرطنة او يركب ابنه عبارة الموت ليغرق في البحر أو يخسف
الله براتبه الارض ليرى بنفسه مآسيهم وآلآمهم .
للاسف هذا المرض الخطير انتشر بيننا وليس قاصرا على أوساط المسؤولين.
ترى شابا يسير بالسيارة في وسط الليل رافعا أصوات سماعات الكاسيت تزلزل جدران المنازل ليفسد نوم وراحة الناس وترى آخر في المواصلات يدفع الكبير ويتحرش بالضعيف من اجل راحته ومتعته نحتاج علاج لهذا المرض...
فهل من دواء؟