لا تأسفن على غدر الزمان لطالما...رقصت على جثث الأسود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها...تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب
تبقى الأسود مخيفة في أسرها...حتى وإن نبحت عليها كلاب
تموت الأسد في الغابات جوعا... ولحم الضأن تأكله الكــلاب
وعبد قد ينام على حريـــر...وذو نسب مفارشه التــراب
===========
في البداية البيتين الأخيرين هما للامام الشافي وهذي نتيجة البحث في ديوانه
الحظوظ
تموت الأسد في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الكــلاب
وعبد قد ينام على حريـــر وذو نسب مفارشه التــراب
==============
وتبقى الأبيات الثلاثة الأولى:
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما...رقصت على جثث الأسود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها...تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب
تبقى الأسود مخيفة في أسرها...حتى وإن نبحت عليها كلاب
كما هو واضح من الأبيات فهي تفتقر إلى الوزن الشعري وبالتالي يستبعد أن يكون قائلها شاعراً متمكناً سوى في العصر الجاهلي أو الإسلامي الأول مروراً بالأموي والعباسي الذين أشتهر فيهما التدوين والاهتمام
بعناصر الشعر الرئيسية وفي مقدمتها الوزن .
إذن من القائل ؟ الأحرى أن هذه الأبيات غير مدونة حسب بعض أساتذة الأدب من هنا نجد كلا ينسبها الى شخص فنهم من يقول أنها لزين العابدين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويبدو أن هذا القول
ضعيف الى درجة بحيث لم تظهر هذه الأبيات في التراث الشيعي وكذلك لأن زين العابدين رضي الله عنه عرف عنه الشعر ولا يمكن أن يكتب أبيات غير موزونة بهذا الشكل , ومنهم من يقول إنها لصدام حسين .
الناظر إلى هذه الأبيات يلاحظ أن فيها صيغة الحداثة فمثلاً الأسود في أسرها فاسر الأسود في أقفاص لم يكون معروفاً ألا في وقت متأخر وبالتالي يرجح أن تكون الأبيات معاصرة .
هل يكون صدام حسين هم قائلها ؟ ربما خصوصاً وأنه كان في وضع تحول فيه من حال عزتة إلى نقيضها , ومع ذالك أستبعد أن يكون هو قائلها فلم يكن يعرف عنه أنه قارن للأدب وبالتالي لديه القدرة لكتابة أبيات ذات
صيغة لفظية ومعنوية قوية حتى وإن كان هناك بعض المأخذ من الناحية الشعرية ,
يقال إن هذه الأبيات وجدت في أوراق صدام حسين مكتوبة بخط يده وهذا أمر طبيعي طالما أنه ذكرها داخل المحكمة وليس هذا دليل كاف على أنه قائلها.
أميل ألي أن الصياغة اللفظية و المعنوية للابيات تعكس مستوى ثقافي مرتفع وبالتالي قد تكون قد وصلت هذه الأبيات إلى صدام حسين من أحد الأشخاص الذين يلتقي بهم ويهمهم رفع معنوياته مثل المحامين ولعل ذكرها لها
في المحكمة يعزز ذالك .
==============
@ يبقى أخيراً أن نذكر حول جواز ذكر البيت الأول والذي يوصف فيه الزمان بالغدر الزمان هو الدهر, وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه ..عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال . ( قال الله تعالى لا تسبوا الدهر
, فإن الله هو الدهر ).
قال تعالى (فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ.(ذكر الله النحس أي أنه جرى عليهم ما فيه نحس
سئل الإمام الفقيه محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - عن حكم سب الدهر ، فأجاب قائلاً : سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام :القسم الأول : أن يقصد الخبر المحض دون اللوم : فهذا جائز مثل أن يقول
" تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده " وما أشبه ذلك لأن الأعمال بالنياتواللفظ صالح لمجرد الخبر .
القسم الثاني : أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أنالدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر : فهذا شرك أكبر لأنهاعتقد أن مع الله خالقًا حيث نسب الحوادث إلى غير الله .
القسم الثالث : أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذهالأمور المكروهة : فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر ؛ لأنه ماسب الله مباشرة ، ولو سب الله مباشرة لكان كافرًا .
اتمنى في الإجابة الفائده..