إحصائية بضحايا المجازر الجماعية التي ارتكبت بحق مختلف شعوب الإمبراطورية العثمانية:
السنة عدد الضحايا الجنسية
1822/ 50000 يوناني في جزيرة كيوس
1850/ 12000 أرمني واشوري
1860 /11000 لبناني وسوري
1876 /15000 بلغاري
1877-1878/ 6000 أرمني
1892/ 8000 يزيدي في الموصل
1894/ 500000 أرمني
1896/ 55000 يوناني في جزيرة كريت
1909/ 30000 أرمني
1915-1916/ 1500000 أرمني
1917-1923 /400000 أرمني
1922/ 50000 يوناني
1894-1924/ 450000 اشوري
عن كتاب -- "المصادر العربية حول جريمة إبادة الأرمن"
- هذا ليسا شريعة الله ..
عن حــق كتب فولتير: يحكم الشعب التركي الكبير، اكثر من عشرين قومية، بديانات مختلفة بشكل سلمي. ويمكن للمسيحيين أن يتعلموا منهم، كيف يكون المنتصر سمحا وشهما.
وعندما وقفت تركيا على الحياد في الحرب العالمية الثانية، استطاع الكثير من المهاجرين الألمان، أن يجدوا هناك الحماية والأمان.
كيف حصل أنه في العام 1915 تم تخريب هذا التراث ؟!.
بادئ ذي بدء، لم يكن الإسلام هو الذي دفع إلى المذابح الأرمنية، الكثير من المسلمين أخفوا جيرانهم المسيحيين عندهم. لقد وجد الجنرال العثماني محمود جميل نفسه مجبراً، أن يصدر أمراً بتعليق كل مسلم أمام
بيته، فيما لو أنه أنقذ أرمنياً.
الطبقة التركية العليا كانت خائفة من انهيار السلطنة العثمانية، والقوى الكبرى كانت تتربص للحصول على تركة الرجل المريض. تفسير أنقرة الرسمي للتراجيديا، يعيد الأحداث إلى ظروف الحرب على جبهة القوقاز، لكنها
تنسى أن القضاء العسكري التركي قد أجاب على هذا السؤال بتجريم الجناة.
في 3 آذار 1919 ، أسس السلطان أول محكمة في التاريخ، لمحاكمة المجرمين ضد الإنسانية. محكمة استنبول هذه، والتي أتت تحت ضغط القوى الكبرى، فرنسا وإنكلترا آنذاك، وبالعكس من محاكمات نيرنينبورغ، تــم
الحكم فيها وفــق القانون العثماني.
الاتهام رفض كل المبررات التي تقول: بأن وضع الحرب على الجبهة الشرقية كان سبباً لتهجير الأرمن من مدن غرب تركيا. وأثبتت المحكمة، بأن لا الضرورات العسكرية، ولا الأحوال الاستثنائية، كانت تستدعي هذا
التهجير و الطرد.
أيضا ادعاءات أنقرة اليوم، بأن أرشيف الحكومة آنذاك، لا يحتوي على أية أوامر بالقتل والإبادة ،لا بل انه كان يتضمن توجيهات للإدارات العثمانية، بتأمين الحماية والإمدادات للمهاجرين، قد فندتها المحكمة
آنذاك. بان منظم التهجير، وزير الداخلية طلعت باشا، ولإخفاء المسؤولية عن ذلك، كان يستخدم دفتراً للأوامر السرية لهذه الغاية. في الأوامر الرسمية، كان يوصي بحماية ورعاية المهجرين، وبعقوبات قاسية
للذين يتعرضون لهم بالأذى. ولكن الأوامر الحقيقية، كانت تأتى من المبعوثين الخاصين، الذين أوفدهم إلى المناطق، للقيام بهذه المهمة.
في 1919 لم يكن قد ظهر بعد، مصطلح الإبادة الجماعية أو الجينوسيد , لكن الاتهام أستخدم تعبيراً رديفاً لذلك. آنذاك " قتل شعب بالكامل " . وبسبب ذلك، وفي ثلاث قضايا في محكمة استنبول تم إصدار 17 حكماً
بالإعدام ثلاثة منها بشكل قطعي. بحق هؤلاء الذين يعدون اليوم أبطالاً.
القيادة التركية الفتية، والتي حكم عليها غيابياً بهذه الأحكام، وزير الداخلية طلعت باشا، ووزير الحربية أنور باشا، هربوا في تشرين الثاني 1918 في عنبر سفينة ألمانية إلى الخارج. طلعت قتل في برلين،
في 1921 على يـد طالب كان قد فقد كل عائلته في مسيرة الموت تلك, وأنور قتل في أب 1922 في أواسط آسيا في اشتباك مع أحد الفرق البلشفية.
هكذا قضت القيادة التركية الفتية، والتي كانت تنتمي إلى مدرسة متراصة متشددة، استمرت لقرن كامل. هذه المدرسة التي أرادت تحديث السلطنة القديمة، وفق الأفكار الأوربية الحديثة, منظمتهم " جمعية الاتحاد
والترقي، كانت تبحث لدى المفكرين البارزين أمثال غوستاف لوبن والداروينية، عن مشروعية حكمها، لكي تصقلت السلطنة العثمانية في مجتمع ودولة تركية متجانسة، اسمته " وطن " .
رسالتها، هي ما تسميه توران، وتعني توحيد جميع الشعوب، ذات اللغة التركية في أواسط أسيا. هذا الهدف هو الذي جر تركيا للوقوف إلى جانب ألمانيا والنمسا في الحرب العالمية الإولى.
إفناء أو استئصال الأرمن ــ كما وصفتها محكمة استنبول ــ كانت عبارة عن تنظيف السلطنة من الأثنيات القومية، لجعل إمكانية قيام دولة تركية حديثة، إمكانية واقعية, لكن لم يسمح للقضاء التركي البحث عن
الحقيقة آنذاك مطولاً. حيث بدأت بالفعل، عملية تحويل السلطنة إلى دولة حديثة، بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة،و بأيدٍ حديدية، ولكن ليس بنفس الدرجة من العنف والقتل. لذلك يعتبر كمال مصطفى، والذي تم
تكريمه بتسميته أتاتورك " أبو الأتراك "، عن حق في كتب التاريخ، بمؤسس ومبدع تركيا الحديثة.
ولكن الذي لا يعلمه الجيل الحالي في تركيا، انه في 24 نيسان 1923 وبعد يوم واحد من تأسيس أول برلمان لتركيا الحديثة، أدان كمال أتاتورك إبادة الأرمن، واعتبره عملاً مخزياً ولو أنه أردفه بأنه عمل مخـزٍ من
الماضي.
بعد ذلك بقليل، أحتل العديد من مدبري المجازر مواقع قيادية في حركته القومية، وحكومته الجديدة.
من وسط حالة اليأس والضياع، خرجت المجموعات الإرهابية الأرمنية منذ العام 1973 .
هكذا يبين المؤرخ التركي أكجام، أن شكري كايا وزير الداخلية، فيما بين الأعوام1927- 1938، كان يحتل دوراً مركزيا في قيادة عملية تهجير الأرمن.
مصطفى عبد الخالق، قائد منطقة حلب، والذي عمل بدون رحمة في إبادة الأرمن، كما قال القنصل الألماني فالتر روسلا، اصبح بالتتالي، وزيراً للمالية، فالتربية، ثم وزيراً للدفاع. توفيق روشتو، الذي أوصل الإبادة
إلى ذرى عالية، بقي من 1925 الى 1938 وزيراً للخارجية. هذه الأمثلة وغيرها، توضح لماذا كان ومازال العسكريون في مقدمة حماة الكمالية. ولماذا كان مؤسسي ومدافعي تركيا الحديثة، يرفضون دائما دراسة وبحث وقائع
الماضي القريب. ولكن كانت هناك أيضا،ً أوربا، تلك التي غضت الطرف عن ذكر المذبحة في العام 1923 في معاهدة لوزان مع الحكومة التركية القومية الحديثة، ولم يتم ذكر أية كلمة عن الأرمن. حيث استحالت تركيا إلى
جبهة أمامية ضد القوة المتنامية للاتحاد السوفيتي. بعد عقدين من الزمن، أرست الحرب الباردة تركيا، عضواً لا يستغنى عنه في حلف الناتو. هكذا غطت الدبلوماسية على الإبادة الجماعية للأرمن.
من حالة الضياع واليأس، خرجت المجموعات الإرهابية الأرمنية، منذ العام 1973. والتي حاولت بقتلها الدبلوماسيين الأتراك، حتى الثمانينيات، أن توصل قضيتها وتجعل من نفسها ممثلة لها. لكن الوضع العالمي كان
محبطاً، وأدت هذه العمليات إلى تقوية الجانب التركي، ولذلك لم تجد هذه المجموعات، دعماً قوياً من الدياسبورا الأرمنية في الخارج.
ما كان محبطاً حقا،ً وغير محسوب بالنسبة لأحفاد الناجين، هو أن إسرائيل لم تعترف بأول إبادة جماعية في القرن العشرين كعملية جينوسيد . وذلك عائد للعلاقات العسكرية الوطيدة بينها وبين تركيا من جهة ومن جهة
أخرى يجب إبقاء الهلوكوست مثالاً وحيداً في العالم.
حتى بالنسبة للمؤرخين الذين اختصوا بدراسة هذا العصر، بقي الموضوع الأرمني جانبيا،ً لا بل تحول في الواقع إلى تــابــو. كما كتبـت المؤرخة رايا كوهين في إحدى المجلات الفرنسية.
لم يكن الأمر دائما هكذا, مع صعود النازية في ألمانية، أصبحت المذابح الأرمنية محوراً مركزياً لدى اليهود حيث كانت بالنسبة لهم، وخاصة الـ " أربعون يوماً في جبل موسى" ، صورة ما ينتظرهم في
المستقبل. تلك القصة الدراماتيكية للقرى الأرمنية الستة التي هربت، وتحصنت في جبل موسى، مبدية مقاومة يائسة. والتي قارنها فرانس فرفل بما ورد في نصوص التوراة.
لم يقرأ كتاب أخر في الغيتو ، كما قرأ كتاب" أربعون يوماً في جبل موسى " . جبل موسى الذي يقع غرب تركيا بالقرب من البحر المتوسط. الشبان كانوا في مقدمة من قرروا أن يقاوموا، مثل أبطال الرواية، وبالسلاح حتى
اللحظة الأخيرة. لقد كتب في محضر اجتماع للحركة الشبابية، درور هالتس في غيتو بياليستوك في شباط 1943 . لم يبق لنا إلا أن نقاوم، وبأي ثمن، لنحيل الغيتو إلى جبل موسى آخر.