أكدت د. فاطمة نور ولي أن هبوط الرحم والمهبل هو من التغييرات التي تحدث للمرأة بعد الولادات. وعادة، إذا هبط الرحم هبط معه الجدار الأمامي المقابل للمثانة، مما
يؤدي إلى تغيرات في عمل المثانة، مثل السلس والسلس الإلحاحي، وكذلك هبوط المهبل الخلفي ونزول المستقيم. هذه التغيرات في الجدار الخلفي يصاحبها خلل في عمل الإخراج مما يؤدي إلى صعوبة في عملية الإخراج بدون
مساعدة خارجية.
ثم أوضحت أن الهبوط على درجات، وهي:
الدرجة الأولى: اختلال في وضع الرحم بحيث يكون عنق الرحم نازلا من مكانه قليلا ولا يصل عند نهاية المهبل.
الدرجة الثانية: نزول الرحم كثيرا حتى أنه يصل قريبا من نهاية المهبل الخارجية.
الدرجة الثالثة: نزول الرحم وعنقه حتى نهاية المهبل.
الدرجة الرابعة: خروج الرحم خارج فتحة المهبل تماما وقد يخرج الرحم بأكمله خارج المهبل.
أسباب الهبوط
* 1 ـ نوع النسيج: تكون بعض النساء عرضة للنزول أكثر من أقرانهن بسبب نوعية النسيج. هذه خلقة لا يمكن تغييرها.
2 ـ الولادات المتكررة: تكرار الحمل والولادة يساعد على ارتخاء العضلات والأربطة مما يساعد على هبوط المهبل والرحم.
3 ـ ولادة متعثرة وولادة بملقط أو ولادة جنين كبير أكبر من 4 كيلوغرامات.
4 ـ بعد سن النضج وانقطاع الطمث، تقل هورمونات المبيض، مما يؤدي إلى ضعف الأنسجة.
* العوامل المساعدة للهبوط ـ سعال مزمن.
ـ رفع الأشياء الثقيلة.
ـ زيادة الإمساك.
* أعراض الهبوط 1 ـ وجود كتلة خارجة من المهبل، وكذلك رؤية جدار المهبل الأمامي أو الخلفي وقد خرج من فتحة المهبل.
2 ـ كثرة الإفرازات والرطوبة، علما بأن المرأة لا تكون عادة جافة.
3 ـ وجود ثقل وآلام في الأسفل، لا يعني بالضرورة أن أي آلام بالظهر أنها نزول للرحم.
4 ـ صعوبة في الإخراج والتبرز.
5 ـ سلس بول جهدي أو إلحاحي أو الاثنين معا.
* الوقاية ـ عدم إطالة فترة الدفع في الولادة.
ـ التقليل من استخدام الملقط لإخراج الجنين.
ـ علاج الإمساك المزمن.
ـ علاج الكحة المزمنة.
* العلاج كان العلاج الجراحي باستئصال الرحم عن طريق المهبل، هو العلاج الوحيد لهبوط الرحم، أما الآن فلم يعد كذلك، بل أصبح العلاج يقدم على مراحل:
1 ـ استعمال كريم الاستروجين واستعمال الفرزجة Pessary عن طريق المهبل، وهذا ليس بعلاج جذري، إنما هو علاج مؤقت لمن لا يمكن إخضاعها للعملية الجراحية.
2 ـ العلاج الجراحي الحديث: وهو الجديد والفريد من نوعه، حيث تستعمل لأول مرة بالمملكة شبكة خاصة توضع بطريقة معينة تحت جدار المهبل تقوم باستخدام مواقع الأربطة الطبيعية بحيث يعاد الرحم إلى مكانه بدلا من
إزالته.
وإذا كان النزول مصاحبا بسلس في البول (وهذا هو الحال غالبا)، فيتم علاجه بطريقة حديثة، وهي استعمال شبكة صغيرة جدا لا تتجاوز 8 سم، تحت عنق المثانة في نفس الوقت.
وبهذه العملية تحتفظ المرأة برحمها إن كان سليما، وتمارس حياتها الطبيعية. كما أنه يتم علاج السلس الجهدي إن وجد في نفس العملية، فتتخلص المرأة من نزول البول اللاإرادي تماما.
أما الطريقة التي تستخدم إزالة الرحم ورفع الجدار الأمامي والخلفي فقط بعدة غرز مع إزالة جزء كبير من المهبل فلها سلبياتها حيث تؤدي إلى قصر المهبل وجفافه وهذ يؤدي إلى آثار سلبية كبيرة، منها آلام شديدة مع
العلاقة الحميمة، مما يؤدي بكثير من النساء الى تحاشي العلاقة الحميمة بعد العملية، بل كثير منهن يصرحن بأنهن يكرهنها.
* الإنجاب بعد العملية سؤال يطرح نفسه: ماذا عن مستقبل المرأة من ناحية الإنجاب؟..
تجيب عليه د. فاطمة نور ولي بأن المرأة يمكنها الولادة بالعملية القيصرية، وإن اختارت الولادة الطبيعية، قد تتلف العملية مما يؤدي إلى إعادتها مرة أخرى.
وأضافت أنه بعد زرع الشبكة تحت جدار المهبل وإبقاء الرحم في مكانه، أصبح الحمل، الآن، ممكنا والحمد لله.
كما تضيف أن استعمال الشبكة في العلاج الجراحي ليس حديثا فهي معروفة لدى الجراحين لعلاج الفتق (الفتاق). لكن الحديث في الموضوع هو وضع الشبكة في المواضع الطبيعية لاربطة الرحم في حالة نزول الرحم والجدار
المهبلي، باعتباره نوعا من انواع الفتق لدى النساء، مما يؤدي الى ارجاع الرحم الى مكانه، ونتائج العملية جيدة وفقا لابحاث عالمية عديدة، ونسبة عودة النزول أو الهبوط بعد وضع الشبكة يصل الى 4 – 6 % فقط بعد
أن كان بعد العمليات التقليدية 40%.
وأخيرا تنصح د. فاطمة نور ولي بضرورة إجراء هذه العملية بواسطة من لديه الدراية الكافية والتخصص الدقيق في ترميم الحوض وجراحة المسالك البولية النسائية وعلاج سلس البول لدى النساء <